ترافالغر معركة حاسمة بين فرنسا وبريطانيا تتجدد سياحياÙ
01/07/2005

لندن- عبد الصاحب الشاكري

لقد دعيت مع عائلتي من قبل جارنا يوم السبت المصادف 11/06/2005 لنزهة نهرية في قاربه لمشاهدة المهرجان النهري الذي تشترك فيه الجزر المجاورة في منطقتنا على نهر التيمس، وكان يتخلله سباق قوارب بدائية من صنع المتسابقين. وكانت المفاجئة لي بأن المناسبة هي مرور مئتي عام على معركة ترافالغر البحرية بين فرنسا وبريطانيا والتي قادها الكابتن نيلسون البريطاني وانتصر فيها على الفرنسيين. وهي معركة مشهورة ويفتخر البريطانيون بها حيث سميت ساحة مشهورة في وسط لندن باسمها ترافالغر سكوير (أي الطرف الأغر)، ويتوسطها تمثال القائد نيلسون، وارتفاعه 17 قدما، مرفوعاً على عامود ارتفاعه 185 قدما، وتحيط به بركة ماء محاطة بتماثيل الأسود. وهي ساحة معروفة في وسط لندن حيث يقام فيها معظم الاحتفالات والاحتجاجات وغيرها من المناسبات. والاحتفال بمعركة ترافالغر لم يختصر في منطقتنا بل توزع في كثير من الأنهر والمياه البريطانية.

إن الصور الملحقة تدل على بساطة تكوين القوارب المشاركة في سباق التجديف والعمل الجماعي التعاوني في تكوينها والمشاركة في السباق. وبالرغم من بساطة الأعداد والمهرجان فقد أخذت مختلف القوارب الخاصة في الحضور والتشجيع ناهيك عن الجماهير التي حضرت على ضفاف النهر للمشاهدة والتشجيع. ولم تزد مسافة السباق عن كيلومترين وعن ثلاث ساعات من البداية إلى النهاية. وكان هناك في الساحة القريبة من النهر مدينة للألعاب تم نصبها ليوم واحد ونقلها إلى مكان آخر في اليوم التالي حيث تمتع الأطفال وعوائلهم بأجمل يوم سياحي محلي.

فكم من عضة تعطي هذه المناسبة مع أنها محدودة للدول وشعوبها التي تعيش في صراعات سياسية وتعيد ذكريات معاركها بمعارك حقيقية أكبر من سابقتها التاريخية؟ وكم من أنهر لدينا مهملاً سياحياً وطاقات مبعثرة بالجمود والمجادلة، ولو وجهت نحو السياحة بكل ألوانها وأحجامها ومواقعها وإمكانياتها لكانت الشعوب تعيش أكثر أماناً ورفاهاً.