تونس تحتفل باليوم الوطني للسياحة
01/07/2005

تونس – سليم الشريف

تحتفل تونس ككل سنة في 28 حزيران/ جوان باليوم الوطني للسياحة. وقد حظيت السياحة باهتمام مطرد تجلى من خلال القرارات المتواصلة لدفع هذا القطاع ولا سيما تفعيل الهياكل العاملة فيه ببعث مجلس أعلى للسياحة يتولى السهر على التنسيق بين السياسات والبرامج وتجسيم التكامل بين مختلف المتدخلين في هذا القطاع.

ويساهم القطاع السياحي بمعدل 6 بالمائة في الناتج الداخلي الخام كما يوفر سنويا حوالي 19 بالمائة من العملة الصعبة فضلا عن توفيره لـ340 ألف موطن شغل بصفة مباشرة وغير مباشرة.

وقد توفق القطاع خلال سنة 2004 إلى تحقيق نتائج إيجابية سواء من حيث عدد الوافدين (حوالي 6 ملايين سائح) أو حجم المداخيل من العملة الصعبة (2238 مليون دينار) كما تدعمت هذه الانتعاشة منذ مطلع السنة الحالية وإلى غاية 31 مايو/ مايس الماضي حيث سجل القطاع تطورا في عدد الوافدين بنسبة 9ر8 بالمائة مقارنة بنفس النسبة من السنة الماضية وارتفاعا في قيمة المداخيل خلال نفس الفترة بنسبة 9و10 بالمائة.

وقد حددت الاستشارة الوطنية حول استراتيجية تنمية القطاع السياحي أولويات برامج العمل المستقبلية بما يمكن من رفع القدرة التنافسية للمنتوج وتطوير الروافد السياحية وإرساء تنمية مستديمة للقطاع. كما أن السياحة التونسية مطالبة، في ظل التغيرات العالمية، بمضاعفة الجهد من أجل كسب رهان جودة المنتوج السياحي وتنويعه والتي تشمل الخدمات السياحية ومعايير إنجاز المشاريع الجديدة واستغلال مكونات المنتوج السياحي والتكوين والإشهار وحماية البيئة.

وينتظر في هذا الصدد انطلاق برنامج نموذجي لتأهيل المؤسسات لفائدة 45 مؤسسة فندقية في النصف الثاني من السنة الحالية بما يدعم مخططات الجودة في المجال السياحي التي تعتمد أيضا جانبا خاصا يتصل بالتكوين الفندقي والسياحي، لاسيما وأن حاجيات المؤسسات السياحية من المتكونين تبلغ حوالي 3 آلاف متكون سنويا، في حال أن هناك حوالي 2000 متخرج أي بما يلبي ثلثي الحاجيات.

وترتكز هذه الخطة على تفعيل مجالات تنويع القطاع السياحي ليشمل السياحة الثقافية والبيئية واستغلال ما تزخر به تونس من ثروات طبيعية وبيئية وحضارية فضلا عن النهوض بالسياحة الرياضية وسياحة الشباب وتوظيف البنية الرياضية المتطورة المتوفرة في تونس.

وتشكل السياحة البحرية الترفيهية إحدى الأنشطة ذات الآفاق المستقبلية الواعدة إذ تم بفضل مختلف الجهود تركيز سلسلة من الموانىء الترفيهية تحتوي على ما يقل عن 2200 نقطة إرساء. وتسعى تونس لتنظيم هذا القطاع من خلال وضع مجلة السياحة البحرية وإعداد خطة ترويجية لتدعيم الأنشطة البحرية الترفيهية بالأسواق الخارجية.

وتتمحور استراتيجية تنمية القطاع السياحي أيضا على النهوض بقطاع السياحة الاستشفائية بالمياه المعدنية ولا سيما من خلال تمتيع مشاريع الترفيه والسياحة الاستشفائية بمناطق المياه المعدنية بتشجيعات التنمية الجهوية الممنوحة لهذا القطاع على غرار منطقة قربص الكبرى التي ينتظر أن تصبح قطبا سياحيا واستشفائيا هاما.

وتسعى تونس في إطار تحسين جاذبية الوجهة التونسية والرفع من قدرتها التنافسية إلى تنظيم برامج ترويجية لتنويع الأسواق والتعريف بالمنتوج السياحي التونسي في أسواق أخرى غير الأسواق التقليدية وفي قارات أخرى إلى جانب القارة الأوروبية، ولاسيما مع الدول المجاورة والبلدان العربية بشكل عام ودول الخليج بشكل خاص، بالإضافة إلى البلدان الآسيوية.