المؤتمر الأسلامي الدولي
11/07/2005

بدأت اليوم الأثنين الرابع من تموز / يوليو جلسات المؤتمر الأسلامي الدولي الذي تقيمه مؤسسة آل البيت للفكر الأسلامي بمشاركة واسعة ضمت أكثر من 170 عالما من 47 دولة اسلامية وغير اسلامية حضروا الى العاصمة الأردنية / عمان للبحث في مختلف القضايا والتحديات التي تواجه الأمة الأسلامية.

وقد أفتتح الملك عبدالله الثاني بن الحسين أعمال المؤتمروبعد أن رحب بالعلماء المشاركين أشار الى حملات التشويه والأساءة والتجني التي تتعرض لها الأمة الآسلامية ، وقال جلالته أن بعض المسلمين أو ممن يرفعون شعارات اسلامية قد ساهموا في تشويه صورة الأسلام والمسلمين بقصد أو بدون قصد. وأضاف: من هنا جاءت رسالة عمان التي أعلناها في العام الماضي ودعونا لعقد هذا المؤتمرالذي يجتمع فيه ممثلون لأتباع المذاهب الأسلامية الثمانية وهي السنية الأربعة والجعفري والأباضي والزيدي والظاهري وطلبنا أولا التأكيد على مبدأ اعتراف أتباع كل مذهب بصحة اسلام أتباع المذاهب الأخرى وعدم جواز تكفير أي مسلم طالما أن الجميع يتفقون على المبادئ الأساسية للأسلام وأركانه الخمسة.

وكان قد تحدث في الجلسة الأفتتاحية د. علي جمعة مفتي جمهورية مصر العربية والذي أوضح أن المسلم الحقيقي يعرف كيف ينشر الدعوة وكيف يحافظ على النفس والعقل والدين وكرامة الأنسان واحترام العهود والمواثيق والصبر على البلاء ويعرف كيف تكون العلاقة بين المسلم وبين الكون وبين الرجل والمرأة والحاكم والمحكوم والغني والفقير والكبير والصغير وانها علاقة تكامل لا علاقة تصادم وقال أنه اذا التقى المسلمان بسيفهما فالقاتل والمقتول في النار وقيل لما المقتول قال لأنه أراد أن يقتل صاحبه.

كما تحدث د. عبد العزيز التويجري المديرالعام للمنظمة الأسلامية للتربية والعلوم والثقافة وأشار بأن هجمة كبيرة مدعمة بالجهد والمال تهدف لضرب سمعة الأسلام والمسلمين ومن المفروض أن نقف نحن المسلمين في وجه هذه الهجمة وأن نقوم بايضاح المبادئ التي يقوم عليها الأسلام من مكارم أخلاق ومن تحريم الظلم والأفساد في الأرض ØŒ وأشار الى أن البعض قد رمى البعض الآخر بالفسق والكفر لأنه أفتى أو أجتهد وقال أن المجتهد وان أخطأ فهو معذور، وأشار الى ضرورة نشر ثقافة العدل والأعتدال في المناهج التعليمية. 

كما تحدث د. أكمل الدين احسان أوغلي الأمين العام لمنظمة المؤتمر الأسلامي وأشار الى الظرف الحرج والدقيق الذي يمر به العالم الأسلامي وضرورة تسليط الضوء الكاشف على حقيقة الأسلام ودوره في المجتمع المعاصر وأشار الى حركة التغيير الكبرى في تاريخ البشرية والتي جاء بها الأسلام والتي تجلت في عقيدة التوحيد وأشار كيف قام الأسلام بتحويل معنى الأقتصاد واكتساب الأرزاق من الجشع والطمع والربا والأحتكار الى اقتصاد القرض الحسن والبيع والشراء الحلال بالقسطاس والعدل والميزان، كما اشار الى المنظومة الجديدة للأخلاق والقيم السامية التي أتى بها الأسلام ومن ضمنها المساواة المطلقة بين بني البشر بصرف النظر عن لونهم وجنسهم ومكانتهم الأجتماعية ، كما اشار الى مفهوم الحكم الرشيد في الأسلام القائم على الشورى واحترام حقوق الأفراد.

وتحدث أيضا في الجلسة الأفتتاحية ابراهيم شبوح مدير مؤسسة آل البيت الذي أوضح أن رسالة عمان انبثقت من رسالة هاشمية ثابتة لخدمة الأسلام والتعريف بحقيقته وأنها انطلقت بأوراقها المحدودة الى أوسع الآفاق عندما ترجمت الى ثمانية ألسن.

وقد حضرت مجلة السياحة الأسلامية الجلسة الأفتتاحية وستتابع حضور بقية جلسات العمل الثمانية والتي ستعقد في أيام المؤتمر الثلاثة والتي سيتحدث بها عدد من كبار العلماء من أكثر من 40 دولة  وسيناقش العلماء مواضيع عديدة منها نظرة الى الوسطية في الأسلام والعلاقات الدولية واحترام العهود وحق المساواة بين الرجل والمرأة في الأسلام والمنهج الأسلامي في تحقيق التنمية الشاملة والتحديات التي تواجه الأسلام في العصر الحديث ومستقبل الأسلام في ضوء التحديات المعاصرة والتقريب بين المذاهب الأسلامية والغلو والتطرف والأرهاب وموقف الأسلام منها والكثير من المواضيع الأخرى. هذا وسيتم خلال ايام المؤتمر توزيع مجلة السياحة الأسلامية على المشاركين من خلال القسم المخصص للأعلاميين.