رئيس اتحاد غرف السياحة . . سنقيم ورشة عمل لاطلاع الخبرات
29/07/2005

تشرين 

نابغة زيني

التعاون بين وزارة السياحة واتحاد الغرف عامل أساسي لتطوير السياحة الداخلية والخارجية دون الوقوع في جدل لا طائل تحته، نقول، إن المظاهر الإعلامية التي جرت بمناسبة إطلاق مشروع« ميدنيا» الالكتروني، نقول: إن الدعاية جيدة ويجب ألا تتأخر عن مشاريعنا وأهدافنا وآمالنا، ولكنها في الوقت نفسه يجب ألا تسبق العمل الحقيقي على الأرض لبناء منشآت ومواقع ومراكز سياحية متطورة متقدمة وخدمات لا غنى عنها لكل إنسان متحضر.. ليتكرم احد من المهتمين بالسياحة بزيارة مركز انطلاق الباصات والبولمانات التي تؤمن الانتقال إلى المراكز والمناطق السياحية ويشاهد الخدمات الإنسانية المتوفرة هناك وحال النظافة والأوضاع غير المقبولة التي تسود في هذا المركز.... ولذلك نقول: إن السياحة لا تكون فقط بالإعلانات والحملات الدعائية واخذ المواقع على شبكة الانترنت، وإذا كان أمر تشجيع السياحة مرتبطاً بالمواقع على الانترنت فإن عندنا في سورية من يستطيع فتح مواقع على الانترنت كل يوم.... ونحن إذ نشكر الأوروبيين على ما يقدمونه من تعريف بسورية وآثارها وثقافاتها نقول: إننا لسنا عاجزين في هذا المجال بل يجب علينا أن نفتش عن الكفاءات والامكانات الموجودة عندنا، لنتصور مثلاً إن يوماً إعلامياً مشهوداً كالذي شهدناه في دمشق باسم«ميدنيا» قد أهمل العاملين في المجال السياحي الحقيقي والعملي والذين يحملون خبرات واسعة حقيقية ومشهوداً لها عملياً ، إذ لم يدع عدد كبير منهم إلى المشاركة في هذا اليوم السياحي الإعلامي... ‏

ويقول السيد نشأت صناديقي ـ رئيس اتحاد غرف السياحة ورئيس غرفة سياحة دمشق: ‏

إن اتحاد الغرف السياحية يستطيع أن يقدم مساهمة كبيرة في مجال الاستفادة من الخبرات المتوفرة عند مجموعة كبيرة من المتخصصين في مجال السياحة في سورية، ويستطيع الزملاء العاملون في مجال الدعاية السياحية والعمل السياحي العام تقديم خبراتهم إلى وزارة السياحة المشرفة على الموقع السوري في البوابة التي تشرف عليها المؤسسة الأوروبية.

والتعاون بين الوزارة وغرف السياحة يشكل عموداً من الأعمدة الضرورية في مجال التطوير السياحي... ويجب أن نعتمد عليه في النشاط السياحي السوري داخلياً وخارجياً... والمكاتب السياحية المنضمة إلى اتحاد الغرف السياحية في المحافظات تختزن خبرات مهمة جداً في كل المجالات السياحية وقال: إن الخبرات المتوفرة في الغرف السياحية واتحادها قادرة على التعاون مع وزارة السياحة لتوفير معلومات تخصيصية تخدم الغاية من المشاركة في موقع« ميدنيا» على الانترنت كما إن الخبرات الموجودة لدى العاملين في السياحة في سورية تستطيع تقديم مقترحات وصورة للواقع وما تحتاج إليه حملات الدعاية لاجتذاب السياح والى ما يجب توفيره على وجه السرعة لتأهيل المواقع الأثرية والمراكز السياحية. واقترح رئيس اتحاد الغرف أن يدعى إلى ورشة عمل بالتعاون بين الوزارة( مديرية المعلومات في الوزارة) واتحاد الغرف تخصص لتطوير الواقع واقتراح خطوات قابلة للتنفيذ على الأرض ولدراسة إمكانية تخصيص حيز لاتحاد غرف السياحة ضمن الموقع... يتضمن معلومات كاملة عن سورية وتاريخها وموقعها وحضاراتها واقتصادها وسياحتها والمواقع السياحية المؤهلة لاستقبال الوفود القادمة من مختلف أنحاء العالم يكون محتواه متناسباً مع عادات وطباع وثقافة البلدان التي يأتي منها السياح أو يحتمل أن يأتوا أيضاً. ‏

وقد كان من بين المشاركين في اليوم الإعلامي الذي أعدت له وزارة السياحة الدكتور عفيف بهنسي ـ المدير العام السابق لمديرية الآثار والمتاحف ... وقد سألناه عن رأيه في أن يكون لسورية موقع الكتروني على الانترنت يهتم بموضوع السياحة الثقافية فقال: ‏

إن الاتجاه الجديد الذي يؤكد على أهمية التراث في تفعيل السياحة الثقافية هو اتجاه صحيح ومجد، ولا تنحصر فائدته في الدخول المادية بل في تأكيد تعريف العالم بأهمية هذا القطر ثقافياً وتاريخياً. ‏

وأضاف: ‏

لقد أدرك الاتحاد الأوروبي مؤخراً أهمية التراث السوري وضرورة التعريف به من خلال دعم السياحة الثقافية وكانت الخطة الأخيرة التي تحمل عنوان(مدنيا) أي طريق الانترنت في التعريف بحضارات البحر الأبيض المتوسط... كانت هذه الخطة الضخمة سبيلاً جديداً اعتمد على المعلوماتية الحديثة في تكوين ما يسمى بالسياحة الافتراضية المباشرة التي يحققها الانترنت إذا ما زود بمعلومات وافية للتعريف عن كل موقع وعن كل مدينة بما يفيد في تفعيل العلاقات السلمية والاحترام المتبادل بين دول البحر المتوسط ودعم السياحة والاقتصاد والتبادل الثقافي. ‏

وأنا اعتقد إن السياحة هي من الصناعات الثقيلة، ثقافياً واقتصادياً وان سورية تعتمد بقوة على تفعيل هذه الصناعة التي نملك نواصيها من خلال التراث المبثوث في جميع أنحاء القطر والذي يمثل الحضارات المتعاقبة في سورية. ‏

إن الانترنت الذي أصبح مألوفاً بالنسبة لجميع الباحثين عن المجهول، سوف يوظف توظيفاً مجدياً في تحضير السياح بفهم مسبق عن أهمية هذا القطر مما يعزز الغرض والهدف من تفعيل الخطط السياحية الراهنة. ‏

والانترنت إذا كانت مكتبة افتراضية ومتحفاً افتراضياً فإن هذا لا يحول دون متابعة إصدار كتب سياحية بلغات مختلفة بمرجعية ضخمة أو بسيطة محمولة سياحياً، وهذا ما باشرنا إليه فيما يقرب من عشرين كتاباً سياحياً صدرت عن كبريات دور النشر في العالم( هاشيت وفلاماريون ولا يبزغ) بلغات مختلفة. ‏

ولابد كما قلت، والحديث للباحث الدكتور البهنسي، من تنفيذ خطة لترجمة موسوعة «سورية التاريخ والحضارة» إلى اللغات السبع التي كانت مقررة بدءاً من اللغة الإنكليزية لإيصال هذه الموسوعة إلى المراجع الثقافية والسياحية في العالم لكي تبني عليها ما ترغبه من تعريف علمي دقيق وموثق عن سورية ‏

وسألناه: ‏

كيف تنظر إذا إلى خطة وزارة السياحة في هذا الإطار..؟ ‏

فأجاب قائلاً: ‏

وأنا انظر إلى الخطة السياحية بعين الرضى والتشجيع لأنها ابتدأت من بناء قاعدة تحتية متينة، انطلقت في برامج تأسيسية وصلت إلى أهداف مبدئية وأعتقد إن ما أنجز يساعد في مضاعفة المردود السياحي بشكل مستمر لارتكازه على بنية تحتية منهجية. ‏

وهذه الخطط تتطلب تعاون جميع الوزارات، وأنا أتساءل : لماذا لم تكن وزارة السياحة عضواً في اللجنة الاقتصادية التي أنشئت مؤخراً مادامت تشكل واحداً من أهم دعائم الاقتصاد في سورية؟ ‏