صيف باريس . . مهرجون ومغنون للتنشيط السياحي
19/08/2005

باريس– هادي يحمد–

إسلام أون لاين.نت/11-8-2005

باريس مدينة يغادرها سكانها صيفا.. هذه من أهم الحقائق التي يرددها سكان العاصمة الفرنسية خلال شهر أغسطس من كل عام، وبالمقابل فإن بلدية باريس تعمل بكل السبل على توفير أجواء السرور والاحتفال للوافدين عليها بالآلاف من السياح الأجانب.

وتقول الإحصاءات الرسمية الواردة من وزارة السياحة الفرنسية: إن 66% من سكان العاصمة يغادرونها في فترات متفرقة من فصل الصيف خصوصا في شهر أغسطس إلى المدن الفرنسية الساحلية أو إلى الأرياف أو إلى بلدان أخرى لقضاء عطلة الصيف بعيدا عن ضوضاء العاصمة.

وبالمقابل فإن أعدادا كبيرة من السياح الآسيويين والعرب الخليجيين والأوربيين السكندنافيين تتوافد على باريس خلال هذه الفترة مما يجعل المناطق السياحية مثل شارع الشانزليزيه وهضبة "مونمارتر" و"برج إيفل" مناطق للأجانب بامتياز حيث تغلب اللغات الأجنبية على الفرنسية.

وفي محاولة لترغيب الباريسيين في عاصمتهم خلال شهر الصيف ومن أجل توفير قدر أكبر من أجواء الاحتفالية والنشاط على العاصمة عملت بلدية باريس على نشر الموسيقيين والمغنيين فيما يعرف بعروض الشارع المجانية في أهم المناطق السياحية الحساسة، كما استقبلت العاصمة هذا العام العشرات من المهرجين من الفرنسيين وغيرهم لأداء عروضهم المجانية في الساحات العامة.

وإذا كانت بعض الفرق الموسيقية تفضل تقديم عروضها في محطات مترو الأنفاق فإن الأغلبية تنتصب في الساحات الكبرى للعاصمة "كساحة سانت ميشال" أو "شاتلي" أو الساحة الكبرى" التي تواجه "مركز جورج بومبيدو" لأداء عروضها.

كتيب إرشادي

ومن أجل تعريف السياح بأهم الساحات العامة التي تنتشر فيها الفرق الموسيقية قامت بلدية باريس هذا الصيف بتقديم "كتيب" مترجم إلى 5 لغات يحوي أهم العروض اليومية وأهم الفرق الموسيقية التي تتردد على ساحات العاصمة باريس، كما يقدم أهم المهرجين الذين يجوبون مناطق عدة من الأحياء السياحية.

وللعام الخامس على التوالي وبداية من منصف شهر أغسطس تقيم بلدية باريس تظاهرة "بحر باريس" هذا الصيف على ضفاف نهر السين حيث يتوافد العشرات من الأجانب والفرنسيين للجلوس على الرمال المصطنعة التي وضعتها البلدية قبالة النهر كما وفرت "للمصطافين" الفرق الموسيقية الأفريقية والمغاربية والغربية.

وتخلو الأحياء الباريسية ذات الغالبية العربية مثل "بالفيل" أو "بارباس" من السكان إلا قليلا حيث يعود أغلب سكانها إلى زيارة أهاليهم في المغرب العربي. كما تخلو الأحياء الفرنسية الفخمة التي يغادرها سكانها إلى السواحل أو إلى بلدان أخرى.

وفي المقابل يتوافد السياح الآسيويون خاصة اليابانيين بالآلاف لالتقاط صور لهم أمام كنيسة "القلب المقدس" حيث يتعين لمشاهدة الجموع الغفيرة من الناس الصعود إلى هضبة "مونمارتر".

أما في شارع الشانزليزيه الشهير فتتردد الخليجيات على محلات عطور "شانيل" و "كريستيان ديور" لاقتناء الماركات العالمية من العطور والملابس والمجوهرات.

وفي أحياء عتيقة مثل "الباستيل" و"ليماري" في قلب العاصمة يمكن ملاحظة أن حركة المرور في شهر أغسطس على غير عادتها؛ فغالبية الشوارع قليلة الحركة مما أجبر بلدية العاصمة على تنشيط هذه الأحياء ليلا عن طريق إقامة العروض الموسيقية التي لا تجد من مرتاديها غير السياح الأجانب مما دفع صحيفة "لوباريزيان" إلى طرح سؤال هو: "أين ذهب الباريسيون؟"، في إشارة إلى غلبة الوجوه الآسيوية والسمراء العربية والسكندنافية على ما دونها.