ورزازات: معرض سماوي مزدحم بالنجوم ليلا، وعالم مدهش ثقاÙ
02/09/2005

بقلم إيان ستولكر

لقد دعت دائرة السياحة الوطنية المغربية طيور الليل لمشاهدة عرض النجوم السماوية. وقال عبد الغني ركاله، مدير فرع السياحة المغربية في كندا، إن زوار الجنوب المغربي سوف يشاهدون بالتأكيد قطعانا من النجوم وهي تظهر عقب مغيب الشمس، في عالم ليس فيه إلا قليلا من السكان، ولا يعرف إلا القليل من الضوء الاصطناعي الذي يجعل رؤية النجوم أمرا صعبا في المناطق المأهولة. "هناك الملايين من النجوم" كما يقول و"هي أجمل مشهد للضوء".

ولكن الكثير من جاذبية هذا المكان ثابت على الأرض أيضا. وتقع ورزازات ضمن الجنوب المغربي، وعلى بعد 220 كلم من مراكش المشهورة والتي هي الركن الأساسي للسياحة المغربية. ومن أهم المعالم التي تشتهر بها ورزازات هي القصبة، والقلاع القديمة، وبضمنها آيت هدو، التي يصفها مسؤولو السياحة بأنها "قلعة مدهشة، وكأنها انتقلت بقدرة سحرية، للوقوف في وسط حقل لأشجار اللوز المزهرة". وهي جزء من التراث العالمي الذي أقرته اليونسكو وقد ظهرت في عدد من الأفلام، ومنها فيلم لورنس العرب.

وفي ورزازات التي تقع في وسط الصحراء، عدد من المنتجعات التي تجلب المغامرين وطالبي الشمس من الأوروبيين، جنبا إلى جنب مع الأسواق التي تبيع الأعمال اليدوية المغربية. ويضيف ركاله أن هذه المنطقة يمكن أن تتخذ كمنطلق للتنزه بسيارات الدفع الرباعي التي تستكشف الصحراء المحيطة وربما المبيت في خيمة. وهؤلاء الذين يهوون المغامرات يمكن أن يقوموا بسفاري على ظهر الجمال، وربما تتبعوا في ذلك مسيرة التجارة على الجمال التي كانت تقطع هذه المنطقة طولا وعرضا في القرون الخوالي.

والغولف هو اختيار آخر، وأولئك الذين تستهويهم هذه الرياضة بإمكانهم "ممارسة الغولف على الكثبان الرملية للمتعة" في جزء من العالم لا يفتقر إلى الرمال، كما قال ركاله.

وجبال الأطلس الصخرية هي جزء مهم من مشهد جنوب المغرب وتساعد في تغيير نظرة الكثير من السياح للمنطقة. ويقول ركاله "إنهم يستغربون لأنهم كانوا يعتقدون أن المنطقة مسطحة ولكن هذا غير صحيح". وسفوح الأطلس توفر فرصة التزلج على الثلج في منطقة ترتبط في ذهن الكثيرين بشمس الصحراء.

وليس أيضا أن كل جنوب المغرب مغطى بالرمال، فزوار ورزازات يمكنهم الذهاب إلى وادي درعه المليء بشجر النخيل والورود من كل لون، بالإضافة إلى قبائل البربر التي لها لغتها وثقافتها. ولكن هؤلاء الذين تستهويهم الصحراء في بلد فيه أكبر صحراء، ربما يرغبون في زيارة مرزوقه، وهي بلد الرمال المتنقلة، مع مناطق من الكثبان الرملية ذات الأشكال المختلفة، والارتفاعات والألوان، والأخيرة متسببة عن حركة الريح والشمس.

والمعلم الآخر هو شق تودره الذي يجذب إليه هواة التسلق الذين تعجبهم الواجهة الصخرية المنحدرة بشدة والتي يصل ارتفاعها إلى 300 م والتباعد بين الوجهين نحو 20 م.

وبالرغم من أن المنتجعات الحديثة كثيرة في المغرب، فقد أشار ركاله إلى أن بعض القصبات قد تم تحويلها إلى فنادق تمنح الزائر رؤية لما كانت عليه حياة المترفين المغاربة في الماضي.