ليبيا كوجهة سياحية تربوية
02/09/2005

لندن- كارين دابروفسكي

عطلة نهاية الأسبوع لأهالي لندن في ليبيا؟ ليس هذا سراب صحراء ولكنه واحد من أحلام أميليا ستيوارت من شركة سيمون للسفر التي قررت أن تحوله إلى واقع في زمن قصير. إن طرابلس هي على مدى ثلاث ساعات بالطائرة من مطار هيثرو بلندن. وطرابلس بأسواقها، وساحاتها، وشوارعها ذات الطابع الإيطالي ومقاهيها الكثيرة وأماكنها الجذابة، توفر مكانا مثاليا لإقامة قصيرة في ليبيا. ومن المؤمل أن كسوف القمر التام في آذار/ مارس 2006 سيضع ليبيا على خارطة السياحة العالمية.

وستقود أميليا في تشرين الأول المقبل مجموعة مكونة من 11 طالبا ومعلمين من إيتون في رحلة لمدة تسعة أيام في الصحراء. وستقوم أيضا بتسويق ليبيا كوجهة سياحية تربوية لطلاب الدراسات الكلاسيكية وتاريخ الفن، وستلقي محاضرات في المدارس، حيث إن العديد من المدارس يبدو طموحا في اختيار رحلات لطلابه.

وبعد عقود من العزلة التي عانتها ليبيا، وهي واحدة من وجهات السياحة العالمية غير المكتشفة، تبدي ليبيا انفتاحا طارحة وجهات بكر ذات تنوع عجيب. وذهبت بلا رجعة أيام الدولة المعزولة.

هناك البحيرات المعزولة، بقايا القلاع، الصحراء الشاسعة، ليال تحت سقف من النجوم، حياة البربر والطوارق، الخبز المنضَج على الرمضاء، فن على الصخور لعصور ما قبل التاريخ ومتحف طرابلس الذي يحوي مجموعة مذهلة من قطع تعود إلى مختلف فترات تاريخ ليبيا الثري، وكلها تنتظر من يكتشفها.

وكثبان الرمال العالية هي أجمل المشاهد في ليبيا. وبعد سفرة منعشة على بحر الرمال، يقدم طعام الغداء على ساحل بحيرة مخفية بين الكثبان تحدها أشجار النخيل. وعند أم الماء، يقوم الطوارق بسحق الروبيان وصنع عجينة منه ثم يقومون بطهيها على شكل كيكة تجفف تحت حرارة الشمس.

وأما لبدة فهي موقع آثاري روماني عظيم، وقد كانت في أيام ازدهارها قد انتفعت من رعاية سبتموس سيفيروس (ولد عام 146 م)، مؤسس سلالة من الأباطرة الرومان. وما تزال مكانا ذا روعة كبيرة، وقد منعت الرمال التي زحفت على الموقع في أوائل العصر الحديث وصول يد السراق إليه وحفظت له مجده.

وهناك عدد كبير من المعارض المفتوحة لفن الرسم على الصخور فيما قبل التاريخ، والرسومات على السقوق والكهوف التي كانت تسكنها القبائل الليبية قبل 12 ألف سنة، تصور مشاهد لما كان عليه الحال حينما لم تكن المنطقة قد تصحرت وكانت مراع تسقى بوفرة من المياه وتزدهر فيها أنواع مختلفة من النباتات البرية. وهذه الرسومات والمحفورات جميلة جدا من الناحية الفنية. ورغم أن هذا الفن قد عرفه الطوارق منذ قرون، فإن الجداريات (الفريسكو) لم تحظ بدراسة أكاديمية جادة حتى الخمسينات من القرن الماضي عندما قام المكتشف الإيطالي البروفسور فابريزيو موري بتعيين عدد كبير جدا من المواقع، أكثر من 1,300 منها في أكاكوس وحدها.