حدث فلكي نادر لم تسبق رؤيته في سماء تونس
09/09/2005

تونس-سليم الشريف

ستكون الجمهورية التونسية  ÙŠÙˆÙ… 3 أكتوبر تشرين الأول المقبل Ùˆ تحديدا في الجنوب السياحي على موعد نادر جديد مع كسوف حلقي لم تسبق رؤيته في سماء تونس منذ 30 أوت1905. هذا الكسوف الحلقي هو عبارة عن لقاء بين الشمس والقمر وهو رابع كسوف حلقي شهده القرن الحادي والعشرون. وسيتسنى لبعض المناطق المنتمية لحزام التوسط بالجنوب التونسي الرؤية الكاملة لهذا الكسوف الحلقي في حين ستكتفي بقية مناطق البلاد بمشاهدة جزئية لهذا الحدث الفلكي.

Ùˆ ستشهد المناطق المذكورة وهي تباعا توزر وقفصة فقبلي، ثم دوز ومدنين وأخيرا تطاوين التي يمكن منها مشاهدة الكسوف بصفة كلية انخفاضا نسبيا في ضوء النهار ناتج عن احتجاب قرص الشمس بفعل تقاطعه مع القمر بنسبة تصل إلى%90  خصوصا عن المناطق الواقعة بالجنوب التونسي. Ùˆ تبدأ ظاهرة الكسوف بالنسبة لبلادنا خلال الفترة من الساعة الثامنة Ùˆ 50دقيقة صباحا لتنتهي على الساعة الحادية عشرة Ùˆ47 دقيقة.

ويهم الكسوف الحلقي ثلاث قارات وهي أوروبا وإفريقيا وآسيا مع العلم أن ما يعرف بحزام التوسط يبدأ في شمال المحيط الأطلسي ويمر على التوالي بكل من شمال البرتغال فأسبانيا ثم الجزائر ، فتونس وليبيا وشمال غربي التشاد، فالسودان وجنوب غرب أثيوبيا ليصل إلى كينيا وجنوب الصومال ومنتهيا في وسط المحيط الهندي.

كيف يحدث الكسوف؟

يحدث الكسوف عندما تمر الأرض بمخروط ظل القمر والشمس على شكل مستقيم ØŒ ويتم ذلك عند الاقتران . ويكون كسوف الشمس حلقيا عندما لا يحجب قرص القمر قرص الشمس تماما وإنما يبقى يتراءى له منه ولفترة وجيزة، حلقة أو خاتم مضيء. ويعود هذا الاختلاف  للمسافة المتغيرة بين القمر والأرض ØŒ إذ تمر قمة مخروط ظل القمر أحيانا بسطح الأرض فيكون عندها الكسوف كليا، وفي أحيان أخرى لا يكون الأمر كذلك وحينها يحدث الكسوف الخاتمي أو الحلقي على غرار الكسوف المنتظر ليوم الاثنين 3 أكتوبر المقبل. فلو كان مدارا القمر والأرض ينتميان لنفس المستوى للاحظنا ظاهرة الكسوف تحدث بانتظام مرة كل شهر. ولكن في الواقع يدور القمر حول الأرض في مستوى مخالف تماما لمستوى الكسوف. إذ تقدر الزاوية التي بينهما بخمس درجات ØŒ ويكون التقاطع بينهما مستقيما، يطلق عليه خط العقد. وهذا الخط ليس ثابتا بل يدور في نفس اتجاه عقارب الساعة بمعدل دورة كل 18.6سنة، وبالتالي لا يحدث الكسوف إلا إذا تواجدت الشمس والأرض على الخط عند الاقتران.

وبمناسبة هذه الظاهرة الطبيعية النادرة استعدت مدينة العلوم بتونس لرصدها وهي تدعو كل الراغبين في متابعة الحدث إلى الحضور إلى المناطق التي سيمر عبرها الكسوف وذلك بالاستعانة بتجهيزات علمية فلكية و بمساعدة خبراء في المجال.

يذكر أن الكسوف الحلقي القادم سوف لن يحدث إلا بعد أكثر من  22 سنة وبالتحديد يوم 2 أوت من سنة 2027