الأردنيون يودعون السياح العرب ويترقبون عودتهم
23/09/2005

أيام معدودة ويودع الأردنيون أقرباءهم المغتربين والوافدين من دول عربية وأجنبية استعدادا لبدء عام جديد بعد عطلة صيفية امتدت أربعة أشهر، كانت ايامها وقوداً حرك معظم القطاعات الاقتصادية بدءا بالمرافق السياحية من فنادق وشقق فندقية، مرورا بالمطاعم والمقاهي وحتى أدوات النقل المختلفة من حافلات ومكاتب تأجير وسيارات أجرة. وتؤكد الأرقام ارتفاع عدد السائحين العرب في الأردن خلال الصيف إلى حوالي مليون ونصف مليون سائح. وتشير إلى أن هذه الزيادة أدت إلى ارتفاع نسبته 52 في المائة في عدد الفنادق المصنفة و75 في المائة في عدد الغرف الفندقية بالأردن. وواكب هذه الزيادات أيضا ارتفاع في عدد المطاعم السياحية وفرص العمل بها. ويقول خالد النجار، سائق تاكسي، «ننتظر موسم الصيف بفارغ الصبر، فالزائرون يشغلون مركباتنا على مدار الساعة». ويضيف «معظم الشوارع تشهد ازدحاماً في موسم الصيف، لكن ايراداتنا تزيد ونتوقع ركوداً مقبلا مع حلول موسم الشتاء». إحصاءات وزارة النقل تشير إلى وجود أكثر من 15 ألف سيارة أجرة عاملة في المملكة، 7 آلاف منها في العاصمة عمان. وتشكل تلك المركبات ما نسبته 53% من إجمالي وسائط النقل العمومية. أم سند، وهي أم لخمسة أولاد يقيمون جميعا بالكويت، تعتبر الأردن المتنفس الوحيد لها ولأولادها خلال موسم الصيف، هروبا من صيف حار تشهده الدول الخليجية. وتضيف، وهي تهم بشراء طبق من الحلوى من أحد المحال التجارية، «إجازتنا بدأت في يونيو (حزيران) وتنتهي مع حلول سبتمبر (أيلول)، حيث يستعد الأبناء لعام دراسي جديد، واعتدنا على شراء الحلوى كهدايا لمن ينتظروننا هناك».

من ناحيتها، تقول جمعية المطاعم السياحية في الأردن إن حجم الاستثمارات في القطاع ارتفع بنسبة 21.8% والدخل السنوي بنسبة 28.7%، وتم تصنيف منشأة لأول مرة تحت فئة الخمسة نجوم نظراً لما تتمتع به من مواصفات عالمية.

وتضيف الجمعية أن عدد منتسبيها من قطاع المطاعم السياحية المصنفة في المملكة خلال عام 2004 ارتفع من 396 منشأة إلى 457، في حين زاد عدد العاملين في المنشآت من 6702 إلى 9017. ويشير على المرزوق، كويتي الجنسية، إلى أنه يزور الأردن لأول مرة بعد أن اعتاد لسنوات قضاء إجازة الصيف في مصر أو سورية. ويصف تجربة العام الحالي في الأردن بأنها كانت ناجحة وتشجع على تكرارها كل عام. ويقول المرزوق «لم أكن أتوقع أن الأردن جميل بهذه الطريقة، شعب يرحب بنا على الدوام، ومياه العقبة تطفئ لهيب الصيف الحار.. سأزورها العام المقبل».

الأرقام الرسمية الصادرة عن البنك المركزي الأردني تفيد بأن عدد الأردنيين الذين يدخلون المملكة كل عام يتراجع تدريجيا، حيث زار الاردن 1.73 مليون مغترب عام 2001، وانخفض إلى 1.63 مليون عام 2002، و1.41 مليون عام 2003، وبلغ 1.24 مليون العام الماضي، بينما يبلغ عددهم خلال أشهر يونيو ويوليو (تموز) وأغسطس (آب) وسبتمبر نصف مليون أردني. ويعبر الأردن خلال الأشهـر الأربعة مجتمعة 162 ألف مصري و560 ألف سوري، و385 الف سعودي، و91 الف عراقي، و192 الفا من جنسيات عربية أخرى.

ويؤكد عضو مجلس ادارة غرفة تجارة عمان، الدكتور هاني الخليلي، أن للمغتربين الاردنيين دورا رئيسيا في تحريك العجلة الاقتصادية، خاصة في شهور الصيف. ويقول «معظم القطاعات تشهد نشاطا في تلك الأشهر التي غالبا ما تعوض الركود خلال الشتاء». وطالب الخليلي بمزيد من العناية في المرافق السياحية المساندة سواء ما يتعلق بنوعيتها او الاسعار المقدمة لاستقطاب مزيد من الزائرين للأردن.

وتتبع الزيادة المستمرة في عدد الزائرين للأردن تطورات ملموسة في قطاع السياحة، حيث ارتفع عدد الفنادق المصنفة في الأردن من 211 فندقاً عام 1998 إلى 322 فندقاً عام 2004 أي بارتفاع نسبته 52% تقريبا، ورافقت هذه التطورات في عدد الفنادق المصنفة زيادة مماثلة في عدد الغرف والأسرة حيث بلغ عدد الغرف عام 1998، 11513، وارتفعت إلى 18127 غرفة عام 2004 أي بارتفاع نسبته 57%