لماذا يغيب العرب عن خارطة السياحة الدولية؟
02/10/2005

بدأت الأهمية النسبية للنشاط السياحي في العالم تزداد في السنوات القليلة الماضية، ويتوقع خبراء الاقتصاد أن الإنفاق على السياحة على المستوى العالمي يزداد سنوياً بأكثر من 5%، وأن الإنفاق على النشاط السياحي في العالم قد يتجاوز 6 تريليون دولار أمريكي خلال العام الحالي 2005م الذي يشهد نمواً ملحوظاً في التوجه نحو السياحة. ويبدو أن نمط الحياة المتوتر في معظم دول العالم قد أسهم في زيادة رغبة الناس في السياحة والاستجمام والاسترخاء والبعد عن منغصات الحياة.

وعلى الرغم من أن العرب من أكثر سكان الأرض عرضة لأسباب التوتر بحكم ما يعانيه الإنسان العربي وما يواجهه من منغصات، وبالتالي فهو أكثر حاجة من غيره إلى السياحة، إلاَّ أن معدلات السياحة البينية (العربية - العربية) أو السياحة الداخلية (داخل حدود الدول العربية) ما زالت متدنية بالقياس بالمعدلات العالمية، إذ لا يصل نصيب السياحة العربية من السياحة الدولية إلى نسبة 1%، وهذا يعني أن العرب لا يمثلون رقماً مهماً في السياحة العالمية. وهذا يعني أيضاً أن النشاط السياحي العربي ما زال متواضعاً ولا يرقى إلى المستويات الدولية المتحققة أو المتوقعة.

وفي المقابل، فإن هناك العديد من الدول النامية، غير العربية، التي يتوقع أن يشهد فيها النشاط السياحي تطوراً ملحوظاً قد يتجاوز معدل النمو الدولي، ومن هذه الدول بعض دول الاتحاد السوفييتي السابق وبعض دول أوروبا الشرقية. أما لماذا تتخلف الدول العربية عن المعدلات الدولية، فهذا أمر لا يقتصر على النشاط السياحي، بل هو سمة تكاد تلازم اقتصادات العالم العربي. لماذا؟ ربما لو عرفنا السبب لزادت حالة التوتر لدى القراء وأسهموا عندئذ في تنشيط السياحة البينية العربية.