موسم العمرة ينعش السياحة الدينية في الإمارات
17/10/2005

الشرق الأوسط:11/10/2005

سجلت أسعار برامج العمرة خلال شهر رمضان المبارك ارتفاعا كبيرا في أسواق الإمارات هذا العام وسط دلائل على إن السياحة الدينية بدأت تحتل مكانة بارزة في اهتمامات مكاتب السياحة والسفر خاصة في ظل التراجع الموسمي في حركة السفر في مثل هذا الوقت من العام إلى مناطق أخرى في العالم وانخفاض معدل القادمين من الخارج بسبب تراجع معدل النشاط في قطاع الأعمال خلال الشهر الفضيل. وإذا كانت الأسعار التي تعلن عنها مكاتب السياحة أو الشركات المتخصصة في خدمات الحج والعمرة تعد مؤشرا على معدل الطلب على خدمات العمرة فإن أسعار هذا العام زادت بما لا يقل عن الضعف عما كانت عليه العام الماضي بالرغم من إن عدد الرحلات إلى الأماكن المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة تضاعفت عدة مرات بدخول طيران الاتحاد للسوق السعودية وازدياد المعدل الأسبوعي لرحلات طيران الإمارات والطيران السعودي وطيران الخليج وهي الشركات التي تنقل الحجاج والمعتمرين من الإمارات للمملكة العربية السعودية. وتقول مصادر مكاتب السياحة ومكاتب خدمات الحج والعمرة إن الإقبال على العمرة هذا العام زاد إلى الدرجة التي لم تعد فيه المكاتب تقبل أي حجوزات للوافدين من غير مواطني الدولة إلا إذا كان هؤلاء الوافدون قد حصلوا على تأشيرات عمرة في وقت سابق. ولا يحتاج مواطنو دولة الإمارات إلى تأشيرات مسبقة بعكس المقيمين من الجاليات الأخرى التي يتطلب سفرها الحصول على تأشيرة عمرة. ويبدو إن الأعداد المتوقع أن تسافر للعمرة من الدول الإسلامية دفعت السلطات السعودية إلى ضبط منح التأشيرات بحيث لا تمنح إي سفارة أو قنصلية تأشيرات إلا لأبناء البلد الذي تتواجد فيه السفارة أو القنصلية مع استثناءات محدودة في هذا المجال. وتقول مصادر المكاتب إن السوق الإماراتية من الأسواق المهمة التي تتركز عليها العروض خلال شهر رمضان المبارك بالنظر إلى إن الأسعار التي تتضمنها هذه العروض تتناسب والإمكانيات المادية التي يتمتع بها قطاع كبير من المواطنين والمقيمين بالدولة. وتتفاوت العروض لرحلات العمرة تبعا لموعد السفر أولا ومن ثم مستوى الفندق وأخيرا مدة الإقامة وموقعها في أيام الأسبوع. وتبعا لهذه المعايير فإن الأسعار في العشر الأواخر من رمضان هي الأعلى إذا تصل كلفة رحلة العمرة للفرد الواحد في غرفة يتقاسمها مع ثلاثة أشخاص آخرين إلى أكثر من 27 ألف درهم إي ما يقرب من 7 آلاف دولار وتكون هذه الكلفة شاملة الإقامة في فنادق خمسة نجوم مثل فندق دار التوحيد انتركونتيننتال مكة وتشمل أيضا تذكرة السفر بالدرجة السياحية والإفطار والمواصلات من والى المطار.

أما في أيام الجمع فإن رحلة العمرة تكلف الفرد الواحد ولمدة يومين يقيم في غرفة يقاسمه فيها اثنان آخران أو حتى ثلاثة أشخاص حوالي 10 آلاف درهم أي ما يزيد على 3 آلاف دولار وفي الأيام العادية فان نفس الخدمة يمكن أن يحصل عليها المعتمر مقابل نصف المبلغ الذي يدفعه المعتمر في نهاية الأسبوع. وتقول مصادر مكاتب خدمات الحج والعمرة في أبو ظبي إن ارتفاع الأسعار هذا العام يعود إلى عمليات هدم العديد من المباني التي كانت تستخدم لخدمة الحجاج والمعتمرين توطئة لإعادة بنائها من جديد وهي عملية قد تستغرق عامين.

ولا يشكل الإقبال على العروض العامة التي تعلن عنها مكاتب خدمات الحجاج والمعتمرين سوى جانب واحد من الصورة فكثير من العوائل الإماراتية تفضل الذهاب في رحلات جماعية مرتبة بشكل خاص وتتوفر فيها خدمات إضافية. وأسعار مثل هذه الرحلات غير محددة وتصل إلى مئات الآلاف تبعا لنوعية الخدمات المطلوبة. وتركز معظم العوائل على قضاء العشر الأواخر من رمضان في الديار المقدسة بل إن بعض العوائل تعتبر هذه الزيارة رحلة سنوية يكررونها عاما بعد عام. والى جانب الرحلات العائلية الجماعية فإن بعض الجهات والمؤسسات الإماراتية تنظم رحلات عمرة لموظفيها كحوافز عمل وتتفاوت أسعار هذه الرحلات تبعا لعدد المعتمرين ونوعية الجهة الممولة وطبيعة الخدمة المطلوبة.

وحسبما يقول احد مديري مكاتب السفر فإن موسم الحج والعمرة أصبح موسما مربحا لا يقل عن موسم الأجازات الصيفية ولولا محدودية الأماكن المتوفرة قرب الشعائر المقدسة فإن أعداد الراغبين في العمرة والحج يمكن أن تزيد أضعافا مضاعفة عن العدد الحالي.