غرينج: حيث يبدأ الزمان
03/11/2005

بقلم وعدسة-ديريك مكغرورتي

يشاهد الآلاف غرينج من خلال سفرة نهرية، ولكن هناك فائدة كبيرة عند قضاء يوم كامل فيها، أو أكثر من ذلك، ذلك أن مجرد اجتماع الفن والمعمار في هذا المكان قد أكسب غرينج مكانة متميزة كموقع للتراث العالمي.

جون فلامستيد أول عالم فلك ملكي

لقد قادت الأرصاد في القرن السابع عشر إلى اختيار غرينج كخط الصفر الطولي، وتم بعد ذلك اعتماد معدل الوقت في غرينج عالميا في مؤتمر بوشنطن في عام 1884.

وفي أعلى تل غرينج، يقف المرصد الملكي القديم الذي يحوي التلسكوب، والإسطرلاب، والآلة السدسية التي تستعمل في تحديد مكان السفينة اعتمادا على تحديد موقع الشمس والتي مكّنت فلامستيد من تحديد الوقت بقياس موقع النجوم والقمر. وقد أعجبت بساعة هارسن التي هي ضرورية للتحديد الكامل للملاحة. وهذا الإنجاز الذي يوفر قياسا دقيقا للزمن قد مكن البحارة في نهاية المطاف من تعيين مكانهم بالضبط. وخط الطول الرئيسي الذي يمر بغرينج قد عين موقعه على البلاطة التي رص بها الشارع، ومن خلال وضع قدمي على جانبيه كان بمستطاعي أن أقف على نصفي العالم الشرقي والغربي في وقت واحد.

وفي مستوى الشارع، هناك المتحف البحري الوطني الذي يشتمل على قصة بريطانيا مع البحر. وفي مكان حديث، عرضت سفن من مختلف العصور، وأجنحة تضم قطعا من القطبين والرحلات الأخرى. وفي مجموعة القائد البحري نيلسون، هناك قطعة متميزة وهي المعطف الذي كان يرتديه عندما قتل في عام 1805.

ومقابله، هناك الكلية البحرية الملكية القديمة والتي صممت من قبل المعماري السير كرستوفر رين، والمبنيان تفصل بينهما حديقة مركزية مفتوحة تسمح بـ"زيارة فخمة" لبيت الملكة. والقاعة المطلية التي رقد فيها جثمان نيلسون وطاف حوله كبار رجال الدولة بعد مقتله في معركة الطرف الأغر مفتوح للجميع.

وغرينج ليست هي مبنى تاريخي فحسب، فالحديقة الملكية تقدم ممرات للتمشي والإطلال على لندن من موقع متميز. والغزال الذي جيء به لأول مرة عام 1510 ما يزال يطوف بالمكان في منطقة مخصصة له سميت بـ"البرية". وهناك أسواق شعبية كبيرة في أيام الجمعة والسبت والأحد. وحتى الشوارع والدكاكين المحلية لها "جو" خاص، يشمل معرضا للمراوح غير المألوفة وذلك في متحف المراوح.