أول وزير لأول وزارة للسياحة في العراق يتحدث للسياحة الØ
03/11/2005

بغداد- وليد عبد الأمير علوان

لعل من غريب الصدف أننا حاولنا إجراء لقاء مع أول وزير للسياحة في العراق في مكتبه في بغداد، ورغم محاولاتنا الكثيرة، إلا أننا لن نوفق، بسبب طبيعة المنطقة التي يتواجد فيها مكتب الوزير، وهي المنطقة الخضراء، وعدم التمكن من الحصول على موعد، بسبب مشاغل الوزير، إلا أنه، خلال حضورنا معرض كردستان لإعادة إعمار العراق، التقينا بالسيد هاشم الهاشمي، وزير السياحة والآثار، الذي كان يحضر هذا المعرض، وكان لنا معه هذا الحوار:

·   كثر الحديث عن المشاكل التي يواجهها قطاع السياحة في العراق، فهل لكم أن تعطونا صورة عن واقع الحال، وتقييمكم له؟

- لا شك أن قطاع السياحة، ولأكثر من ثلاث عقود من الزمن، قد عانى من إهمال واضح، بسبب هيمنة أجهزة المخابرات والأمن على مجمل مرافقه، كذلك ومما زاد في الأمر سوءاً، الأضرار التي لحقت بمنشآته بعد سقوط النظام، وما تبع ذلك من أعمال سلب ونهب. لذلك واجهنا تدميرا كاملا في هذا القطاع، لعل أبرزها تآكل البنية السياحية، فتحولت إلى مجرد أنقاض، أصبحت عبأً على ميزانية الدولة، بدلا من أن تكون مردوداتها رافدا من روافد الخزانة. كما لمسنا عدم وجود نية حقيقية للإصلاح، بدعوى الظرف الشاذ الذي يعيشه البلد، لذلك لم يتم إعطاء قطاع السياحة الاهتمام الذي يستحقه، ولا أخفي عليكم أننا لا نملك عصا سحرية للإصلاح، وعليه فإن ما يمكن قوله إن الواقع السياحي العراقي متدنٍ في الوقت الحاضر، إلا أن فرص الإصلاح والتطوير لا زالت موجودة. ومن هذا المنظور، فقد دعونا لعقد مؤتمر موسع، لتدارس الواقع السياحي، ولانتشال قطاع السياحة، من واقعه البائس.

·       "لا سياحة بدون فنادق ولا فنادق بدون سياحة" هذا ما يردده أهل السياحة. كيف تنظرون إلى واقع الفنادق في العراق؟

- لا شك أن مستوى الفنادق في العراق هو في وضع سيئ، بل أننا لا نستطيع أن نقارن مستوى ما لدينا من فنادق كما ًونوعاً، حتى مع مستوى تلك الموجودة لدى الدول المجاورة. إلا أن قيام صناعة فندقية في العراق، ليست بالمهمة الصعبة، حيث إن الأمر يحتاج فقط إلى استثمارات أجنبية عالية، وهذا يتطلب سن قوانين، ومنح تسهيلات للمستثمرين، من أجل تسهيل انسيابية رأس المال. كما يجب أن لا ننسى القطاع الخاص والذي تم تهميشه لفترة طويلة، حيث أصبحت مسألة تفعيل هذا القطاع، لكي يمارس نشاطه الفعلي، من أولويات اهتمامنا، لأن ذلك سوف يسهم، وبصورة فعلية، في تنشيط صناعة الفندقة، ونحن سائرون في هذا الاتجاه، وما حضورنا هذا المعرض والمؤتمر، إلا من اجل اللقاء بالمستثمرين الأجانب والعراقيين، وتدارس إمكانية توظيف أموالهم في هذا القطاع الحيوي.

·   يقال إن أفضل استثمار في العراق هو السياحة الدينية، والتي يمكن أن تعطي مردود ما يستثمر فيها خلال سنتين، فما هو الواقع الفعلي للسياحة الدينية؟

- باعتقادي أن السياحة الدينية، هي العمود الفقري للسياحة في العراق، ونحن قد أولينا هذا الموضوع جل اهتمامنا، ولو أن الوضع الأمني كان يسمح بذلك، لحصلنا على مردودات جيدة خلال هذه الفترة القصيرة، ومع ذلك، فإنه قد تم التوصل إلى اتفاق مع الجانب الإيراني، لغرض تفعيل عودة الزوار الإيرانيين، لزيارة العتبات المقدسة، في النجف، وكربلاء، والكاظمية، وسامراء. كما تم عقد اتفاقيات مع بلدان الجوار، لتنظيم عملية دخول الزوار، وبشكل منظم، بحيث لا تحدث أي عملية إرباك، لدى القائمين على مرافقنا السياحية، في تقديم أفضل الخدمات لهم.

·   موضوع الآثار والمواقع الأثرية التي نهبت، لا زال يستأثر باهتمام المنظمات الثقافية العالمية. أين وصل موضوع استعادة الآثار المنهوبة؟

- لا يخفى عليكم، أن مثل هذا الأمر، يحتاج إلى تظافر جهود، محلية وعالمية، من أجل استعادة ما تمت سرقته من تراثنا الإنساني، وقد طلبنا مساعدة بعض الدول في هذا المجال، وقدمت الدول المانحة عروضا لاستعادة الآثار، وفعلا بدأت ترد إلينا بعضا منها، كما تم وضع قاعدة معلومات للآثار العراقية، تبث عبر شبكة الانترنيت، يمكن للشرطة الدولية الإطلاع عليها، في حالة ضبط إحدى القطع المسروقة، لمقارنتها مع محتويات هذه القاعدة، كذلك تم الاتصال بعدة منظمات عالمية، تهتم بالآثار والثقافة، للحصول على دعمها في هذا المجال.

          v         ما هي رؤيتكم لمستقبل السياحة في العراق؟

قد لا أكون مبالغا إذا ما قلت، إنه إذا استتب الوضع الأمني، فإن العراق سوف يكون قبلة السياح في العالم، لأن هذا البلد يزخر بموروث حضاري ضخم، وأماكن مقدسة، لدى عموم أصحاب الديانات السماوية.