معرض ومؤتمر كردستان الدولي لإعادة إعمار العراق
03/11/2005

أربيل - وليد عبد الأمير علوان

يظهر أن ما يردده رجال الأعمال الأجانب، من أن إطلاق زخم الأعمال الخاصة بهم في العراق، يجب أن يمر عبر القنوات المفتوحة في إقليم كردستان، الذي يتمتع بقدر عال من الأمان، ولحكومته القدرة على جذب المستثمرين ورجال الأعمال من مختلف أرجاء العالم إلى المنطقة، قد وجد صداه لدى غرفة التجارة والصناعة العراقية الأمريكية، حيث أقدمت الأخيرة على إقامة معرض ومؤتمر كردستان الدولي الأول لإعادة إعمار العراق، وبالتعاون مع حكومة الإقليم، وذلك في عاصمة الإقليم أربيل للفترة من 15-18 أيلول/ سبتمبر وبمشاركة 305 شركة عالمية ومحلية تمثل 30 دولة، ومعظم الوزارات العراقية ووزارات إقليم كردستان، والتي شاركت من خلال أجنحتها الخاصة.

لقد اكتسب هذا المعرض أهمية خاصة، كونه المعرض الأول، الذي يقام داخل الأراضي العراقية، بعد سقوط النظام السابق، حيث سبقته الكثير من المعارض التي تخص إعمار العراق، إلا أنها جميعا أقيمت في البلدان المجاورة للعراق، لذلك فإن تأثيرها كان محدوداً، كما امتاز بحجم المشاركة الواسعة للشركات العالمية، تتقدمها شركتا جنرال موتورز وجنرال اليكتريك، وشركة البريد السريع D.H.L، بالإضافة إلى شركات كتربلر، ومرسيدس بنس، وسيمنس، وموتورولا.

إن الأهمية التي أولتها حكومة إقليم كردستان لهذا المعرض والمؤتمر، قد ظهرت بوضوح، من خلال ما حشدته، من طاقات وإمكانيات، في سبيل إنجاحه، لهذا فقد تم افتتاحه من قبل رئيس حكومة الإقليم مسعود البرزاني، والذي عبّر في كلمته الافتتاحية عن سعادته لهذا الحدث الكبير، معربا عن أمله في أن يكون هذا المعرض الخطوة الأولى للتعاون وبناء اقتصاد حر. وأكد أن استقبال هذه الفعاليات في أربيل، لهو دليل على التلاحم التاريخي للعراقيين.

أما وزير النفط العراقي، والذي شاركت وزارته بثقل في هذا المعرض، فقد ذكر في كلمته: إن هناك خطة عمل لدى وزارته، لإقامة 15 مشروعا تنمويا في إقليم كردستان، بضمنها بناء مصاف للنفط، ومستودعات ضخمة، في حين رحب رئيس غرفة التجارة والصناعة العراقية الأمريكية بالمشاركين والحضور متمنيا النجاح لحكومة الإقليم في إقامة هذا المعرض.

لقد تضمنت المعروضات التي تم عرضها من خلال أجنحة العرض، وكذلك في الهواء الطلق، على مساحة عشرة آلاف متر مربع، كافة المعدات والمنتجات التي تدخل في أعمال إعادة الاعمار والتشييد، بدءاً من المكائن الثقيلة، التي تدخل في عمليات بناء وتعبيد الطرق، وأحدث المنتجات الصناعية، التي تدخل في التأسيسات الكهربائية والصحية، ومواد البناء، والتغليف الخاصة بواجهات المباني، والمؤسسات والمعامل.

أما السيارات فقد كان لها نصيب الأسد في هذا المعرض، حيث عرض مختلف أنواع سيارات النقل والحمل، والانتاجية، إضافة إلى السيارات الشخصية.

إن المؤتمر، الذي تزامن مع هذا المعرض، قد اكتسب أهميته الخاصة، حيث تم التركيز فيه على أفضل طرق الاستثمار في العراق، وضرورة منح التسهيلات للمستثمرين الأجانب، في سبيل استثمار أموالهم داخل العراق، واعتبار كردستان هي نقطة البداية للانطلاق منها في إعادة إعمار العراق، وذلك من خلال أوراق العمل، والكلمات التي قام بإلقائها الوزراء ووكلاء الوزراء والمستشارين.

وأشار رئيس المؤسسة العامة للسياحة في إقليم كردستان في كلمته، ومن ثم في ورقة العمل التي تم توزيعها على المشاركين بعنوان "الاستثمار في منطقة كردستان ..لماذا؟"، إلى توفر الفرص السياحية في هذه المنطقة، حيث بقيت المواقع السياحية محافظة على ما كانت عليه، إضافة إلى حصول أبناء المنطقة الذين عادوا إليها على خبرة، من خلال سفرهم إلى الخارج، وعملهم في مؤسسات عالمية متخصصة، مع توفر الأيدي العاملة ذات الخبرة، إضافة إلى أن كردستان منطقة طبيعية عذراء مع وجود مراكز الجذب السياحي فيها.

كما تمحورت الكلمات وأوراق العمل للمسؤولين، على مدى أربعة أيام، حول أفضل الوسائل للنهوض بالواقع الحالي للبلد وتطويره، مستفيدين من ميزة تمتع إقليم كردستان بفرص الاستثمار الجيد وأولها توفر شرط الأمن والأمان.

لقد شهد المعرض اهتماما إعلاميا واسعا، من قبل الفضائيات والإذاعات والصحف العربية والكردية، وكذلك حضره ممثلون عن السفارتين الأمريكية والبريطانية، كما شهد عقد الكثير من صفقات البيع بين الموردين والمستوردين.