وادي رم الأردني وأصداء الثورة العربية
11/01/2006

بقلم إيان ستولكر

إن شركة وندي بوثام ترسل السياح عبر وادي رم الأردني بواسطة سيارات رباعية الدفع لأكثر من ألف ليلة وليلة عربية، لتمكينهم من رؤية مشاهد شبيهة بأرض القمر التي قال عنها أحد أبرز سكان الصحراء الأردنية:"شاسعة، وذات أصداء وعظيمة".

بوثام، أمريكية مهاجرة تعيش في الموقع الأثري في البتراء، وهي تدير شركة قمر البتراء للخدمات السياحية، والتي تتضمن خدماتها رحلات اكتشافية إلى وادي رم الذي اتخذه لورنس، المعروف بـ"لورنس العرب"، قاعدة له أثناء الثورة العربية.

وتقدم شركة قمر البتراء لزبائنها الذين يرغبون بزيارة وادي رم خيارا واضحا، فإما السفر بسيارات الدفع الرباعي أو، لأولئك الراغبين في تجربة أكثر انسجاما مع التقليد، وأطول من حيث الزمن ولكن أقصر سبيلا إلى الراحة، على ظهر جمل، وهذا نوع من السفر الذي يروى عن حراس الصحراء أنهم كانوا يستخدمونه في حراسة الرمال والجبال التي يزيد ارتفاعها على 1,500 م وصخورها ذات أشكال غريبة.

ويفضل معظم الزبائن ركوب السيارات والمضي في جولة منظمة مع أدلاء، حيث إن السلطات السياحية تحذر من السفر الإنفرادي، لأن التيه في الصحراء من الممكن أن يتحول إلى "أمر خطير" في بيئة ترتفع فيها الحرارة إلى درجة الحرق صيفا والثلج شتاءً.

ولن يجد السياح شوارع مرصوفة في المنطقة ولكن هناك طرق نظمتها الشركات السياحية والبدويون الذي يعيشون على أرض أجدادهم. "وحالما تتجاوز قرية وادي رم، فلن ترى شيئا سوى الرمال"، قالتها بوثام بخبرة من سار على طرق غير منظمة كثيرة، في هذه البقعة من العالم التي لا تعرف إلا القليل من الشوارع ولكنها تقطع بكل الجهات من قبل التجار ذوي الجمال منذ آلاف السنين. وأما السيارة التي ليس لها دفع رباعي فمن الممكن أن "تغطس عجلاتها"، كما حذرت بوثام. وقال الدليل المحلي إبراهيم عبد الحق: "معظم الوقت، عليك أن تسير مع اتجاه الريح".

وأكثر معالم وادي رم شهرة هو الجبل الذي أطلق عليه لورنس اسم "أعمدة الحكمة السبعة"، وبإمكان الزوار أن يروا بعض النقوش الصخرية القديمة والفن. وبإمكان السياح أن يخيموا هناك، ليلة تحت النجوم "فليس هناك أضواء "اصطناعية"، ولا ضوضاء، ولا شيء يفصلك عن النجوم"، كما قالت بوثام. "إنها تخطف الأنفاس". ويقول عبد الحق:"كل ما تراه هو النجوم، ملايين الملايين من النجوم التي تسقط من السماء من كل الجهات"، مضيفا أن أزوزو تروبر، وتويوتا لاند كروزر، ونيسان باترولز ولاند روفر هي من بين السيارات التي تستعمل من قبل الشركات التي تروج لوادي رم.

وتشير بوثام إلى أن هذه السيارات الحديثة، القوية والموثوق بقدرتها تمنح الزائر فرصة مشاهدة مساحات واسعة من الصحراء بشكل أكثر راحة من لورنس وأشباهه، والتجار القدامى وغيرهم الذين اعتمدوا على الجمال. وقالت بوثام ضاحكة:"لقد وجدنا أن العديد من الناس يطلبون السفر على الجمال ولكنهم يعودون مشيا على الأقدام في المساء".