المناظرة الوطنية الثالثة للسياحة المغربية تجسيد للثقة
11/01/2006

السياحة المغربية بخير وآفاقها تدعو إلى التفاؤل بالرغم من بعض التعثرات. هذا ما أجمعت عليه فعاليات المناظرة الوطنية الثالثة للسياحة التي أقيمت في الصويرة الساحرة بجمال طبيعتها وبمعالمها التاريخية والحضارية.

الصويرة- نور الدين سعودي

احتضنت مدينة الصويرة البديعة يومي 3 و 4 كانون الأول/ديسمبر 2005 أشغال المناظرة الوطنية الثالثة للسياحة التي انعقدت تحت شعار "رؤية متقاسمة لفاعلين ملتزمين". وكانت هذه التظاهرة، المنظمة من قبل الفدرالية الوطنية للسياحة بدعم من وزارة السياحة، مناسبة لتقييم حصيلة ما تم إنجازه في إطار الخطة العشرية 2001- 2010. وقد ساد أشغال هذه المناظرة، عكس ما جرى في السنة الماضية في مراكش، جو من الانشراح والتفاؤل بواقع ومستقبل النشاط السياحي بالمغرب الذي انخرط بجدية في تحقيق خطته السياحية الرامية إلى استقدام 10 مليون سائح في أفق سنة 2010.

ويعود هذا الارتياح العام إلى الإنجازات القياسية التي حققها القطاع السياحي والمتمثلة في توافد حوالي 6 ملايين سائح وجلب 40 مليار درهم من العملة الصعبة (4 مليار دولار أمريكي تقريبا) وتحقيق نمو بنسبة تفوق 17% سنة 2005.

هذا ما أعلنه السيد عادل الدويري وزير السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي خلال الجلسة الافتتاحية، حيث قدر عدد السياح الذين زاروا المغرب سنة 2005 بستة ملايين سائح، منهم 3.3 مليون سائح أجنبي و 2.7 مليون مهاجر مغربي مقيم بالخارج. وأضاف أن هذا العدد يمثل رقما قياسيا بالنسبة للمغرب، ويزكي التحقق الفعلي لرؤية 2010. كما أن عائدات هذا القطاع بلغت هذه السنة 40 مليار درهم مقابل 34 مليار درهم السنة الماضية، وبهذا قد "تتجاوز إيرادات المغاربة المقيمين في الخارج لتحتل المرتبة الأولى في إيرادات الحساب الجاري لميزان الأداءات"، على حد تعبير السيد الدويري، وبالتالي قد تصبح السياحة أول مصدر للعملة الصعبة بالنسبة للمغرب.

وفي كلمته خلال هذه التظاهرة قال السيد أندري أزولاي، مستشار الملك محمد السادس والرئيس المؤسس لجمعية الصويرة موغادور، إن المغرب ربح الرهان المتمثل في أن تلعب السياحة دورا أساسيا في تنميته كما تشهد على ذلك الأرقام المحققة في هذا القطاع. وأضاف أن نهضة الصويرة، التي اختارت الثقافة كقاطرة للتنمية المستدامة، أصبحت واقعا ملموسا، مبرزا الجهود التي بذلها جميع الفاعلين المحليين خلال العقد الأخير من أجل إنعاش وإشعاع هذه المدينة التي اختيرت ضمن التراث الحضاري العالمي.

أما رئيس الفدرالية الوطنية للسياحة، السيد جليل بلعباس الطعارجي، فقد أكد على أن رؤية 2010 تكسب يوما عن يوم مزيدا من المصداقية. وأشار إلى ضرورة إعطاء أهمية خاصة والعناية اللازمة للشق المتعلق بالتكوين. وتميزت كذلك الجلسة الافتتاحية لهذه المناظرة بإلقاء كلمتي ترحيب من قبل رئيسة المجلس البلدي للصويرة، السيدة أسماء الشعبي والسيد عبد السلام بكرات عامل الإقليم، حيث أبرزا بهذه المناسبة المؤهلات السياحية التي يزخر بها الإقليم، داعين إلى بذل مزيد من الجهود لتحسين هذه الوجهة والحفاظ على تراثها العريق.

وعرفت أشغال المناظرة تقديم استراتيجية 2006 التي تنصب بالدرجة الأولى على الزيادة في وتيرة توسيع الطاقة الفندقية وتحسين الجودة وتقوية إمكانيات القطاع السياحي المغربي لتجاوز التعثرات التي عرفتها سنة 2005 رغم الحصيلة الإيجابية المسجلة. كما تم تقديم استراتيجية "السياحة عبر الانترنيت" التي أعدها المكتب الوطني للسياحة والتي تهدف إلى تطوير قدرات التسويق الالكتروني للمنتوج المغربي ليكون في مستوى المنافسة الجهوية والدولية.

وخلال الندوة الصحفية التي أعقبت هذه المناظرة أكد وزير السياحة المغربي على أهم منجزات سنة 2005 والمتمثلة أساسا في انطلاق المرصد الوطني للسياحة ورفع ميزانية المكتب الوطني للسياحة إلى 400 مليون درهم ووضع أرضية للمراكز الجهوية للسياحة.

كما أعرب عن قلقه إزاء بطء وتيرة توسيع الطاقة الفندقية، سواء على مستوى تسويق الأراضي المخصصة للمنشآت السياحية أو على مستوى بناء وحدات فندقية جديدة، مبررا التأخر النسبي في إنجاز بعض المحطات الشاطئية المندرجة في إطار "مخطط آزور" ببعض المعيقات الإدارية.

وردا على سؤال مندوب "السياحة الإسلامية" حول مدى اهتمام الوزارة والحكومة المغربية بالجانب الأخلاقي في النشاط السياحي، أكد السيد عادل الدويري على أهمية هذا الجانب في ضمان استمرارية النشاط السياحي على المدى البعيد وأن الحكومة ستوليه العناية اللازمة.

وخلال هذه التظاهرة الهامة حظيت مجلة "السياحة الإسلامية" باهتمام وتقدير معظم الحاضرين الذين هرعوا لاقتناء أعداد منها. وقدم مندوب المجلة لكل من مستشار الملك السيد أندري أزولاي وعامل إقليم الصويرة السيد عبد السلام بكرات مجلد الأعداد الكاملة لمجلة "السياحة الإسلامية"، حيث أعربا عن إعجابهما بجودتها وبتعدد اللغات المعتمدة بها.

وتجدر الإشارة إلى أن المناظرة الوطنية للسياحة شهدت حضور أزيد من 200 مشارك، من مهنيين وممثلين لمختلف القطاعات المعنية كالمطاعم والفنادق والوكالات والمرشدين السياحيين إضافة إلى المؤسسات العمومية المشرفة على القطاع والفعاليات الإعلامية. وهذا اللقاء يمهد للمناظرة الدولية السادسة للسياحة التي ستنعقد بطنجة في شباط/فبراير 2006.

كما شارك مندوب المجلة بصورة فعالة في فعاليات المهرجان الرابع للسياحة الفنية المنظم من قبل مندوبية وزارة التعليم ومدرسة التكوين الفندقي بالصويرة. وقد أعرب المشاركون، أساتذة وطلبة، عن إعجابهم الكبير بالمستوى الرفيع لمجلة "السياحة الإسلامية" سواء من حيث الشكل أو المواضيع.

وأخيرا قام مندوب المجلة بزيارة فندق رياض موغدور وهو من فئة أربعة نجوم ويشمل 156 غرفة من المستوى الرفيع ويمتاز بكونه يمتنع عن بيع الخمور احتراما للتعاليم الإسلامية.