سوق السفر العالمي في لندن: الحضور العربي الإسلامي يزداØ
11/01/2006

لندن-كارين دابروفسكي

لقد زادت الدول العربية والإسلامية من حضورها في سوق السفر العالمي، وهو مناسبة عالمية تعقد لأربعة أيام من كل سنة في لندن في وسط تشرين الثاني/نوفمبر. وقد شاركت هذا العام نحو 5,194 جهة سياحية، من دوائر رسمية سياحية، وعاملين في هذا الصناعة، ومنظمي رحلات، وفنادق، وبواخر سياحية، وخطوط طيران، وشركات صناعية من 202 دولة، بما في ذلك 126 عارضا جديدا.

وقد دعيت"غلوبل ميديا نيتوورك" التابعة للمعرض، وهي تمثل الإعلام العالمي، لترشيح الشركات التي قدمت خدمات كبرى للسياحة والسفر في مناطقها. وتسلمت الجائزة الخطوط القطرية، وهي واحدة من الشركات العالمية السريعة النمو، وكذلك شركة النخيل، وهي الأولى في قطاع البناء والإعمار في الإمارات، وجرى انتخابها كأبرز شركة إعمار سياحية.

العارضون الجدد

وأما العارضون الجدد، فكان من بينهم قرغيزيا، خطوط الاتحاد، الكويت، مغامرات الواحات، ميناء غالب، أغادير، الغولف عند الأهرامات، والخطوط الجوية السعودية. وقالت هدى العنزي مديرة السياحة المحلية (في الكويت) لـ"السياحة الإسلامية": "تهدف الكويت من خلال مشاركتها في هذا المعرض السياحي في لندن إلى التوعية بطاقاتها كوجهة سياحية للعوائل والأعمال أيضا. ويتزامن هذا مع بدء الكويت بمشاريع سياحية ضخمة، تتمثل أساسا في تطوير جزيرة فيلكة كمشروع سياحي، وتوسيع مطار الكويت وزيادة طاقة الفنادق الكويتية بإضافة 7 آلاف غرفة بحلول 2008". وأضافت "أن الكويت تبني ميناءً جديداً في جزيرة بوبيان لتتجاوب مع متطلبات الزيادة في النشاط البحري في المنطقة، بالإضافة إلى عدد من المشاريع الأخرى، مثل نادي الغولف الجديد ومجمّع التنس".

مغامرات الواحات

وأما "مغامرات الواحات" الإماراتية فهي تروّج لعدد من النشاطات الترفيهية المنوّعة، والتي تبدأ من سفاري الصحراء لتنتهي عند التزلج في القاعات. وأشار روبرت كيسيليتس أن دبي عندها أطول سفوح تزلج داخلية وهو واثق بأن يحقق الرقم الذي تتوقعه الحكومة وهو اجتذاب 50 مليون زائر بحلول عام 2010. وقد تم بناء جزيرة اصطناعية، وهناك خدمات للمناطيد والغوص أيضا.

المغرب

ويطمح المغرب إلى اجتذاب 10 ملايين زائر بحلول العام 2010. ويعتقد محمد الضيفي، مدير شركة الموغار غادردن بيتش أن أغادير قادرة على اجتذاب مليوني زائر على الأقل. وسوف تزاد طاقة الفنادق بنحو ثلاثين ألف غرفة إضافية في السنة القادمة، و"علينا السعي بقوة للحصول على سياح". وهذا ما يفسر مشاركة المنطقة في سوق السفر العالمي وترويجها لحديقة الخضراوات في المغرب، وهو ساحل بكر تتغير ملامحه ما بين مئات الأميال من الجرف العالي ذي المناظر الرائعة والشواطئ الرملية. وهناك الثقافة التي تعود إلى آلاف السنين، والوادي الذي يضم آلاف القصبات وغابات النخيل الواسعة.

خطوط الاتحاد

وأما خطوط الاتحاد، وهي الشركة الوطنية للإمارات العربية المتحدة، فقد وصفت بأنها الشركة العالمية الجديدة الرائدة، فكانت هي الشركة التي لفتت النظر في المعرض. ورغم أن عمرها لا يتجاوز السنتين فقد وصفت من قبل المهتمين بالصناعة السياحية بأنها الشركة الأسرع نجاحا وانطلاقا في التاريخ، مضيفة طريقا جويا جديدا في كل شهر. وستبدأ الخدمة اليومية ما بين مانجستر وأبو ظبي في ربيع 2006.

ميناء غالب

وعرض ميناء غالب المصري جانبا من سياحة بلده، فهو منتجع جديد يتميز بموقعه على الساحل الجنوبي للبحر الأحمر بطول 3.5 كم من واجهة البحر التي لم تمس سابقا، وقرى سياحية ومرفأ لليخوت ومطار، و 23 فندقا، وملعب للغولف، وشقق راقية للسكن وخدمات للتسوق واللهو. والبرميد غولف والكونتري كلوب هو أحدث منتجع رائع للغولف في القاهرة، ويتألف من 132 غرفة مترفة، وقد أعلن عن نفسه لأول مرة في المعرض.

ليبيا

وارتفعت مشاركة ليبيا في المعرض من قوة إلى قوة منذ تقارب البلد مع الغرب. ومن العارضين في الجناح الليبي: سيرن تورز، تنيني ترافل أند تورز، تيك كو، غولدين تريشير، أركنو، جواهر ليبيا، جنات، ليبو، وربان. وهناك الآن 50 شركة ليبية خاصة لاستقدام الزوار والتي جرى تشجيعها من خلال قانون رقم 7 الذي يشجع الاستثمار الأجنبي. ويعتقد منظمو الرحلات أن ليبيا هي واحدة من أهم الوجهات السياحية في غرب المتوسط إن لم يكن في عموم العالم، وهم يشيرون إلى أن هناك القليل من البلدان التي تمتلك طاقات سياحية غير مكتشفة مماثلة لليبيا، مع مجموعة مذهلة من المواقع الأثرية القديمة ، ونحو 1,300 ميل من الشواطئ المتوسطية، والثقافة التقليدية. وهناك اهتمام متزايد بالوجهة السياحية التي كانت تقريبا مهملة لنحو 20 عاما وبقيت عظيمة وبريئة.

العراق

ومثل العراق بأمير داود صاحب شركة نينوى للسياحة والسفر الذي يأمل في "أن يكون المستقبل جيدا للسياح القادمين من الخارج". وهو يركز على سياحة العراقيين الراغبين في زيارة بريطانيا وجاء إلى المعرض من أجل الحصول على شريك يساعده في ذلك.

الأردن

وقدم الأردن "جولة في البتراء" وهي جولة خيرية إلى المدينة المفقودة: البتراء، لمساعدة أبرز جمعية خيرية سياحية: قطرة ماء (جست دروب). وستبدأ الجولة من محمية دانا الطبيعية قبل عبور الصحراء الشاسعة والجبال الصخرية والتي سكنها الإنسان منذ 6 آلاف سنة. وستمتد الرحلة بعد ذلك لمتابعة خطة إنديانا جونز في مدينة البتراء القديمة، وهي من تراث النبطيين الذين سكنوا جنوب الأردن منذ ما يزيد على ألفي عام. وبعد الوصول إلى البتراء سيقوم المشاركون بفحص الرسومات في القبور والمعابد والصخور في أقدم المواقع الأثرية في الشرق الأوسط.

كازاخستان

وستبدأ أول رحلات رخيصة إلى كازاخستان من الشرق الأوسط، بواسطة خطوط (الخطوط) العربية، كجزء من طريق الحرير، مما يعطي الانطباع بأن العرب ربما سيبدؤون بزيارة جمهوريات أواسط آسيا بأعداد كبيرة. وقال الشيخ عبد الله بن محمد آل ثاني "لدينا تاريخ من صنع وجهات جديدة، ونحن نأمل في عمل الأمر نفسه مع الوجهات الحديثة جدا في أواسط آسيا. وأستانة (أستانا ؟) عاصمة كازاخستان والمآتا مركزها الثقافي (السطران الأخيران غير مرتبطين معنى)، وأيضا موطن وردة الخزامى الهولندية، تعرض مساحة شاسعة من المناظر الجميلة والحيوانات النادرة وفصائل الأوراد. والفرص السياحية كثيرة، وتتنوع ما بين المشي ما بين الجبال الجميلة إلى المخيمات بجانب البحيرات والسياحة التاريخية للمدن".

بوتان ومنغوليا

وأما بوتان ومنغوليا فهما من الوجهات السياحية التي يقال لها "لا بد من زيارتها" من أجل اكتشاف التخوم الجديدة في عالم السياحة. ولم تكن توجد قبل عام 1974 صناعة سياحية في مملكة البوتان في الهملايا. واليوم فإن الحكومة الملكية، والتي تصر على أن تكون السياحة مهتمة بالبيئة، ومقبولة اجتماعيا وثقافيا، ومربحة اقتصاديا، قد منعت السفر الخاص وألحت على أن يكون السفر شاملا، ويتضمن: السكن في فنادق وأماكن راقية، النقل البري، الأدلاء، أجور المتاحف والأكل.  

ولا يعتذر توني إيفانز، من شركة أدلة السفر، عن أخذه السياح إلى منغوليا في أواسط الشتاء حيث تهبط درجة الحرارة إلى 30 درجة تحت الصفر. "لا يوجد هناك شيء اسمه الجو السيئ، هناك فقط ملابس سيئة"، وهو في ذلك يردد القول السايبيري. إن "رؤية الخيل الخارجة من الثلج" هي تجربة لا تنسى.