|
printable
version
| عراقيون ÙŠØجون من دون صدام
04/02/2004
|
الشرق الأوسط
مكة: نصير النهر
موسم Øج العراقيين إلى الديار المقدسة هذا العام Ù€ وهو الأول ÙÙŠ مرØلة ما بعد صدام Ù€ شهد ظواهر تعطي صورة لواقع الØياة السياسية والاجتماعية الذي تغير كثيرا ÙÙŠ العراق.
«الشرق الأوسط» سجلت Øضورا ÙÙŠ تÙاصيل موسم الØج لهذه السنة، واقتنصت ÙÙŠ البداية قول اØد متعهدي الØج «لولا الأØزاب لمتنا جوعا»..! غير إن هذه الصورة ليست واقعية بالشكل المتكامل، لأن Ùيها غمطا كبيرا لجهود الجهات الرسمية.. وهي تمثل أيضا اتجاهات سياسية.
كان الواقع مؤلما، بل مأساويا، ÙÙŠ نقطة صÙوان الØدودية بين العراق والكويت.. القاÙلة رقم 43 التي كنا Ùيها تأجل خروجها من بغداد مرات عدة بسبب مشاكل Ùنية مع جهات الطيران التي كانت قد تعاقدت على نقل الØجيج الذين يغادرون برا من مدن العراق إلى صÙوان.. ثم الكويت، ومنها إلى الديار المقدسة.
تكدس آلا٠الØجاج ÙÙŠ مخيمات لم تتوÙر لها شروط النظاÙØ© ÙˆÙÙŠ العراء، Øيث تشتد البرودة ليلا إلى درجة لا تطاق. بعض القواÙÙ„ تأخر عبورها خمسة أيام . . والمكان سجل نقطة ضع٠ÙÙŠ التنظيم الإداري للجانب العراقي الذي لم يكتسب تأهيلا كاÙيا بعد.
قال اØد المسؤولين ÙÙŠ بعثة الØج ÙÙŠ نقطة صÙوان: إن جوازات السÙر أرسلت مقدما بشكل منتظم، ومعها قوائم متكاملة بأسماء الØجاج، إلا إن عملية خلط جرت للجوازات بعد تأشيرها ÙÙŠ الكويت والسعودية . . لذلك كانت تأتي جوازات القاÙلة ناقصة ولا ÙŠØ³Ù…Ø Ù„Ù‡Ø§ بدخول الأراضي الكويتية إلا بعد أن تكتمل جميع جوازات المجموعة.. ويستمر التأخر مع تزايد أعداد القواÙÙ„ . . وكل قاÙلة لا بد أن تكتمل تأشيرات جوازات سÙر Ø£Ùرادها جميعا، وإذا تأخر وصول جواز سÙر شخص أو شخصين Ùعلى القاÙلة بأكملها الانتظار.
كان هناك تعاون ÙˆØ§Ø¶Ø Ø¨ÙŠÙ† الطرÙين العراقي والكويتي لاستخراج جوازات السÙر بدل المÙقودة وتأمين سÙر القواÙÙ„ بسرعة.. إلا إن مجرد بقاء القاÙلة ليوم واØد ÙÙŠ العراء يعد ثقيل الوطأة على الØجاج Øتى أن بعضهم أرادوا العودة إلى بغداد.
قال متعهد القاÙلة 43 عبد الباسط زكي: «أرسلنا جوازات السÙر قبل أسبوع تقريبا، وها هي تأتي بالقطارة . . ÙÙŠ المرة الأولى استبشرنا لأنهم سلمونا الجوازات بعد ساعتين من وصولنا، ولكنها ناقصة.. هناك سبعة جوازات سÙر لم تأت بعد . . ثم جاءت وجبة من جوازات السÙر . . ÙˆÙيها جوازان للقاÙلة . . ثم جاءت ثلاثة جوازات، ثم . . لم يبق إلا مساعد المتعهد، ولØسن الØظ إن اسمه غير موجود ضمن القائمة . . ÙسمØوا لها بالانطلاق».
وأضا٠المتعهد «الطريق البري من بغداد إلى الديار المقدسة عبر عرعر يستغرق ثلاثة أيام . . أما الطريق الجوي Ùيستغرق أكثر من أسبوع . . ! إضاÙØ© إلى المشكلات التي تواجه المساÙرين ÙÙŠ المناÙØ° الØدودية والمطارات، وإسكانهم ÙÙŠ مخيمات واضطرارهم إلى إنزال أمتعتهم ونقلها بين ØاÙلة وطائرة ومخيم . . كل ذلك مزعج . . والأكثر إزعاجا هو إن مخيم صÙوان على الجانب العراقي رديء، لأنه أقيم على عجل، ويÙتقر إلى المياه والمراÙÙ‚ الصØية وما إلى ذلك من خدمات ضرورية». وتابع قائلا: «لولا الأØزاب لكنا متنا جوعا وبردا».
والأمر اللاÙت للنظر إن أهالي صÙوان والبصرة جندوا أنÙسهم لخدمة الØجاج . . وأصبØت الأØزاب السياسية الدينية والجمعيات الإنسانية تتناÙس ÙÙŠ تقديم الخدمات . . الØزب الإسلامي والمجلس الأعلى للثورة الإسلامية ومنظمة الراÙدين الإنسانية، وجمعية البر الإنسانية وغيرها من التنظيمات أقامت مخيمات عديدة استوعبت الكثير من الØجاج، وأخذت تتبارى ÙÙŠ إعداد الأطعمة المطبوخة والجاهزة . . ولعل أهم ما ÙÙŠ هذا المشهد التناÙسي هو ظهور روØية التآل٠والأخوة وتكريس كل الجهود، بشكل تعاوني، لمساعدة الØجاج العراقيين.
قال عقيد ÙÙŠ الشرطة الكويتية زار موقع صÙوان لـ«الشرق الأوسط»: «إن الجانب الكويتي مستعد لاستضاÙØ© كل من تكتمل تأشيرة جواز سÙره، لأن (مدينة الØجاج) أعدت لاستقبال آلا٠الزائرين وهي جيدة وخدماتها متواصلة ومجانية».
وكان يمكن لهذا Ø§Ù„Ø§Ù‚ØªØ±Ø§Ø Ø£Ù† يساعد ÙÙŠ ØÙ„ إشكالية البقاء ÙÙŠ العراء، إلا أن الجانب العراقي رأى إن دخول الØجاج بهذا الشكل (المتÙرق) إلى الكويت يعيق عملية البØØ« عن الجوازات المÙقودة، ويظل الØجاج بدون اتصال مع المتعهدين ومع أهاليهم ومواطنيهم . . ولكن Ø§Ù‚ØªØ±Ø§Ø Ø§Ù„Ø¹Ù‚ÙŠØ¯ الكويتي كان جديرا بالاهتمام والدراسة.
ÙÙŠ الكويت كانت الاستعدادات واضØØ© لان مدينة الØجاج مقامة هناك منذ أكثر من عشرين سنة، وأدخلت عليها عمليات تجديد، ÙأصبØت العمارات السكنية والخيام الكبيرة مؤهلة لاستيعاب اكبر عدد من الØجاج وتقديم الخدمات المجانية إليهم . . إلا أن المقارنة ÙÙŠ هذا المجال لا تنطبق على الجانب العراقي الذي أقام مخيمات غير ملائمة، ÙÙŠ Øين Ø£ØµØ¨Ø Ø§Ù„Ù…ØªØ·ÙˆØ¹ÙˆÙ† الشباب Ø£Ùضل من يقوم بالخدمات، إضاÙØ© إلى البيوت التي ÙتØت أبوابها لاستقبال واستضاÙØ© الØجاج مهما طال بقاؤهم . . وكانت للØجاج ÙÙŠ صÙوان ÙسØØ© من الØرية، رغم المشاق، ÙÙŠ Øين كان وجودهم ÙÙŠ الكويت Ù…Øددا بالمخيم . . ومع ذلك قال الØاج عبد الستار Øسين متسائلا «لماذا عندهم هكذا منشآت ÙÙŠ الكويت . .ØŸ لماذا كان صدام Øسين نائما، بل غائب الوعي عن شعبه طيلة هذه السنوات . .ØŸ لماذا Ø£Ùقرنا إلى هذا الØد، بØيث نرى هذا المخيم المتواضع شيئا كثيرا . .! ألم يكن بمستطاعه بناء مدن للØجاج يتم تجديدها وتوسيعها ÙÙŠ كل سنة - كما تÙعل دول العالم المتØضرة»؟ وبعد تساؤلاته يقول: لقد دÙÙ† صدام شعبه ÙÙŠ الØياة . . والآن يدÙÙ† Ù†Ùسه. رØلة الØج لهذه السنة لا تخلو من المÙارقات . . ويبدو إن الجميع أعلنوا اتÙاقا (من دون اتÙاق) على نبذ الطائÙية وعدم الخوض ÙÙŠ أية أمور خلاÙية.
قال Øسين عبود الكاظمي رئيس بعثة الØج لإØدى قواÙÙ„ الكاظمية: «الØج Øج، وان اختلÙنا ÙÙŠ بعض الجزئيات . . ولكن علينا الآن أن نوØد الكلمة . . وان نقول جميعا (لبيك اللهم لبيك) وندعو للشعب والوطن والأمة».
أضا٠الكاظمي: «عيب أن ÙŠÙرق المرء بين أبناء الشعب وخاصة ÙÙŠ أمور ومناسبات دينية عزيزة كالØج . . Ùكلنا نقول «نلتزم سنة الرسول الكريم».
ومع الاتÙاق غير المعلن تبرز مجادلات Ø·ÙÙŠÙØ©. قال الØاج الشاب عمار ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„ÙƒØ¹Ø¨ÙŠ: «أهم مكسب Øصل عليه الØجاج هذه السنة عدم الالتزام بشروط العمر، وعدم الالتزام بشرط المØرم (بالنسبة للنساء)ØŒ لذلك Ùان نسبة الØجاج الشباب كبيرة ÙÙŠ هذه السنة».
ورد عليه اØد الØاضرين: «ولكن الشيوخ يجب أن يؤدوا Ùريضة الØج . . Ùليس هناك متسع من العمر».
وقال الكعبي: «الأعمار بيد الله . . ولكن مجتمعا Ùيه نسبة كبيرة من الØجاج الشباب Ø£Ùضل بلا شك من مجتمع ليس Ùيه من الØجاج سوى الكهول ورجال المخابرات . . ÙيرØÙ„ الكهول وتبقى الساØØ© لرجال المخابرات . . إن الإكثار من عدد الشباب الØجاج مسألة مهمة جدا، لأنهم يستطيعون تأدية رسالة، ولأطول مدة، غير إن إلغاء شرط المØرم يناÙÙŠ الشريعة ويوقع الØجيج ÙÙŠ مطبات هم ÙÙŠ غنى عنها».
الØاج عمار يضرب مثلا بالسيدة المسنة (كعيدية سلمان) ÙÙŠ القاÙلة 43 وقال: ÙÙŠ صÙوان تأخر جواز سÙرها يوما كاملا وظلت القاÙلة أسيرة للجواز. وعندما Øان وقت الانطلاق من مدينة الØجاج ÙÙŠ الكويت إلى المطار اضطرت القاÙلة للتأخر لان كعيدية غادرت الØاÙلة لتأخذ استراØØ© ÙÙŠ ساØØ© بعيدة، وعندما تم العثور عليها لم يكن بمستطاعها السير إلى الØاÙلة بشكل متواصل، وكانت تجلس للاستراØØ© كل عشرة أمتار، مما اضطر بعض الشباب إلى Øملها وجلبها إلى الØاÙلة. ولو كان معها Ù…Øرم لما تصرÙت هكذا . . ثم تسببت كعيدية ÙÙŠ Øجز القاÙلة 43ØŒ ليلة كاملة ÙÙŠ مطار جدة لأنها Ùقدت جواز سÙرها مما استدعى إصدار ورقة دخول لها، وظل متعهد القاÙلة Ù…Øجوزا معها إلى أن استكملت الإجراءات، وجاء بها إلى القاÙلة ÙÙŠ اليوم التالي لتبدأ رØلة جديدة من المشقات معها من اجل القيام بمراسم العمرة والØج».
على الرغم من بعض المعوقات كانت رØلة الØج ممتعة. ÙالØجاج غير مضطرين الآن لتكريس جزء كبير من أوقات عبادتهم للدعاء لصدام ونظامه . . والØجاج أعلنوا ÙˆØدة ضد الطائÙية المقيتة . . والمشكلات التي واجهوها كانت سببا لتقارب اكبر بين الأشقاء العرب، Øيث أثمر التعاون العراقي - السعودي بشكل خاص توÙير سكن ممتاز للØجاج العراقيين، بخدمات متكاملة، واهم ما Ùيه انه كان هذه المرة قرب الØرم المكي، مما ÙŠØªÙŠØ Ù„Ø²Ø§Ø¦Ø±ÙŠ الديار المقدسة صر٠وقتهم كله تقريبا ÙÙŠ العبادات.
|
Back
to main page |
Back
To Top
Copyright © A S Shakiry and TCPH Ltd. |
|