حول الرسومات المسيئة للإسلام
10/02/2006

عزيزي القارئ،

تقوم الآن ضجة عالمية بسبب الإساءة المقصودة لشخص النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، وهي إساءة تتكرر بصور مختلفة وفي أماكن عديدة، وتهدف إلى إثارة مشاعر المسلمين، وتصاحب تلك الإثارة ضجة إعلامية غربية لإظهار المسلمين في صورة سلبية سلبية. وشأن كل رد فعل، فإن بعض المواقف لا تكون مدروسة، لأنها مشاعر جماهيرية وتلقائية وتعبر عن عمق إلتزام المسلمين بدينهم وقرآنهم الكريم ونبيهم الخاتم للرسالات والمتمم للديانات السماوية. وكل هذه المواقف مفهومة، وهي لم تكن قد إبتدأت الهجوم، ومع ذلك فإنه ينبغي اتباع الحكمة في التصرف في جميع المواقف وضبط النفس بحيث لا يستدرج المسلمين إلى نقاط لا يحسن بهم الوصول إليها.

لقد كان للرسومات الإستهزائية أثرها السيء في إحدث فجوة كبيرة بين العالم الإسلامي والغرب، ولعل هذا واحد من أهم أهداف الحملة المقصودة. وقد جرى خلال أكثر من عقدين من الزمن عمل متواصل وكبير لبناء جسور الثقة بين العالمين رغم جميع الإستفزازات. وقد ساهمت السياحة الإسلامية، من خلال مجلتها وموقعها الألكتروني، وبخمس لغات، أربع منها أوروبية، في تعريف الغرب بالشرق والعكس أيضا. والمجلة تفتخر بأن كتابها، وهم من أقطار متباينة وأديان مختلفة ولغات متعددة، قد اجتمعوا على صفحاتها لبناء مستقبل منفتح على جميع الثقافات واثقين من وجود مشتركات كبيرة بين الثقافات، ينبغي أن تشجع العناصر الإنسانية الشاملة فيها، وتلافي الممارسات المحلية السلبية التي يكفي الحوار والتفاهم المتبادل لتجاوزها.

ونحن في السياحة الإسلامية نعلم أن ما حصل هو عمل مقصود تقوده قلة قليلة من القوى المتحكمة بالرأي العام الغربية، وهي تستغل مقولات عامة ومطلقة لتحريك الفتنة وتوسيع الهوة بين العالم الإسلامي والرأي العام الغربي. ونعلم أيضا أن هذا التصرف السيئ ليس عملا منفردا ولكنه يأتي ضمن نسق متكرر خلال العقدين الآخرين، ولكنه يبقى دائما عمل أقلية تسعى إلى توتير علاقات العالنم الإسلامي مع الغرب. ولكننا على ثقة بأن الرأي العام الغربي قد تعلم من تجاربه الأليمة منذ الحرب العالمية الثانية فطور أفكارا تصب في اتجاه التعددية واحترام الثقافات وخلق الكثير من المؤسسات التي تحاول بناء جسور الثقة والتفاهم بين الشعوب. وينبغي أن لا تكون الضجة الحالية سببا في تعطيل عمل الإتجاهات الخيرة في الغرب والرأي العام الغربي، خصوصا الأوروبي، الذي يبدي تعاطفا كبيرا مع قضايا العرب والمسلمين.