معارض لندن السياحية العالمية تجذب اهتمام الأقطار الإسÙ
03/03/2006

لندن-كارين دابروفسكي

لقد كانت الدول العربية والإسلامية متشوقة لحضور معرضي لندن السياحيين العالميين: معرض المغامرات السياحية والرياضية (13/1/2006)، ومعرض الوجهات السياحية (2-5/2/2006). وقائمة الدول التي شاركت في المعرضين تشمل: الإمارات، تركيا، المغرب، تونس، باكستان، ماليزيا، إيران والعراق.

وواحدة من الجهات التي امتازت بشعبية عالية بالنسبة لوكلاء السفر في المعرضين هي أواسط آسيا، حيث حاز طريق الحرير على كامل اهتمام المعرض. وعرضت شركة سانداونيرز برامج متنوعة لسياحة طريق الحرير ومنغوليا، والتي تصفهما بأنهما يمثلان "مغامرة لا تنسى وليس مجرد عطلة". وأما شركة دوستوك تريكنك التي تأسست قبل 14 عاما والمتخصصة في السفرات إلى قرغيزيا، فيقول ممثلها جون دوكير للسياحة الإسلامية: "نستلم الأسئلة المختلفة من الراغبين في التسلق وركوب الخيل. وهناك امرأة وصديقها وقد زارا البلد قبل 20 عاما ويريدان الذهاب مرة أخرى. كما أننا تلقينا سؤالا حول الموسيقى القرغيزية".

وربما يكون المنافس الجاد الوحيد لجبال أواسط آسيا الرائعة هو شمال باكستان، حيث تلتقي خمسة جبال، هي الأعلى في العالم. والطريق الذي يقود إلى القرى النائية قد استغرق بناؤه 12 سنة. وشركة كاراكورم جيب تريكز العالمية تعرض برنامجا للسفر يمتد إلى 21 يوما ويشمل السفر إلى أربعة آلاف كيلومترا تمر بكاراكورم، والهملايا، وهندوكوش في شمال باكستان، وهي أعلى سلسلة جبال في العالم.

والوعي بأهمية السياحة والسفر كان بارزا في المعرضين. وقد أكد معظم وكلاء السفر على ضرورة احترام الثقافات والعادات المحلية، وضرورة أن يقوم السياح بإفادة المناطق التي يزورونها. وحسبما تقول منظمة تورزم كونسيرن فإن السياحة هي واحدة من عوامل الفقر أحيانا أو أنها تساعد على تفاقمه. والرسالة التي يبعث بها العالم الثالث هي واضحة وصاخبة: "نريد السياح، ولكننا في الوقت الحاضر لا نستفيد منهم". ويجد الأهالي في كثير من الأحيان أن السياحة قد فرضت عليهم من قبل حكوماتهم، والمستثمرين الأجانب وتجار السياحة. وهناك القليل من الربط بين السياحة، خصوصا تلك التي تتم على نطاق كبير، والصناعة المحلية، أما الزراعة والموارد الطبيعية فهي تشمل أحيانا باهتمامات السياحة ولكن بصورة غير مشروعة. وتجري أحيانا مصادرة التراث الثقافي وتسويقه. والسياحة الشاملة، التي تتم عن طريق سيطرة الشركات المتعددة الجنسيات، تستبعد الأهالي والأعمال المحلية وربما ستكون في النهاية كارثة عليهم.

وقد تم إحياء العديد من الوجهات السياحية عن طريق الموسيقى، والرقص وأزياء العارضين الوطنية. وقد لبس المغامرون أحذية التسلق وأبدوا بعضا من مهاراتهم في التسلق داخل القاعة، بينما بقي الأقل اندفاعا نحو المغامرة قانعين بالعديد من الأكلات الغريبة والتي بدأت تنافس وجبات الطعام والمطاعم داخل المعرض، لا سيما في معرض الوجهات السياحية.

وقدمت الدول الإسلامية نشاطات جذابة متعددة خلال معرض المغامرات، فقامت تركيا بالتركيز على كسوف الشمس، وعرضت مصر تحديات دورة النيل، وركزت باكستان وقرغيزيا على التجول في الجبال المدهشة، وقدمت عمان نشاطات متخصصة مثل مشاهدة الطيور. وكانت مغامرات الطبيعة من اختصاص ماليزيا التي وفرت معلومات عن المشي في الغابات، واكتشاف الكهوف، والتجديف في القوارب المطاطية، والغوص وتسلق الجبال وكذلك اكتشاف الطبيعة الوعرة، ومشاهدة الطيور. وسوقت رأس الخيمة وجهتها السياحية تحت شعار: "ثقافة عربية أصيلة". وتم عرض سفرات إلى كردستان العراق للمرة الأولى.

جيف هان، صاحب شركة هنترلاند، المتخصص في رحلات أفغانستان والعراق وكشمير، متفائل دائما بالمستقبل. والسفرات إلى العراق غير ممكنة في الوقت الراهن ولكن دليل ما بين النهرين قد تمّ طبعه في توقع لمستقبل وضّاء، وقد قام هان بتنظيم أول رحلات إلى الأجزاء الكردية من تركيا، وإيران والعراق.

وحسبما أفادتنا نسرين هارس، من شركة بيرشيان فويج العالمية، أن الحملة السلبية القائمة حاليا حول إيران ليس لها الأثر الذي يراد إحداثه لدى الراغبين في السفر إلى هناك، و"أن الراغبين في السفر سوف يسافرون". وأما شمال قبرص فهو ما يزال يعاني لأنه لا يوجد طيران مباشر يسمح به إلى القسم التركي، ولكن التطويرات قائمة بغض النظر عن ذلك.

وأخذت السياحة الليبية تنمو من قوة إلى قوة، وهي، حسبما يقول كريغ باغولي، مسؤول الإعلام في شركة أركنو تورز: أصبحت "وجهة ساخنة جدا". وستون بالمائة من السياح يرغبون بزيارة المواقع الآثارية، بينما يرغب أربعون بالمائة في زيارة هذه المواقع والصحراء.

في عام 1997 أصبح فيل هاينز، من شركة لايف ترافل، أصغر شخص يزور الأقطار المستقلة في العالم وعددها 193 قطرا. وقد شملت زياراته جزيرة سوقطرة المشهورة بتنوعها البيولوجي.

وقد كشف وكلاء الوجهات السياحية عن أنه لا يوجد في لغتهم شيء اسمه "المستحيل". وقامت شركة بريطانية متخصصة برحلات الصين بقبول التحدي وذلك بتنظيم سفرة لنحو ستين طبيبا بنغلاديشيا يقيمون في بريطانيا تأخذهم فيها إلى الصين. وأكبر عقبة هي الطعام النباتي، ولكن الأطباء مصرون على رؤية البلد.