حلب عاصمة للثقافة الإسلامية
03/03/2006

فادي قسطلي – حلب / سوريا

بقرار من منظمة المؤتمر الإسلامي تم اختيار مدينة حلب لتكون عاصمة الثقافة الإسلامية عام 1427 هـ/ 2006م، وذلك لتوفر المعايير المعتمدة للاختيار من تراث عمراني، ورصيد ثقافي وعلمي وفني، ودور اقتصادي.

وتمثل حلب نموذجا للمدن الإسلامية في التسامح الديني والاعتراف بالآخر والعيش المشترك بين شتى الأديان والأعراف والمذاهب تحت مظلة حضارة إنسانية رفيعة استوعبت كل الحضارات السابقة في إطار الحضارة الاسلامية المرنة الداعية إلى الحوار والحكمة والموعظة الحسنة.

كما تمثل حلب نموذجا للمدن الإسلامية بعمارتها الإسلامية عبر العصور منذ عام 16 هـ حتى اليوم مرورا بالعصرين الأموي والعباسي بما فيهما من فترات حمدانية وسلجوقية وزنكية وأيوبية، ثم العصر المملوكي، ثم العصر العثماني، بما تشكله تلك العمارة من وظائف متنوعة كالقلعة والأبواب والأسواق المسقوفة والخانات والجوامع والكنائس والحمامات والبيمارستانات والمدارس والتكايا والبيوت الأثرية. ولكل فترة فيها شواهد معمارية واضحة مما حدا بمنظمة اليونيسكو إلى تسجيل حلب كواحدة من أهم المدن الإسلامية منذ ربع قرن تقريباً.

ومن ناحية ثانية قدمت حلب في تاريخها تراثا فكريا غنيا من خلال بلاط سيف الدولة الحمداني الذي عرف أوائل أعلام الفكر كالفارابي والخوارزمي والمتنبي والأصفهاني، وبلاط الظاهر غازي الأيوبي.

وخلال أكثر من ألفي عام كانت حلب أهم محطة تجارية على طريق الحرير الدولي وطريق كل الفعاليات الاقتصادية الأخرى.

وتستعد حلب للاحتفال بهذه المناسبة من خلال حملة من الأنشطة، منها حفل الافتتاح الضخم في 16/3/2006، وثماني ندوات علمية دولية على مدى عام ‏2006‏‏، و150 محاضرة موزعة على منابر المدينة والجامعة، ومسابقات لحفظة القرآن الكريم والحديث الشريف، وطباعة أكثر من 100 كتاب حول حلب والمناسبة، وترميم وتأهيل 20 مبنى من المباني الأثرية لاستخدامها في الاحتفالات، وتنظيم معارض للفن التشكيلي والتصوير الضوئي والمخطوطات والوثائق والأزياء والصناعات التقليدية والأطعمة، ومعرض ضخم للكتب، ونشاط إعلامي وفني مكثف من خلال إقامة حفلات موسيقية ومسرحية وسينمائية.