مدينة بكين وسورها العظيم
03/03/2006

بكين – معتز عثمان

بكين ليست فقط عاصمة إحدى الدول العظمى في عصرنا هذا، بل هي مدينة أثبتت عظمتها عبر التاريخ ومنذ آلاف السنين وفيها من المعالم الأثرية والتاريخية ما يحتاج وصفه إلى كتاب كامل. والحديث عن المدينة المحرمة أو قصور الملوك والأباطرة، ومنها القصر الصيفي الشهير، والمعابد التاريخية القديمة، ومنها معبد الجنة والمدينة القديمة أو زيارة متاحفها والعروض الفنية فيها وأسواقها التجارية وغيرها، حديث شيق وذو شجون. وهذا هو السبب في أن الرحلات السياحية التي تنظم إلى بكين تستغرق 5 أيام في أقل تقدير حتى يتمكن الزائر من زيارة معالمها السياحية والأثرية.

ونظرا لضيق الفترة التي أمضيتها في بكين، ولانشغالي في معرض بكين السياحي الدولي، فقد قمت فقط بزيارة سور الصين العظيم والذي لا تكتمل زيارتك إلى الصين دون مشاهدته، كما قمت بالتجول في أسواقها التجارية.

سور الصين العظيم

كان الصراع بين بني البشر في القرون السابقة أكثر دموية، وذلك لأن اقتتالهم كان دائما وجها لوجه باستعمال السيف والرمح أو ما يطلق عليه في الوقت الحاضر "السلاح الأبيض". ويظهر هذا بوضوح من خلال البانوراما التي صورت المعارك التي كانت تحدث على سور الصين والموجودة على المدخل الرئيسي. وإذا كانت الأمم في السابق تبني قلاعا وحصونا على مساحات محدودة فإن الصينيين القدماء بنوا سورهم منذ 2000 عاما بطول 6400 كم، ومن هنا تأتي عظمة هذا السور والذي يظهر وكأنه أفعى ضخمة تتلوى بين الجبال والسهول والوديان.

آلاف الزوار والسواح يحملون بأيديهم كاميرات التصوير وزجاجات المياه تواجدوا على درجات سور الصين والذي يبلغ عرضه 9 أمتار فيما يبلغ ارتفاعه 8 أمتار تقريبا.

يتم استيفاء رسوم الدخول من الزوار بقيمة 5 يورو تقريبا ومع الرسم يقدم لك كوبون بمثابة تأمين للحياة وضد الحوادث وذلك في حال تعرضك لأي مكروه نتيجة الجهد الذي ستبذله وأنت تسير على السور، وخاصة إذا قررت الصعود إلى واحدة من قممه العالية والتي كانت تستعمل كأبراج لمراقبة الأعداء. والتأمين دلالة على بعد النظر والحرص على راحة وسلامة وحياة الزوار.

وسور الصين من عجائب الدنيا، وقد قيل إن رائد الفضاء نيل أرمسترونغ سئل يوما ماذا شاهدت من معالم الأرض أثناء وجودك على القمر فقال سور الصين العظيم.

ويمكن الوصول إلى السور باستعمال المواصلات العامة أو الحجز مع إحدى الرحلات السياحية الداخلية. وبالمناسبة فإن الطريق إليه منظم وجميل جدا ومحاط بالجبال الخضراء، وذلك بعكس بعض عجائب الدنيا في دول أخرى والتي لم يجر الاهتمام بالطرق التي تصل إليها.