الدار البيضاء: مشاريع عقارية وسياحية بملياري دولار
14/04/2006

الشرق الاوسط: 08/04/2006

تعيش مدينة الدار البيضاء منعطفا حاسما في تطورها العمراني. ففيما انتهت صلاحية تصميم الهيئة الحضرية للمدينة السنة الماضية، لا يزال التصميم الجديد قيد الدرس والإعداد من طرف الوكالة الحضرية للمدينة، ولا يتوقع أن يدخل التصميم الجديد حيز التنفيذ قبل 17 شهرا. ولمواجهة الفراغ القانوني الناتج عن غياب تصميم الهيئة، والذي تسبب في الركود النسبي الذي ساد سوق العقار خلال السنة الماضية، لجأت السلطات إلى وضع نظام استثنائي لمنح التراخيص، الأمر الذي أدى إلى نوع من الانفراج في القطاع منذ نهاية العام الماضي حيث تم إطلاق العديد من المشاريع الضخمة التي كانت عالقة بسبب الفراغ القانوني. وعلى رأس هذه المشاريع «كازا سيتي سنتر» العقاري السياحي الضخم لمجموعة «أكور» الفرنسية في وسط المدينة، والذي حصل على الترخيص لبدء الأشغال بعد طول انتظار.

وفي انتظار التصميم الجديد قررت السلطات أيضا فتح مناطق جديدة للمشاريع العمرانية لمواجهة حالة الاختناق التي تعرفها المدينة وتخفيف الضغط العمراني. وفي هذا الإطار تم فرز نحو 5750 هكتارا جديدة للإعمار في أربع مناطق. وستستعمل هذه المناطق الجديدة في خلق أقطاب حضرية مندمجة لاستيعاب النمو العمراني لمجموعة الدار البيضاء الكبرى. ويتوقع أن يفسح المجال أمام القطاع الخاص المحلي والدولي من أجل المساهمة في تطوير هذه الأقطاب الحضرية الجديدة من خلال طلبات عروض لإنجاز المشاريع السكنية المبرمجة فيها.

وتقع المنطقة الأولى في منطقة زناتة، شمال شرق الدار البيضاء. وتصل مساحتها نحو 2200 هكتار. وتم إسناد مهمة تهيئتها وتطويرها لـ«صندوق الإيداع والتدبير»، وهو الهيئة المكلفة تدبير أموال الاحتياط الاجتماعي والتقاعد بالمغرب. أما المنطقة الثانية فتقع إلى الجنوب على الشريط الفاصل بين حدود المجال الحضري الحالي والطريق البرية الدائرية الرابطة بين مراكش والرباط. وتبلغ مساحة هذه المنطقة نحو 2000 هكتار.

وتقع المنطقة الثالثة في جنوب شرق الدار البيضاء باتجاه مدينة الجديدة، في منطقة الخيايطة، وتصل مساحتها نحو 1200 هكتار. فيما تقع المنطقة الرابعة في وسط النطاق الحضري للمدينة بين حي الألفة والحي الحسني، في الموقع الذي يشغله مطار آنفا المدني، والذي تقرر نقله إلى موقع المطار العسكري القديم في مدينة بنسليمان. وتصل مساحة هذه المنطقة إلى 350 هكتارا.

وبموازاة مع ذلك تعرف المدينة إطلاق مشاريع سياحية وعقارية ضخمة. وكشفت سلطات المدينة عن برنامج طموح لتنمية السياحة عام 2012، والذي تضمن استثمارات ضخمة بهدف الزيادة في طاقة الإيواء السياحي للمدينة من 9334 سريرا حاليا إلى 20 ألف سرير في 2012. ومن أبرز هذه المشاريع مشروع «كازا سيتي سنتر» لمجموعة «أكور» الفرنسية بقيمة 150 مليون دولار، والمشروع السياحي العقاري الضخم «مارينا الدار البيضاء» الذي تنجزه مجموعة «صندوق الإيداع والتدبير» بالشراكة مع «دبي الدولية للعقار» بقيمة 500 مليون دولار، ومشروع تهيئة العنق لمجموعة «دبي الدولية للعقار» بقيمة 250 مليون دولار. بالإضافة إلى ثلاثة مجمعات فندقية للغولف بنحو 200 مليون دولار. وتتضمن هذه المشاريع إنشاء وحدات فندقية ووحدات سكنية راقية ومبان للاستعمال الإداري ومساحات للترفيه والتسوق.

كما أعلنت «دبي الدولية للعقارات» عزمها على إنشاء برج «دبي كازابلانكا تاورز» بكلفة 600 مليون دولار، وذلك في موقع قريب من «مارينا الدار البيضاء» المحازية للميناء ومسجد الحسن الثاني. وسيكون البرج عبارة عن مجمع متكامل للأعمال والتسوق والسياحة والترفيه، إذ يرتقب أن يضم فندقا فاخرا ومجمعا للشقق السكنية والمفروشة إلى جانب مبان للمكاتب ومركز للتجارة والأعمال.