وزير السياحة الجزائري لـ"السياحة الإسلامية":بدائلنا لل
05/05/2006

الجزائر – منير الفيشاوي

لقاؤنا مع نور الدين موسى وزير السياحة بالجزائر تم ترتيبه بيسر على الرغم من انشغالاته وعمله الدائب منذ أن تولى منصبه قبل قرابة عام كامل. وحين التقيناه فسّر لنا استجابته الفورية للقائنا وهو يتصفح بعض أعداد مجلة السياحة الإسلامية بقوله:"نشكر لكم اهتمامكم بالسياحة في الجزائر وما أبرزتموه في أعداد مجلتكم الغراء من مقومات السياحة الجزائرية بصفة عامة ونحن نقدر دوركم الإعلامي الكبير وما تبذلون من جهود رائعة في هذا الصدد".

تلقينا هذا الوسام الأدبي من قمة الهرم السياحي بالجزائر وبدأنا في طرح أسئلتنا:

·       ما هي خلفية مسيرة السياحة الجزائرية منذ الاستقلال عام 1962 وحتى الآن؟

- منذ الاستقلال وحتى نهاية حقبة الستينات من القرن الماضي مرت الجزائر بمرحلة إعادة ترتيب أوراقها كدولة مستقلة ذات سيادة، وإبان السبعينات كانت الجزائر رائدة في السياحة حيث كانت سياحتنا معروفة لدى الأوروبيين من خلال منظمي الأسفار، وكانت معظم الاستثمارات آنذاك حكومية، وأنجزت الكثير في مجالات إنشاء المرافق السياحية والفندقية والتي ما تزال شاهدة على هذه الحقبة حتى الآن، ثم ألمت بالجزائر في أواسط الثمانينات مشاكل اقتصادية أثرت سلبا على مسيرة السياحة، إلى أن أتت العشرية السوداء التي مرت بالجزائر مما أخفت صدى السياحة الجزائرية، وبعد المصالحة الوطنية، وبالتحديد في العام 1999، صدر العديد من القوانين والبرامج التنموية والاقتصادية علاوة على الاهتمام بالثقافة وترميم الآثار، مما عكس الكثير من الإيجابيات على قطاع السياحة.

·       ولكن، هل تتبوأ مردودات السياحة الجزائرية مرتبة معينة ضمن أولويات مصادر الدخل القومي بالجزائر؟

- ليس بعد، ولكن منتوجات السياحة الجزائرية المتعددة والقادرة على تحقيق أعلى درجات الجذب السياحي الأجنبي والعربي، قادرة في المستقبل القريب بإذن الله على تحقيق ما نصبو إليه من رقي في هذا القطاع الهام كي يسهم في مضاعفة الدخل القومي بالجزائر، خصوصا وأن لدينا سياسة استراتيجية عشرية حتى العام 2015.

·       وما هي أهم ملامح هذه السياسة الاستراتيجية العشرية؟

- تعتمد تلك السياسة على أربعة محاور رئيسية هامة:

المحور الأول: استدراك النقص في البنية التحتية المرتبطة ارتباطا مباشرا بعملية السياحة. المحور الثاني: رفع مستوى الخدمات. المحور الثالث: التكوين، أي تأهيل الكوادر السياحية لإدارة عملية السياحة في كافة مرافقها. المحور الرابع: الترقية، أي توسيع دائرة الإعلام عن السياحة الجزائرية عالميا، والترويج السياحي للجزائر.

·       وما هي الأساليب التي تتبعونها في الترويج للسياحة الجزائرية؟

- المشاركة في أهم المعارض والمحافل الدولية المتخصصة في السياحة والسفر في كافة أنحاء العالم، والتركيز على البلدان المصدرة للسياح خصوصا المهتمة منها بالجزائر، علاوة على تنظيم رحلات للصحفيين والإعلاميين بالصحف وأجهزة الإعلام العربية والأجنبية، بالإضافة إلى إقامة "صالون السياحة والسفر بالجزائر"، وكذلك إقامة المهرجانات السياحية الدولية بالجزائر في العديد من ولاياتها ذات الطابع السياحي.

·       ما هي أهم الأسواق التي تركزون عليها في الترويج وتحقيق الجذب السياحي إلى الجزائر؟

- نركز حاليا على الأسواق التقليدية وفي مقدمتها أوربا لاشتراكها معنا في العديد من العوامل كالجغرافيا واللغة وقرب المسافات والمناخ.

·       وما هي أهم منتوجات أو أنماط السياحة الجزائرية التي قصدتموها؟

- تنعم الجزائر بعوالم متعددة من السياحات، كالسياحة الجبلية على قمم وسفوح جبال الأوراس السرمدية المتناثرة في أنحاء شتى بالجزائر، وسياحة شاطئية على امتداد حوالي 1200 كم من السواحل المطلة على البحر المتوسط، وسياحة مزارات دينية إسلامية في كل أنحاء الولايات الجزائرية وفي مقدمتها مسجد عقبة بن نافع الفهري، والزاوية التيجانية التي يبلغ أتباعها حوالي 300 مليون شخص في أفريقيا وغيرها، ولدينا أيضا السياحة "الحموية" (واسمها مستقى من كلمة "حمامات") حيث يوجد بالجزائر أكثر من 200 نبع مياه معدنية علاجية لها باع وصدى كبيرين لدى الجزائريين، ناهيكم عن السياحة الصحراوية.

·       هل ترون أن التعليمات والقوانين المتعلقة بالنقد الأجنبي والتعامل فيه والمعمول بها حاليا مشجعة على جذب الاستثمارات العربية والأجنبية إلى الجزائر؟

- طبعا، فالجزائر أخذ في ميدان الاستثمار العديد من التدابير الشجاعة والتحفيزية الكفيلة بجذب المستثمرين إليها، وفي مقدمتها قانون الاستثمار 2001 الذي يوفر الأمان للمستثمرين، ولدينا مجلس وطني للاستثمار يضبط كافة الأمور النقدية والتعاقدية ودراسة ملفات المشروعات الهامة، والدولة ترفع شعار: "بدائلنا للتنمية.. السياحة والفلاحة".

·       إلى أي مدى وصلت أساليب التعليم والتأهيل المتعلقة بكافة أطراف عملية السياحة والفندقة؟

- لقد طورنا وأعدنا النظر في التعليم والتأهيل السياحي، وأبرمنا اتفاقات مع العديد من الجامعات الدولية المتخصصة. ولدينا برامج للتكوين والتأهيل ودراسة الحرف والفندقة والإطعام. ونتحاور حاليا مع الجامعات بالجزائر لإنشاء كليات وأقسام بها لإدارة الفنادق والهندسة السياحية وما شابه.

·       ما هو دور القطاع الخاص في عملية السياحة؟

- السياحة حاليا معظمها قطاع خاص، حتى المنتمية منها للقطاع العام أو الحكومة حاليا معروضة للخصخصة، وسيقتصر دور الدولة مستقبلا على التنظيم والترويج والإشراف والرقابة.