أين الخروف؟ضيافة رجل الأعمال المسلم في الفنادق الغربيØ
05/05/2006

بقلم ثروت أبوريا

ثوب عربى طويل يرفرف عندما يصعد من يرتديه سلالم الطائرة المنتظرة!

عقد يتم توقيعه مع تناول قهوة عربية بدل ثلاثة كؤس مارتيني مع الغذاء!

إن النجاح فى العلاقات التجارية والعمل فى الشرق الأوسط يحتاج للإحساس بهذه الاختلافات، خاصة فى مجال السياحة والفندقة، حيث من الأهمية استقبال العملاء ورعايتهم بـ"بيت كبيتهم" كما يقال.

لاتنخدع بالعقال والثوب لأن الجيل الجديد من العرب لم يولد فى خيام أو تربى على ركوب الجمال. إن زعماء الأعمال والسياسة منهم فى الغالب تعلموا فى الغرب، وعندهم عادات مؤرخة لمهاراتهم التجارية، هذا بالإضافة لحصولهم على شهادات فى إدارة الأعمال التجارية من جامعات انجليزية أو أمريكية. وللأسف فإن الخبرة علمتهم أن يتوقعوا أن يعاملهم رجل الأعمال الغربى باستعلاء وكأنه يمن عليهم بالمساعدة. لهذا فانه يجب على مندوب الأعمال الغربى أن يساعدهم على التخلي عن عدم الثقة بين الطرفين.

الحسّاسيّات الثقافية حاليا ملتهبة بسب نشر الرسوم الكاريكاتورية الدنماركية ساقطة السمعة. يمكنك أن تعتقد أن حرية الرأى هو حق بلا حدود لتقول أو تنشر أى شيء حتى لوكان بذيئا، أو أن تعتقد أنه هناك خط أدبي خفي لا يجب عبوره، وحتى لو عبرته لكان ذلك قانونيا تماما. أما في صناعة السياحة فنحن عندنا واجب أيضا في أن نكون مستضيفين ونظهر الاحترام المخلص وأن نكون على معرفة جيدة بعقيدة الآخرين وعادتهم.

كثير من العرب يحافظون على دينهم وتقاليدهم حتى عندما يأخذون طريقهم إلى عالم العمل الخارجى. لذلك فإنه فى بعض الأوقات يكون صعبا على الغربى، خاصة إن كان مسيحيا ولا يتكلّم العربية أن "يصهر الثلج" مع عميل مسلم يتكلّم العربية. المجاملة –أو الإهانة- تؤثر على المسلم، والعلاقات الاجتماعية مهمة. الصبر مفتاح الفرج، مثل عربي، وهذا معناه شرب الكثير من القهوة قبل مناقشة العقد، ولكن بعدما يتم توقيعه فإن العلاقة ستدوم.

هناك طرق لتهيئة الجو فى فنادق الشرق الأوسط أو بأنحاء العالم، خاصة التي ينزل بها الشرقيون، وذلك عن طريق توظيف شرقيين للعمل بها. وغالبا ما تنجح العلاقات التي يمتلكها الموظفون الشرقيون، خاصة إذا ما وصل هؤلاء للمراتب العليا بوظائف فى المبيعات والتسويق. وسوف يساعد هذا بالتأكيد على إقناع الدولة المضيفة أنك تريد التعامل معهم وليس بدونهم.

جنسيات الموظفين فى الفنادق مهمة أيضا، ففي إحدى المرات سألني رجل أعمال سعودي لماذا يجب عليه النزول بفندق غربي بالسعودية والإمارات وهو لا يستطيع الطلب فيه بلغّته لأن الموظف لا يتكلم العربية (يتكلم الإنجليزية أو الأوردو فقط). وهناك الكثير من مواطني بلدان مثل مصر والسودان واليمن الذين لهم الاستعداد للتغرب والذين يمكن توظيفهم للعمل بالسعودية أو فى الإمارات العربية. التدريبات والعلاوات يمكنهما زيادة الولاء للشركة ويبني مجموعة من المؤهلين إقليميا.

من خلال الفنادق يمكن تفصيل الخدمات لجذب رجال الأعمال العرب مع إعطاء الصبغة العربية بدون حسّاسيّة، فمثلا نجد طبعات الإنجيل المجيد متوفرة في الفنادق الأمريكية في كل أمريكا، فلماذا لا يوضع القرآن الكريم فى الفنادق في البلاد المسلمة؟ ويمكن لصق علامة صغيرة للإرشاد إلى الكعبة المشرفة بمكة. من السهل توفير منشورات بتوقيت الصلاة اليومية وأماكن المساجد القريبة من الفندق، وربما حتى سجادة صلاة فى الغرفة نفسها.

 Ø§Ù„مطاعم عامة تهتم بشهر رمضان الكريم ولكن هناك أعياد إسلامية أخرى تحتاج لاهتمام مماثل. ورجال الأعمال الأمريكان، عادة، يجيدون توفير وجبات الطعام بمناسبة عيد ميلاد السيد المسيح (ع) وعيد الشكر، ومن المفترض أن يتاح لنظرائهم من العرب أن يتمكنوا من طلب لحم الضان (خروف أيام عيد الأضحى) من قائمة الطعام وأطباق أخرى خاصة بمناسبة عيد ميلاد الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم). 

عادات الإسلام وشرائعه وتقاليده العريقة تحكم العمل والمجتمع فى الشرق الأوسط كله، والاهتمام الصادق للغرب بهذه التفاصيل يمكن أن يصبح بابا مثل علي بابا "افتح يا سمسم"؛ يفتح الآفاق لرجال العمل الغربيين الذين يريدون التوسع في الشرق الأوسط.

* ثروت أبو ريا مستشار سياحي ومؤسس شركة "ترافل بزنيس":