أبوظبي- الØياة - 08/05/06//
ماذا تÙعل إن كنت مدير Ùندق واكتشÙت أن ÙÙŠ مكان قريب منك دÙنت لأكثر من ثمانية ملايين سنة ناب Ùيل يبلغ طولها Øوالي ثلاثة أمتار كاملة؟ ليس ذلك Ùقط، Ùهناك أيضاً: جمجمة ظبي، وأجزاء مختلÙØ© من جمجمة ÙˆÙÙƒ تمساØØŒ وأجزاء من زراÙØ©ØŒ ÙˆÙÙƒ وعظمة ساق Ù„Ùرس النهر، وأجزاء من Øصان وضبع، وناب لقرد، ونعامة Ùˆ بقايا لأØد أنوع القطط الكبيرة... وكلها تعود الى Øقبة يسميها علماء الجيولوجيا «العصر الميوسيني المتأخر». ÙÙŠ ذلك العصر كانت مدينة أبو ظبي، عاصمة دولة الإمارات، والمنطقة المØيطة بها، عبارة عن سهول ساÙانا غنية بالأشجار والأنهار البطيئة الØركة، تماماً مثل منطقة شرق Ø£Ùريقيا اليوم. وكانت تضم عدداً من الØيوانات مثل الأÙيال ÙˆØ§Ù„Ø²Ø±Ø§Ù ÙˆØ§Ù„ØªÙ…Ø§Ø³ÙŠØ ÙˆØ§Ù„ØºØ²Ù„Ø§Ù† والخيول والنعام وأنواع أخرى عديدة!
اليوم، بعد مرور ملايين السنين على تلك الØقبة، والتØوّل الكبير الذي طرأ على البيئة الجغراÙية لأبوظبي، و»الصØراء» التي Øلّت مكان «الساÙانا»، تتجه الهيئات البيئية المتخصصة، بالتعاون مع خبراء الآثار والترÙيه، لدراسة وتنÙيذ مشاريع متعددة تهد٠الى الاستغلال السياØÙŠ الأقصى لـ «منجم» الأØÙورات ÙÙŠ تلك المنطقة، من بينها إقامة الÙنادق والمنتجعات، وتنظيم الرØلات السياØية، واستهدا٠Ùئات متنوعة من العملاء، بدءاً من Ø§Ù„Ø³Ø§Ø¦Ø Ø§Ù„Ø£ÙˆØ±ÙˆØ¨ÙŠ أو الآسيوي الشغو٠بـ «سياØØ© البيئة» (الايكو توريزم)ØŒ مروراً Ø¨Ø§Ù„Ø³Ø§Ø¦Ø Ø§Ù„Ø¯Ø§Ø®Ù„ÙŠØŒ وصولاً الى تلامذة المدارس وطلاب الجامعات. وقبل ذلك كله، العائلات التي تريد «الهروب» من الÙنادق التقليدية المزدØمة والصاخبة، بØثاً عن مزيد من الخصوصية ÙÙŠ تجربة سياØية طبيعية.
يدير علي ØµØ§Ù„Ø Ùندق «المرÙأ» ÙÙŠ أبو ظبي، ويعبر عن سعادته بذلك «الغنى الطبيعي» من الØيوانات والنباتات النادرة التي تتواجد ÙÙŠ Øدائق الÙندق، والمناطق المØيطة بها، ناهيك عن الأØÙورات الأثرية. كذلك ينظر بعين الÙخر الى طاقم موظÙيه المدرب، وهو يهدي نسخاً من اسطونات مدمجة وكتب مزينة بصور ملونة الى زوار الÙندق، ÙˆÙيها شروØات تÙصيلية لكل نوع من النبات أو الØيوانات التي «تساكنت» معهم ÙÙŠ Ùترة اقامتهم ÙÙŠ الÙندق. يقول: «اقبال الناس على زيارتنا Ùيه أيضاً هد٠يتجاوز التجاري. انه دعم Øقيقي للسياØØ© البيئية».
السياØØ© البيئية، كانت الى وقت قريب Ù…Øطة «باهتة» على الخريطة الاماراتية التي تتسع لسياØات أخرى أكثر بريقاً منها السياØØ© الترÙيهية التي تعتبر امارة دبي قبلتها ÙÙŠ الدولة، والسياØØ© العائلية التي تستØوذ أبوظبي على الØصة الأكبر منها، والأثرية ÙÙŠ مدينة العين والثقاÙية (ان جاز التعبير) ÙÙŠ مدينة الشارقة. اما «سياØØ© الشمس» التي تركز على الاسترخاء على الشواطئ والاستمتاع بأشعة الشمس وجو البØر، Ùهي منتشرة ÙÙŠ أكثر من مدينة إماراتية وتعتبر الأكثر جذباً Øتى اليوم. إلا أن وضع السياØØ© البيئية بدأ بالتغير مع مطلع تسعينيات القرن الماضي، بالتزامن مع الاكتشاÙات التي عرÙتها أبوظبي ومØيطها.
ÙÙŠ تلك الÙترة، أزاØت مسوØات أجراها باØثون من متØ٠لندن للتاريخ الطبيعي وجامعة ييل الأميركية بالتعاون مع Ùريق Ø§Ù„Ù…Ø³Ø Ø§Ù„Ø£Ø«Ø±ÙŠ لجزر أبوظبي، الستار عن وجود العديد من الأØاÙير مثل أسنان وجماجم لعدد من الÙيلة، وجماجم Ù„ØªÙ…Ø§Ø³ÙŠØ ÙˆØºØ²Ù„Ø§Ù†ØŒ وأسنان Ù„Ùرس النهر وخيول، وغيرها. وظل التكتم الرسمي Øول هذه الاكتشاÙات سارياً طيلة خمسة عشر سنة كاملة، Øين تم الإعلان عنها ÙÙŠ بداية العام الØالي. وللمرة الأولى عرضت نماذج من الأØاÙير الأكثر أهمية ÙÙŠ معرض «اØاÙير العصر الميوسيني المتأخر»، ÙÙŠ المنطقة الغربية بإمارة أبوظبي. وكان من بين المعروضات أضخم سنّ Ùيل Ø£ØÙورية يتم اكتشاÙها على الإطلاق ÙÙŠ منطقة الشرق الأوسط ويبلغ طولها 2.54 متر والتي تم الكش٠عنها من قبل مشروع أبوظبي Ù„Ù„Ù…Ø³Ø Ø§Ù„Ø£Ø«Ø±ÙŠ ÙÙŠ أواخر عام 2002 بالقرب من منطقة الرويس، بالإضاÙØ© إلى جمجمة كاملة تقريباً، وعظمة ساق ÙˆÙÙƒ Ù„Ùيل أكتش٠من قبل Ùريق متØ٠التاريخ الطبيعي البريطاني ÙÙŠ منطقة الشويهات ÙÙŠ أوائل التسعينيات. وتعود هذه العظام إلى نوع بدائي من أنواع الÙيلة، ويعتبر هذا الØيوان الاستثنائي أكبر من الÙيلة المعاصرة ويختل٠عنها بامتلاكه أربعة أنياب، نابين علويين طويلين ونابين سÙليين متوازيين وأقصر طولاً. وتطلب تصميم وإنتاج نموذج لهذا الاكتشا٠عام كاملاً، ونÙذه العاملون بالدائرة الخاصة لرئيس الدولة.
وتقع منطقة بينونة الأثرية على مساØØ© تصل إلى Øوالي 1800 كيلومتر مربّع، غير أن الأØاÙير التي تم اكتشـــــاÙها أخـــــرجت ÙÙŠ منطقة مساØتها 560 كيلـــــومـــــتراً مربّعاً، وهي منطقة لم يتــــــم مسØها بشكل دقيق، ومن المتوقع إجراء المزيد من المسوØات للكش٠عن المزيد من الآثار ÙÙŠ الÙترة المقبلة.
وتواجه مساØات التنقيب عن تلك الأØÙورات، التي ترغب جهات عدة باستغلالها سياØياً، مشكلة رئيسية تتمثل بخطر التأثير على بيئتها الطبيعية ومØÙˆ أدلة قد تكون مهمة. ÙÙŠ هذا السياق، يقول بيتر هيلير، الذي عمل مديراً تنÙيذياً لمشروع Ø§Ù„Ù…Ø³Ø Ø§Ù„Ø£Ø«Ø±ÙŠ لجزر أبوظبي، أنه من «شبه المستØيل الآن زيارة العديد من المواقع الأثرية التي تم اكتشاÙها ÙÙŠ التسعينيات Øيث أن تلك الترسبات الاØـــــÙورية التي لا تزال تكاÙØ Ù„Ù„Ø¨Ù‚Ø§Ø¡ØŒ تØــــتاج إلى توÙير Øماية عاجلة، ÙˆØ£ØµÙ€Ù€Ù€Ù€Ù€Ù€Ø¨Ø Ø§Ù„ÙƒØ«ÙŠØ± منها مهدداً بالمشاريع التنموية التي تنÙØ° على المناطق الساØلية».
ويؤكد على أنه سيستــــمر بالتعاون مع هيئة البيئة ÙÙŠ أبوظبي، ÙˆÙÙŠ إطار القوانين والتشريعات البيئية الØالية، لمواصلة مشروع Ø§Ù„Ù…Ø³Ø Ø§Ù„Ø£Ø«Ø±ÙŠ من أجل تØديد ÙˆØماية المواقع الأثرية الأكثر أهمية، و»التي يجب المØاÙظة عليها للØÙاظ على الهوية الثقاÙية والعلمية لشعب الإمارات العربية المتØدة.»
ومن جهته، يعبر مارك بيتش، وهو عالم آثار عمل ضمن مشروع Ø§Ù„Ù…Ø³Ø Ø§Ù„Ø£Ø«Ø±ÙŠ لجزر أبوظبي وساهم ÙÙŠ اكتشا٠ناب الÙيل ÙÙŠ منطقة الرويس ÙÙŠ تشرين الثاني (نوÙمبر) 2002ØŒ عن أهمية نقل تلك المكتشÙات وعرضها ÙÙŠ معارض خاصة، مجهزة وآمنة، لكي يطلع عليها من يرغب: «نظمنا مؤخراً معرضاً لعرض الأØاÙير وكنت سعيداً جداً لتواÙر الÙرصة بتعري٠العديد من المهتمين بالتاريخ الطبيعي لدولة الإمارات».
|