بيان صحفي
14/07/2006

تقاس ثقافة أي بلد بالقدرات الثقافية لمواطنيه، ولهذا فمن المشروع أن يثار السؤال التالي: لماذا لا تضاف دروس الثقافة السياحية إلى المناهج الدراسية للارتفاع بثقافة المواطنين؟

في العدد الأخير من مجلة السياحة الإسلامية (العدد 24) كتب الناشر السيد عبد الصاحب الشاكري يقول: إن مادة الثقافة السياحية ينبغي أن تدخل ضمن المناهج الدراسية لمختلف المراحل من الابتدائي وحتى الدكتوراه. وقدم الشاكري مبررات لاقتراحه، فعرض فائدة السياحة للبلد، من حيث التعريف بمواقعه التاريخية والطبيعية، ودورها في تنمية اقتصاده وبنيته التحتية وجلب الاستثمارات، كما أنه عرّف بفائدتها للشعب من حيث خلق فرص التعارف بين الأمم وتبادل الثقافات والخبرات، وعرّج على فائدتها للفرد من حيث أنها تعلم المسؤولية وتخلق فرصا للعمل. وقدم بعد ذلك اقتراحا بشأن مصادر الثقافة السياحية المتوفرة، وأشار في الختام إلى مشروعه الجديد وهو "أكاديمية السياحة الإسلامية".

رئيس التحرير الدكتور عبد الرحيم حسن علّق في افتتاحيته على مباريات كأس العالم وأشار إلى أنها تعكس نوعا من الوحدة والانسجام في العالم الذي يعاني من الانشطار والحروب، كما أنه دعا قنوات التلفزيون في العالم أجمع أن تعزز روح الوحدة من خلال حيز قصير تعطيه لبرامج سياحية قبل كل مباراة تبرز فيها البلدان المتنافسة، مع بعض المعلومات عن كل بلد وشعب، من حيث الثقافة والتاريخ والمشاهد الطبيعية.

زار حبيب سلوم الأردن وكتب عن العاصمة عمان وبيوتها المبنية من الحجر الأبيض والتي كثيرا ما يشار إليها بـ"المدينة البيضاء". وعمان، مثل روما، مبنية أصلا على سبع تلال، ولكنها امتدت الآن إلى حوالي تسعة عشر تلا. وتكلم الكاتب عن تاريخ المدينة الروماني والإسلامي، وذكر بعض نواحي الجذب السياحي فيها وتوقف بشكل خاص عند القرية السياحية "كان زمان" التي يعود تاريخها إلى زمن العثمانيين، وتكلم عن مطاعمها والنزهة فيها.

وقضى ياسر الغبرا شهر العسل في سوريا، ووصف في مقال كتبه عنها أربعة مواقع هي بمثابة الجواهر في تاج السياحة السورية: أوغاريت، وهي مركز تجاري قديم، وبقي منها قصور تاريخية مهمة، وحلب الرائعة بأسوقها وحمماتها وقلعتها، وتدمر أقدم المدن المأهولة في العالم، وفيها معابد ومقابر تاريخية قديمة وقلاع، وصافيتا ذات الأحجار البيضاء الشهيرة بقلعتها الصليبية التي تسمى "البرج".

للمرة الثانية تلقت مجلة السياحة الإسلامية الدعوة للمشاركة في رحلة دراسية إلى المدن التاريخية في اليمن، فلبى الدعوة ممثلها هناك خالد الضبابي الذي قام بزيارة ذمار التي يوجد فيها واحد من أقدم المساجد حيث أنه بني في زمن الخليفة أبو بكر الصدّيق (رض)، وأب الخضراء، وتعز المعروفة بجامعها الذي بناه الصحابي معاذ بن جبل (رض) مبعوث النبي (ص) إلى أهل اليمن، والحديدة وزبيد التي تنتشر فيها المدارس الدينية والمساجد حيث يوجد فيها حوالي 80 مسجدا.

وكتب وليد عبد الامير علوان وصفا شاملا لمدينة الكوفة في العراق، ومسجدها المشهور الذي عرف الكثير من الحوادث التاريخية، وهي أهم المدن التي بنيت في الإسلام، وذكر أن حوالي 70 من صحابة النبي (ص) الذين شاركوا في معركة بدر عاشوا في الكوفة. كما أن الكوفة مسقط رأس الشاعر الكبير المتنبي. وقد وصف الامام علي (ع) الكوفة بأنها: "جمجمة العرب، ورمح الله، وكنز الإيمان، ودار هجرة المسلمين". وفي المقال وصف دقيق لمسجدي الكوفة والسهلة والمواقع التي تخص الأنبياء والصحابة والأولياء وأهل البيت فيها، ومنها بيت الإمام علي، كما أن هناك ذكر لتاريخ المدينة وقصر الإمارة. ويتابع الكاتب التطورات الحديثة في المدينة، ومنها الجامعة الحديثة التي أنشئت فيها والمشاريع السياحية والعمرانية القائمة الآن.

الدكتور علاء الحمارنة زار دهب بشرق سيناء وذكر بعضا من تاريخها وطابع الجذب السياحي فيها والذي يجمع بين سياحة الشاطئ والغوص والطابع البدوي الذي يجري الحفاظ عليه لإكسابها طعما خاصا.

أما إيان ستولكر فقد كتب عن الأقصر التي قال عنها إنها بمثابة متحف في الهواء الطلق، وهي تضم عددا من المواقع الشهيرة، مثل وديان الملوك والملكات، كما أن فيها مثوى مشاهير الفراعنة مثل توت عنخ آمون.

وكتب نك ريدمن عن طيران الشرق الأوسط، كما أنه كتب عن بيروت التي قال عنها إنها مدينته المفضلة.

ذكر المؤرخون الأسبان المعاصرون إن هناك 53 قرية و64 موقعا للتراث الإسلامي في أحياء العاصمة مدريد. الدكتور كاظم شمهود طاهر زار عددا من القلاع الإسلامية وكتب عن أبراجها وطريقة الاتصال بين القلاع قديما عن طريق الدخان ليحذّر بعضها الآخر من غزوات الأعداء.

ومن الجزائر كتب محمد بوكريتا وصفا مرفقا بالصور للاحتفال السنوي بذكرى المولد النبوي الشريف في الصحراء الجزائرية.

وتأمل ديريك مكغرورتي فيما تقدمه سنغافورة للسائح الذي يزيد بقاؤه فيها على مجرد التوقف العابر. ويجد الكاتب في سنغافورة تنوعا إثنيا ينعكس في طريقة العيش والأكل والعبادة وطعم الحياة بشكل عام، كما أنه يتوقف عند أهم مبانيها، وأكثرها يتصل بالتاريخ الاستعماري لسنغافورة أيام الاحتلال البريطاني لها، كما أنه يشيد بكثرة الحدائق والمتنزهات فيها، حتى أنه يطلق عليها "مدينة الحدائق".

دومينيك ميرل زار دارجيلي في شمال الهند التي وصفها بأنها "ملكة الهملايا"، حيث أنها تقدم منظرا بانوراميا رائعا لهذه السلسلة الجبلية بأكملها. وتشتهر دارجيلي بمزارع الشاي حيث يوجد أكثر من 75 مزرعة. وتكلم الكاتب أيضا عن المناطق الأخرى التي زارها، ومنها سيكم، تريبورا، آسام وكلكتا.

ويواصل منير الفيشاوي الكتابة عن أمريكا اللاتينية فيصف البرازيل ذات المواقع السياحية المتنوعة، فهناك الشواطئ الجميلة على المحيط الاطلسي، والغابات الكثيفة والمحميات الطبيعية الغنية بالفراشات والطيور النادرة.

وزارت كارين دابروفسكي درومهيللر في قلب ألبرتا بكندا وروت قصة ازدهار واندثار هذه المنطقة والكيفية التي تحولت بها مدنها المزدهرة إلى مدن لا يزيد تعداد بيوت كل منها عن بيت واحد.

مندوبا المجلة علي الشاكري ومعتز عثمان شاركا في سوق السفر العربي بدبي في آيار/ مايو وكتبا تقريرا عن فعالياته ومؤتمراته الصحفية، كما أنهما قابلا الأمير سلطان بن سلمان أمين عام الهيئة العليا للسياحة في المملكة العربية السعودية وناقشاه حول قرار المملكة تشجيع غير المسلمين على زيارتها.

وشاركت المجلة في أنشطة سياحية أخرى، فقد كان لها جناح في الصالون الدولي للسياحة والسفر في الجزائر 2006، الذي كان شعاره: "السياحة هي مصدر الرخاء الاقتصادي والتقدم الاجتماعي" ومثّلها فيه منير الفيشاوي. وحضر نور الدين سعودي مؤتمرا للسياحة الاجتماعية في فرنسا نظّمه "المكتب الدولي للسياحة الاجتماعية" والذي كان شعاره: "نحو سياحة من أجل التنمية والتضامن"، وكتب تقريرا عنه. يوهانز باردونغ شارك في معرض ايميكس بفرانكفورت ونقل للقراء صورة عن فعالياته.

الجدير بالذكر أن مجلة السياحة الإسلامية تصدر بخمس لغات، هي الإنكليزية والفرنسية والأسبانية والألمانية والعربية، وموقعها الألكتروني (www.islamictourism.com) يصدر خمس نشرات إخبارية أسبوعية باللغات المذكورة. يمكنكم تصفح الأخبار وقراءة الأعداد الماضية من المجلة مجانا على الموقع، كما أن بالإمكان كتابة تعليقاتكم وملاحظاتكم وهي دائما تلقى ترحيبا واهتماما.