الطيران الخاص ينافس الطيران التقليدي لنقل المغادرين Ù…Ù
31/07/2006

لم تكن شركات الطيران، التي تعرف بالتقليدية، هي المستفيد الوحيد من حصة المسافرين المغادرين من جحيم الحرب في لبنان، بعد ان دخلت شركات الطيران الخاصة على الخط، رغم ان خدماتها اقتصرت على الأغنياء ورجال الأعمال فقط.

فبعد ان تقطعت السبل بالقاطنين في لبنان أمام القصف الذي طال كل شيء، حيث هرب الأمان من الأماكن التي اعتبرت في بداية الحرب آمنة، لا شيء هادئا في لبنان بعد ان تحول الى جبهة مفتوحة.

وزارة السياحة اللبنانية تقول ان لبنان استقبل العام الماضي أكثر من مليون سائح خليجي، وكانت قد توقعت ألا تقل أرقام العام الحالي عن هذه المعدلات.

صالات مطار دمشق الذي استقبل الكم الأكبر من المغادرين، شهدت العديد من قصص معاناة المئات، الذين حاولوا تأمين مقاعد على أي من عشرات الرحلات التي قامت بها شركات الطيران العاملة في المنطقة حتى وصل عدد رحلات بعض منها الى أربع رحلات يوميا، ولكن بقي الزحام شديدا وساعات الانتظار طالت، حتى ان بعض العائلات انتظرت مع أطفالها أكثر من 30 ساعة. وأمام هذه الحالة لم يدقق المسافرون كثيرا بالدرجة التي سوف يسافرون عليها سياحية كانت ام درجة اولى، كما قال احد العاملين في إحدى شركات الطيران.

وبعيدا عن صخب هذا الزحام، اختار بعض المسافرين الرحيل على متن طائرات الشركات الخاصة التي يعمل عدد كبير منها في المنطقة، والتي لاقت أعمالها رواجا كبيرا، وجاءت الأزمة التي عمت السياح العرب، والخليجيين خاصة منهم، لتفتح الباب أمام تلك الشركات في رحلات إضافية لم تكن مجدولة سابقا.

وقال عمار بلقر نائب الرئيس التنفيذي في شركة «رويال جت» للطيران الخاص للشرق الأوسط، ان الشركة تلقت طلبات عديدة من الراغبين بالسفر خارج لبنان، ومعظمهم من الخليجيين لنقلهم الى وجهات مختلفة في المنطقة، منها السعودية والامارات والكويت، «لكن بعضهم فضل السفر الى لندن، حيث وصل عدد الرحلات التي سيرتها الشركة لست رحلات خلال الأيام الماضية»، مضيفا أنه يجرى الترتيب حاليا للقيام برحلات أخرى «غير انها لا تستطيع تلبية كافة الطلبات، نظرا لالتزامات الشركة المسبقة نتيجة الطلب المرتفع خلال الصيف».

وذكر بلقر ان الرحلات المذكورة تمت عبر مطاري دمشق واللاذقية واستخدمت فيها طائرات من طراز بيونغ، التي تصل سعتها القصوى الى 42 راكبا وتتراوح كلفتها بين 70 و80 الف دولار، وطائرات تشالنجر التي تتسع لـ12 راكبا وتكلف 50 الف دولار، اضافة لطراز «غلف ستريم» بسعة 8 ركاب وبكلفة لا تقل عن 40 الف دولار.

وفي هذه الرحلات ينتظر الركاب في صالات انتظار خاصة في المطارات، وهي نفس الصالات المخصصة لكبار رجال الشخصيات حيث يتوجب على المسافرين الحضور قبل 45 دقيقة، وحال اجتيازهم موظفي الجوازات يمكنهم الوصول الى مقاعدهم خلال دقائق.

وقال بلقر، ان معظم المسافرين الذين نقلتهم الشركة في الرحلات المذكورة لم يطلبوا طعاما خاصا، كما يجري في الحالات العادية، فالمهم الرحيل بعيدا عن الخطر.