عمان تلقى بعبق حضارتها على الساحة الثقافة التونسية
29/09/2006

عاشت الفضاءات الثقافية التونسية طوال الاسبوع الجارى على وقع التراث الثقافى والحضارى لسلطنة عمان من خلال الاسبوع الثقافى العمانى الحافل بالتظاهرات الثقافية والفنية والمعارض والخيم التراثية التى تبرز ثراء الحضارة العمانية كجزء لا يتجزأ من المخزون التراثى لحضارة منطقة الخليج العربي.

وتضمن برنامج هذا الاسبوع الثقافى العمانى الذى توزعت فعالياته المختلفة على تونس العاصمة ومدن سوسة وزغوان والقيروان والكاف عددا من المعارض الفنية التشكيلية العمانية التى تبرز تطور هذا الفن فى سلطنة عمان بالاضافة الى الخيمة التراثية التى تجمع بين فن النسيج وصناعة الفخار والمصوغ التقليدية التى تعد نقطة الاستقطاب الرئيسية للزوار فى المركز الثقافى بتونس إلى جانب أمسيات شعرية وأدبية وندوة فكرية الى جانب عروض للفنون الشعبية وأخرى مسرحية وسينمائية

كما منح هذا الاسبوع الثقافى العمانى الجمهور التونسى ورجال الثقافة والفكر والفن فى تونس الفرصة للتعرف فى خيمة العادات والتقاليد التى أبرزت بمنتوجاتها العديدة وورش العمل النموذجية للصناعات التقليدية اصالة العادات والتقاليد العمانية وبالتالى الخليجية وتجذرها الحضاري. وتتضمن ورشات العمل التقليدية نماذج عملية من الصناعات التقليدية العمانية لصناعة الفضيات وصناعة السعفيات والنسيج والفخار ونقش الحناء بالاضافة الى عرض شريط وثائقى حول تعاقب الحضارات بعمان وتوزيع معلقات حول السياحة العمانية فى مختلف الفضاءات الثقافية المضيفة لفعاليات هذه التظاهرة.

وتتولى فرقة النجوم للفنون الشعبية العمانية تنشيط هذه التظاهرات الثقافية والفنية من خلال العروض الشيقة التى تقدمها فى الفضاءات الثقافية المضيفة للاسبوع الثقافى العمانى والمتمثلة فى لوحات راقصة مستوحاة من عادات وتقاليد عمانية قديمة تفاعل معها الجمهور وصفق لها طويلا.

وكان وزير الثقافة والمحافظة على التراث التونسى محمد العزيز ابن عاشور قد اشرف مع مستشار الدولة العمانى محمد بن احمد بن محمد الحارثى فى وقت سابق على انطلاق هذه التظاهرة الثقافية العمانية الكبرى بالمركز الثقافى والرياضى للشباب بالمنزه السادس بتونس العاصمة وذلك بحضور سفراء دول مجلس التعاون الخليجى ومن بينهم سفير دولة الكويت الدكتور سهيل خليل شحيبر وعدد من السفراء الاجانب المعتمدين بتونس ورجال الاعلام والثقافة من كلا البلدين.

و أكد وزير الثقافة والمحافظة على التراث التونسى حرص بلاده على المساهمة فى الحركة الثقافية التى تشهدها سلطنة عمان مبرزا أهمية علاقات التعاون بين البلدين فى قطاع الثقافة.

وأضاف أن هذا الاسبوع الثقافى العمانى بتونس يعد لبنة جديدة فى صرح التعاون الثنائى وفرصة لاطلاع التونسيين على ما تتمتع به السلطنة من تراث وابداع فكرى وفنى علاوة عن كونه وسيلة مثلى لتبادل الخبرات واستشراف الشراكة فى مختلف المجالات الثقافية مبينا ما تحظى به الثقافة فى تونس من رعاية باعتبارها رافدا تنمويا هاما وحصنا منيعا للهوية.

كما اكد الوزير التونسى ان هذه التظاهرة الثقافية العمانية فى تونس تكتسى دلالة خاصة "لانها تلتئم ومسقط عاصمة للثقافة العربية هذه السنة وهو ما يوءكد المنزلة المرموقة التى ارتقت اليها العلاقات بين البلدين".

اما مستشار الدولة بسلطنة عمان الحارثى فقد اكد من جانبه ان هذا الاسبوع يمثل تواصلا ثقافيا يرمى الى تعزيز عرى العلاقات الثنائية واختصار المسافات من اجل تلاحم ادبى وفنى ينقل الى الشعب التونسى تاريخ وحضارات عمان موضحا ان هذا التواصل يستند الى ارث ثقافى وحضارى مشترك ويستمد قوته من حرص قيادتى البلدين على تنميته ومشيدا فى هذا السياق بما تحتله تونس من مكانة رفيعة فى الثقافة العربية وما تزخر به من علامات مضيئة فى مجالات الابداع الفكرى والادبى والفني. كما اجرى مستشار الدولة العمانى الحارثى خلال زيارته لتونس بمناسبة الاسبوع الثقافى العمانى لقاءات مع عدد من كبار المسؤولين التونسيين وفى مقدمهم رئيس الوزراء محمد الغنوشى تم خلالها التطرق الى مسائل مختلفة ذات الاهتمام المشترك ومن شأنها ان تدعم العلاقات الاخوية المتينة الضاربة فى جذور التاريخ بين تونس وسلطنة عمان كما قال للصحافيين على هامش افتتاح فعاليات هذه التظاهرة الثقافية.