إسبانيا استقبلت 59 مليون سائح في ‏2006‏‏
03/11/2006

عاد قطاع السياحة الى التوسع عالمياً بعد سنوات شهدت صعوبات، وبات يشكل نسبة 1.5 % من الناتج المحلي العالمي بحسب إحصاءات العام الماضي. وتوقعت التقارير أن «تكون هذه النسبة أعلى خلال العام الحالي لدى احتساب المعدل السنوي العام للإنتاج».

وتُعد اسبانيا البلد الثاني في العالم بعد فرنسا وقبل الولايات المتحدة الأميركية، لجهة استقطاب السياح. وتعتبر السياحة من الركائز الأساسية لدخلها السنوي العام، اذ تمثل نسبة مهمة من الناتج المحلي تراوحت بين 11 % عام 2004 و 12.4 % عام 2005. وعلى رغم التأثير السلبي للأجواء السياسية الدولية العامة على القطاع السياحي، التي فرضت بعد اعتداءات نيويورك وتفجيرات مدريد وغيرهما من العمليات الإرهابية، قيوداً على تحرك السياح في العالم وأدت الى انخفاض عدد هواة السياحة، إلا أن اسبانيا سجلت زيادة في هذه النسبة. اذ ارتفع عدد السياح الذين زاروا اسبانيا بين عامي 2000 و 2005 بنسبة 16.1 %، تنافسها على هذه النسبة تركيا (111.5 %)، ومصر (56.4 %)، وكرواتيا ( 46.6 %)، والمغرب ( 41.5 %).

وأشارت تقديرات احصائية الى أن اسبانيا ستستقبل خلال العام الحالي حوالى 59 مليون سائح، في مقابل 55.6 % عام 2005، إذ زارها نحو 46.8 مليون سائح أجنبي حتى ايلول (سبتمبر) الماضي بزيادة نسبتها 4.9 % عن العدد المحقق في المدة نفسها من العام الماضي.

وأكدت تقارير نشرتها وزارة الصناعة والسياحة والتجارة في تشرين الأول (أكتوبر) الجاري، أن 90 في المئة من هؤلاء قصدوا ستة أقاليم للسياحة فيها من أصل 17 تُشكّل اسبانيا، وأن 61.3 في المئة هم من البريطانيين والألمان والفرنسيين، فيما أتى الباقون من ايطاليا واوروبا الشمالية وغيرها. أما الأقاليم التي استهدفتها السياحة الاجنبية، فهي إقليم كاتالونيا الذي كانت له الحصة الأكبر من عدد السياح مستقبلاً 12.2 مليون سائح، غالبيتهم من الفرنسيين والإيطاليين، وبزيادة نسبتها 7.5 في المئة عن العام الماضي. فيما جاء أرخبيل جزر الباليار في المرتبة الثانية لجهة زيارة السياح الألمان، ثم البريطانيين (8.9 مليون). واحتل أرخبيل كنارياس (الخالدات) المرتبة الثالثة، اذ زاره 7 ملايين سائح، تلاه إقليم الأندلس بفارق مئة ألف فقط، ثم فالنثيا ومدريد وغيرها.

وأشارت الأرقام الى أن أكثر من 62 في المئة من السياح لم يختَاروا «الحزمة السياحية» لدى زيارتهم اسبانيا، ما يؤكد بروز ميول وطرق جديدة لنسبة كبيرة من السياح في تنظيم رحلاتهم، مع العلم أن 74 % منهم وصلوا من طريق الجو على رغم القيود التي وضعت منذ سنوات على المسافرين، وعلى حقائب اليد أخيراً. في حين استعمل حوالي 11.4 مليون شخص وسائل النقل البري.

وعلى رغم تمايز اسبانيا بمدنها الـ 11 التي صنفتها الأمم المتحدة من التراث الانساني، وحدائقها الطبيعية العامة الـ 13 ، وشواطئها السياحية الـ 3106 ومراكز التزلج والصيد البري، وعلى رغم أهمية هندستها المعمارية وجمالها والطابع العربي – الإسلامي لمراكزها الأثرية، واليهودي والمسيحي الغربي، وشمسها المشرقة معظم أيام السنة على عدد كبير من أقاليمها المختلفة، ومناخها المتفاوت بين الأفريقي والأوروبي، والتي تشكل عوامل تستقطب السياح، إلا أن أكثر ما يتحدث عنه السائح هو طبيعة الإسبان ومأكولاتهم وكيفية معاملتهم وطريقة حياتهم الأوروبية التي تختلف عن مواطني الدول الأوروبية الأخرى.