تونس: سعي لاستعادة توافد السائح الألماني
08/12/2006

تونس/ سليم الشريف- بعد تجاوز عدد السياح الألمان الوافدين على تونس في بداية الألفية المليون سائح سنويا تراجعت هذه السوق بصفة ملحوظة بحوالي النصف في سنوات 2002 و2003 و2004 لتستعيد نسقها التصاعدي حيث بلغ عدد السياح خلال العشرة أشهر الماضية من السنة الحالية نحو 570 ألف سائح ألماني حسب ما جاء على لسان التيجاني حداد وزير السياحة في إطار الندوة التي أقيمت مؤخرا حول «السياحة الألمانية في تونس ـ التوجهات الجديدة والتحديات» بتنظيم من الحجرة التونسية الألمانية للصناعة والتجارة.

ويعود هذا التراجع أساسا الى أحداث سبتمبر 2001 والتي لم تقتصر على القطاع السياحي التونسي فقط او السوق الألمانية بل شملت القطاع السياحي العالمي ومردودية الشركات السياحية والوحدات الفندقية عموما.

وتحتل السوق الألمانية حاليا المرتبة الثانية من حيث عدد السياح الوافدين على تونس وتعرف هذه السوق عديد التغيرات الجذرية أهمها تهرّم الشعب الألماني اذ يمثل الناس الذين يتجاور عمرهم 60 سنة 24،1% من الألمان سنة 2001 ومن المنتظر ان ترتفع هذه النسبة الى 36،7% في افق سنة 2050 مما يستوجب على الناشطين في القطاع السياحي التونسي تطوير الخدمات التي تستهدف هذه الفئة من السياح.

هذا الى جانب التغيرات الهيكلية للمجتمع الألماني ولقطاع التشغيل اذ ان ألمانيا تشهد تراجعا ديمغرافيا من شأنه ان يتسبب في تراجع عدد الألمان الذين يقضون عطلهم في الخارج هذا الى جانب تراجع إجازات العمل مما قد يقف دون الخروج من البلاد لقضاء العطلة السنوية.

فعلى سبيل المثال تقلص معدل مدة الإجازة السنوية للعامل الألماني من 18،2يوم سنة 1980 الى 12،8 يوم سنة 2004 وذلك لعدم توفر الإمكانيات المادية لقضاء عطلة تتجاوز الأسبوعين.

وتتوجه السوق الألمانية الى الانقسام الى صنفين من السياح وهما مجموعة محدودة من الألمان الذين يتمتعون بإمكانيات مادية كبيرة ولكن لا يملكون الوقت الكافي لإمضاء عطل طويلة المدى ومجموعة الأغلبية والتي لا تتمتع بإمكانيات مادية كبيرة ولكن لها متسع من الوقت لقضاء عطلها.

ولدعم مكانتها في القطاع السياحي العالمي وخاصة في السوق الالمانية تسعى تونس الى تطوير القطاع السياحي حيث تم ضبط قواعد جديدة وجب احترامها لترتيب النزل السياحية وذلك «بأخذ متطلبات سائح القرن الواحد والعشرين بعين الاعتبار خاصة في ما يتعلق باحترام قواعد حفظ الصحة والسلامة الغذائية والمحيط والمحافظة على الأمن والحماية من الأخطار وتعد هذه القواعد إجبارية بالنسبة لجميع المؤسسات الفندقية المصنفة بداية من سنة 2007» حسب التيجاني حداد.

كما تم اقرار برنامج تأهيل القطاع السياحي والذي يتكون من عديد المحاور أهمها دفع المؤسسات الفندقية للحصول على شهادة مواصفات ضمان الجودة ايزو 9000 والحفاظ على البيئة ايزو 14000 بهدف تحسين صورة تونس كوجهة سياحية متميزة وتعميم استعمال تكنولوجيا الاتصال في النزل لتحسين مردوديتها، والعناية بمحور التكوين وتنمية الموارد البشرية وتطوير نظام التصرف داخل النزل.

ويتميز المنتوج السياحي التونسي نسبيا بالتنوع حيث يوجد في تونس اكثر من 810 وحدة فندقية و9 ملاعب صولجان في طور الاستغلال وقد تم مؤخرا تدشين ملعب الصولجان بتوزر والذي يعد الاول من نوعه لتواجده في منطقة صحراوية.

كما تعد تونس 34 مركزا للمعالجة بمياه البحر وتعد تونس في هذا المجال الوجهة الثانية في العالم من حيث عدد الخدمات التي تقدمها هذه المحطات.

كما يتوفر في تونس التنشيط الثقافي من خلال المتاحف والمهرجانات الموسيقية على غرار مهرجان طبرقة الدولي للجاز ومهرجان الجم الدولي للموسيقى  الكلاسيكية.

وللإشارة فقد تم خلال الندوة التي نظمت من قبل الحجرة التونسية الألمانية للتجارة والصناعة إقامة لقاءات عمل بين ناشطين في القطاع السياحي من ألمانيا وتونس للبحث في إمكانية ربط علاقات أعمال وشراكة بينهما.