تايوان تفتح خزائن كنوز الصين المخفية
26/01/2007

الشرق الأوسط: 20/01/2007

بعد أربعة أعوام من عمليات التجديد التي أدت الى إغلاق ثلثي مبنى المتحف، الذي يضم التشكيلة الأشهر في العالم للفن الصيني، افتتح أبوابه ثانية هذا الشتاء لعرض الأعمال النادرة في معرض يستمر ثلاثة أشهر.

وغالبا ما يقارن المتحف الوطني، الذي يضم أفضل تشكيلة فنية لأباطرة الصين عمرها ألف عام، مع متاحف الغرب البارزة مثل اللوفر والبرادو ومتحف المتروبوليتان الفني في نيويورك. وبينما تعتبر مقتنيات هذا المتحف رائعة فانه يعرف عن المتحف بأنه مكان مسيس، حيث يوضع الخزف الصيني الثمين في واجهات عرض قليلة الإضاءة وحيث الرسوم القيمة تحفظ في كهف صناعي خشية هجوم شيوعي من الصين الشعبية.

وقد تغير ذلك في الوقت الحالي. فالنصب البطولية لتشيانغ كاي تشيك، زعيم تايوان السابق، وصن يات صن، مؤسس الصين الحديثة، أزيلت. ووضع نظاما إضاءة تبريد جديدان، وخزائن يجري التحكم في مناخها، وخصائص أخرى تنافس احدث المتاحف في الغرب. وحتى القطع المثبتة على الجدران والمرفقة مع الأعمال الفنية مكتوبة الآن بلغات صينية وانجليزية ويابانية واضحة.

وبعد سنوات كثيرة من إخفاء أعمالها الفنية الثمينة، وبينها أعمال عن سلالات سونغ الشمالية والجنوبية التي حكمت الصين خلال الفترة من عام 960 حتى عام 1279، فان المتحف أخرجها من اجل عرضها في «المعرض الكبير» الذي افتتح في الكريسمس. وقد عرضت اربعة من الرسوم المعروفة عن هذه السلالات للمرة الأولى، مع أعمال نادرة أخرى تضم رسوما ولفائف ورقية وبعضا من أقدم الكتب في العالم.

وتتميز الرسوم الأربعة بتفاصيل المنمنمات، وأخفيت بعناية حتى القرن الحالي. ومنح نائب مدير المتحف فرصة اكتشافها على الرغم من ان الإشاعات تقول ان عامل تنظيف هو الذي وجدها وفقا لما قاله هو تشوان هسنغ، أخصائي المتحف في مجال الرسوم والخط القديم.

والكثير من القطع هشة الى حد انها لا تعار الى متاحف اخرى. وبعضها يعرض في فترات محددة في المتحف لا تزيد على 40 يوما ثم تعاد الى الخزائن لحفظها فترة لا تقل عن ثلاث سنوات.

وفي عرض الشتاء الحالي هناك واجهة عرض تضم 50 من 70 من أعمال تحمل اسم ريو وير، وهي واحدة من أندر واثمن مجموعات الخزف الصيني في العالم، وقد صنعت اواخر القرن الحادي عشر. ويثير عرض ريو وير الدهشة لأنه يجري في متحف يتسم بالنزعة المحافظة بحيث ان الكثير من أمناء المتحف ظلوا يرتدون الملابس التقليدية الصينية حتى سنوات سبعينات القرن الماضي.

نظم العرض جيمي يانغ، المعماري والمصمم البالغ 33 عاما الذي ولد في تايوان ودرس في استراليا، وظهر في افتتاح المعرض ايام الكريسمس، وهو يرتدي تي شيرت اسود وسروال جينز ازرق، وقال "أردنا أن يكون الحدث اقرب الى الحداثة قليلا بل ومصدر شيء من روح الدعابة".