|
printable
version
| السياØØ© الليبية: "سنطورها بطريقتنا الخاصة!"
01/03/2004
|
طرابلس الغرب-نزار عبود
شارك نزار عبود مؤخرا ÙÙŠ مهرجان الغات الشهير وطا٠بليبيا. وقد كتب هنا تقريره عن ذخائر السياØØ© الليبية ومجالات الإستثمار الخارجي Ùيها:
الرØلة إلى مطار طرابلس الغرب لا تستغرق من لندن سوى ثلاث ساعات، لكننا وجدنا أنÙسنا ÙÙŠ عالم يبعد عن الغرب قروناً بل آلاÙاً من السنين. الماضي هنا يقاوم الزمن بعناد، ليقول إنه الأساس، وبدونه لا وليس هناك مستقبل.
الآثار الإسلامية والرومانية شامخة Ùوق الÙينيقية ÙÙŠ لبدة وسبراتا وشØات كما ÙÙŠ وسط العاصمة الليبية. لم تستطع عوامل التعرية إزالة أهرامات الØطية التي يؤكد المؤرخون أن عهدها يعود إلى ما قبل Øضارة الÙراعنة.
المآذن شامخة ÙÙŠ Ø£Øياء المدن والقرى شاهدة بأن الإسلام ØÙ„ ÙÙŠ هذه البقعة من العالم منذ بزوغ Ùجره قبل ما يزيد على أل٠وأربعمئة سنة.
أما ÙÙŠ أقصى الجنوب Øيث قست الطبيعة الصØراوية بجÙاÙها على الØياة ÙÙŠ الوديان والوهاد، تØولت مجاري أنهار غابرة، وصخور جبال متÙتة، وقيعان بØيرات جاÙØ© منبسطة، إلى آثار أخاذة، رسمتها ريشة إلهية، بألوان شمس برتقالية، وبرمال ممتزجة بغبار معادن عجيبة، بعضها غادر هذا الكوكب منذ عصور، أو ربما Øملته Ø´ÙÙ‡Ùب ونيازك من كوكب آخر غير بعيد عن هذه الطبيعة المختلÙØ©.
نعم، شعرنا أن المكان ÙÙŠ الصØراء الجنوبية قرب بلدة غات ليس من هذا الكوكب. ربما كان ملØقا بالمريخ الذي بدا قريبا ونØÙ† Ù†Øدق ÙÙŠ ليل أودية سلسلة جبال اكاكوس السØرية، عشية سنة ميلادية بعيدة عن أضواء الشموع أو Øتى الكهرباء وكانت ظلالنا طويلة ÙÙŠ ضوء٠نصÙ٠بÙÙÙدر ذي القعدة. أودية ÙÙلقت قبل آلا٠أو ملايين السنين تكاد لا تنتهي، تمتد مئات الكيلومترات Ùوق طرق من الرمال الناعمة يشعر معها المساÙر أنه يطير Ùوق سØاب ذي مطبات، أو Ùوق بØر هائج.
هنا اقتÙينا آثارا ليست على الرمال، بل تركها أجداد الØضارات على جدران كهو٠صخرية. رسموا المواشي والطرائد من أغنام وأبقار وغزلان، ورسموا الصيادين والعربات والإبل، ليقولوا: نعم لم تكن الأرض هذه جدباء كما ترون اليوم، بل كان Ùيها أنهار ومراع ÙˆØضارة. لكن المناخ قسا، وربما تعود كما كانت.
من برادة Ø£Øجار Øمراء ومن صÙار بيض النعام، خط الإنسان الأول على صخور الكهو٠ÙÙŠ اكاكوس وغدامس قصص الإنسان الأولى يوم لم يعر٠إنسان شكل Øر٠أو قلم.
ليبيا بمساØتها الشاسعة التي تصل إلى مليون وسبعمائة وسبعين أل٠كليومتر مربع زاخرة بكل ما يثير دهشة السائØ. هنا السماء قريبة وصاÙية، وصي٠ساØÙ„ ممتد ألÙÙŠ كيلومتر. ساØÙ„ نقي ربما لم تطأ أقدام البشر الكثير من مساØته لأجيال وأجيال، بينما أثار الØضارة تشهد بأن ليبيا كانت مأهولة منذ الأزل، لا بل أن الØضارة بدأت هنا قبل أن يسمع العالم بامبراطوريات هذا العالم.
مهرجان غات السنوي العاشر كان غنيا بÙنون قبائل الطوارق التي صقلتها قرون من الزمن. أصوات ترددت ÙÙŠ الجو غير معترÙØ© بالØدود الجغراÙية. هنا جاءت قبائل بÙرقها الÙنية من النيجر والتشاد ونيجيريا Ùضلا عن السودان وليبيا. الأنغام متداخلة بين هذه الشعوب، والكلمات سواء كانت بالعربية أو بلغة الهوسة مقبولة ومÙهومة Øتى بالنسبة للغريب تماما عن المنطقة. Ùالقصة ترويها الرقصات والأنغام بينما المهاري (الهجن البيضاء) تتكامل ÙÙŠ رقصاتها مع ألوان الملابس الشعبية الأصيلة.
وزير السياØØ© الليبي
استنادا إلى هذا التراث الانساني والطبيعي الكبير، تتهيأ ليبيا لتنويع مصادر الدخل بالاستÙادة من ثروة الصناعة السياØية. ÙˆÙÙŠ Øوار مع السياØØ© الاسلامية قال عمار لطي٠أمين اللجنة الشعبية العامة للسياØØ© ÙÙŠ ليبيا (وزير السياØØ©) إن بلاده التي تتمتع بثروة طبيعية هائلة Øريصة على تقديم القطاع السياØÙŠ للعالم والاستÙادة منه على غرار بقية الدول.
"علينا ألا ننسى أن أكبر الدول السياØية هي الدول الغنية الكبرى الست ونØÙ† ÙÙŠ ليبيا نمتلك أهم مراكز أثرية ÙÙŠ منطقة البØر المتوسط. ÙÙŠ مدينة سيرين أو Ø´Øات الواقعة شرق ليبيا تجد الØضارة الإغريقية Ù…ØÙوظة بالشوارع والمسارØØŒ مدن بأكلمها لا تزال قائمة رغم مضي آلا٠السنين على بنائها.
ÙˆÙÙŠ غرب طرابلس هناك لبدة الإغريقية الÙينيقية والرومانية متكاملة Øتى بأسماء شوارعها. ÙˆÙÙŠ الجنوب هناك Øضارة الجرمند ÙˆØضارة الإنسان الأول التي يعود عهدها إلى أكثر من سبعة آلا٠سنة. ÙˆÙÙŠ الجرمة لدينا أهرامات الØطية التي وإن كانت أصغر Øجما من الاهرامات المصرية، Ùإنها بنيت بنÙس الأسلوب وتدل على أنها كانت أقدم منها. بل هناك ÙÙŠ متØ٠الجرمة مومياءات Øنطت منذ آلا٠السنين عثر عليها ÙÙŠ منطقة الجغبوب القريبة من مصر ولا تزال تØتÙظ بأشكالها الأصلية. وهناك أيضا الØضارة الإسلامية التي بدأت ÙÙŠ وسط الصØراء وأنشأت مدنا قديمة، مثل زويلة، ومن ثم زØÙت إلى مدن الشمال.
خصوصية ثقاÙية
ليبيا ترسم خطة كاملة لإستراتيجيتها السياØية مبنية على مراعاة الخصوصية لكي لا تتØول، كالعديد من الدول الأخرى، إلى مجرد مجمعات Ùندقية Øديثة على ساØÙ„ البØر المتوسط لا تتميز عن مثيلاتها الأوروبية سوى بكلÙتها الأرخص. هناك تصميم على توÙير جو Ù…Ø®ØªÙ„Ù Ù„Ù„Ø³Ø§Ø¦Ø ÙŠØ¬Ø¹Ù„Ù‡ يشعر أنه ÙÙŠ عالم غير غربي.
أما بالنسبة Ù„Ù„Ø³Ø§Ø¦Ø Ø§Ù„Ø´Ø±Ù‚ÙŠ Ùإن الجماهيرية توÙر له مزيجا من الثقاÙات العربية والأÙريقية، وتقدم له الصØراء بمهاريها البيضاء، والشاي الليبي الأخضر اللذيذ الذي يتميز بطقوس لا مساومة عليها، ÙˆÙنون البادية المتوارثة عبر آلا٠السنين.
والأهم من هذا كله أن ثقاÙØ© الشعب الليبي الأصيلة تجعل Ø§Ù„Ø³Ø§Ø¦Ø Ø§Ù„Ø´Ø±Ù‚ÙŠ يشعر أنه بين أهله، Ùعادات الكرم والضياÙØ© والمودة يلمسها الزائر بمجرد ابتعاده عن المطار أو الميناء.
خطط سياØية
بدأت ليبيا منذ بعض الوقت بتطوير قطاع الخدمات السياØية بعد إهماله Ù„Øقبة زمنية طويلة. Ùالاعتماد على النÙØ· والصناعة والزراعة والرعي طغى على القطاع السياØÙŠ.
يقول الوزير عمار لطيÙ:
"Ù†ØÙ† ÙÙŠ ليبيا قررنا دخول سوق السياØØ©. ولدينا خطة طموØØ© لتطوير السياØتين الثقاÙية والترÙيهية سواء على الساØÙ„ أو ÙÙŠ الصØراء. نريد تسهيل تأشيرة الدخول، وإنشاء موانئ لسياØØ© اليخوت على الساØÙ„ بØيث ØªØµØ¨Ø Ù„ÙŠØ¨ÙŠØ§ Ù…Øطة لليخوت السياØية المتنقلة بين موانئ البØر المتوسط".
وأضا٠أن الØوار بدأ مع أربع أو خمس شركات أوروبية لإنشاء Ùنادق ومنتجعات سياØية وإدارتها. والخطة تقضي أيضا بمشاركة ليبيا ÙÙŠ المعارض الدولية للسÙر والسياØØ©ØŒ وإقامة المهرجانات ÙÙŠ الخارج وإجراء الØوار مع رجال الأعمال ودعوتهم للاستثمار ÙÙŠ البلاد. وقانون الاستثمار يضمن إعÙاءات ضريبية تصل إلى ثمان سنوات.
ليبيا تستقبل Øاليا نص٠مليون Ø³Ø§Ø¦Ø Ø³Ù†ÙˆÙŠØ§. والخطة الجديدة ترمي إلى مضاعÙØ© العدد ليصل إلى عشرة ملايين بعد عشرة أعوام. وهذا ÙŠÙ…Ù†Ø Ø§Ù„Ù…Ø³ØªØ«Ù…Ø± Ùرصة للاستثمار ÙÙŠ قطاع الخدمات السياØية.
إلى جانب المباهج الكثيرة التي يجدها Ø§Ù„Ø³Ø§Ø¦Ø ÙÙŠ ليبيا Ùإنه يستمتع بأمان ربما لا يكون متاØا ÙÙŠ العديد من الدول الأخرى، إذ لم تسجل أية Øوادث تذكر بØÙ‚ السائØين الذين يجوبون البلاد طولا وعرضا دون عوائق.
بعد جولته على المناطق الأثرية والسياØية ÙÙŠ ليبيا شدد وزير السياØØ© الليبي على أهمية تطوير القطاع الÙندقي وبناء الاستراØات الخاصة وسط الصØراء وقرب المواقع الأثرية وتعبيد الشوارع. كما شدد على أهمية Øماية الآثار النادرة، لا سيما الرسوم على جدران الكهوÙØŒ من العبث أو السرقة. ولا Øدود للتÙاؤل لأن المستقبل يبشر بعلامات زاهرة، وقد ختم الوزير Øديثه بالقول: "Ù†ØÙ† نعد بأن Ø§Ù„Ø³Ø§Ø¦Ø Ø§Ù„Ø°ÙŠ سيأتي إلى ليبيا لن يكتÙÙŠ بزيارتها مرة واØدة".
|
Back
to main page |
Back
To Top
Copyright © A S Shakiry and TCPH Ltd. |
|