مصارف مغربية تسعى إلى استثمارات سياحية خليجية
18/05/2007

يسعى «البنك المغربي للتجارة الخارجية»، ثاني أكبر مصرف في المغرب، إلى جذب أكثر من مئة مليون دولار من الإمارات والسعودية وسائر دول الخليج، لضخها في صندوق استثماري يرتكز نشاطه في قطاعي السياحة والخدمات.

وأعلنت شركة «بي أم سي اي» كابيتال، التابعة للمصرف، إطلاق «صندوق المغرب للاستثمار في قطاع السياحة» الذي يسهّل عقد الصفقات وإنجاز المعاملات في الأسواق المغربية بشفافية ووضوح، بما يتفق مع المعايير الدولية. ومن المتوقع أن يقفل الاكتتاب بالصندوق (حجمه الإجمالي 250 مليون دولار)، بعد جولة أولى تنتهي في بداية حزيران (يونيو) المقبل، من المتوقع ان تجمع 100 مليون دولار.

وترغب الشركة في زيادة رأسمال الصندوق بنسبة 50 أو مئة %، من خلال تشجيع المستثمرين الإماراتيين والخليجيين على ضخ أموال فيه.

ويقدّر حجم المشاريع التي سيستثمر فيها الصندوق بأكثر من 600 مليون دولار. وكشف رشيد علمي سني، المدير العام لشركة «آكتيف إنفست» التي تتولى إدارة الصندوق لـ «الحياة»، أن العدد الإجمالي للمشاريع قد يصل إلى عشرة، من بينها مشروع في جنوب مدينة طنجة على مساحة 70 كيلومتراً مربعاً تكلفته 100 مليون دولار، لبناء مدينة رياضية متكاملة. وتوقّع ان تجذب المدينة الرياضية، التي أطلق عليها اسم «بورت ليكزس» الفِرَق الرياضية الأوروبية والعالمية في رياضات كرة القدم والرماية والصيد في شكل خاص.

أما المشروع الآخر فهو «منصور ليك سيتي»، مدينة منتجعات متكاملة في صحراء ورزازات، بكلفة 600 مليون دولار، التي «تستهوي السائح الأوروبي في شكل كبير»، وتتضمن 8 فنادق ومركز تسوّق ومنشآت أخرى على مساحة 347 هكتاراً.

وبعد الإمارات، سيجول ممثلو الصندوق على كل من السعودية والكويت والبحرين وقطر بهدف استقطاب مزيد من الاستثمارات. وقدّر العائد المتوقع على رأس المال في الصندوق بـ 20 في المئة، ليصل إلى 140 في المئة لدى استحقاق الصندوق بعد سبع سنوات، ما اعتبره سني «عائداً كبيراً بالنسبة الى السوق المغربية، لكنه قد يبدو متواضعاً مقارنة بما توفره صناديق أخرى في المنطقة». لكنه اعتبر أن «هناك فرصاً كبيرة لزيادة هذا العائد، بخاصة مع النمو الكبير المتوقّع في قطاع السياحة، مؤكداً أن دول الجوار مثل تونس تستقطب عدداً كبيراً من سياح المغرب العربي، «لذلك ركّزنا 85 في المئة من استثمارات الصندوق في المغرب، بينما النسبة المتبقية ستكون في دول الجوار في المغرب العربي».

ومعلوم أن المغرب يستهدف استقطاب 10 ملايين سائح بحلول عام 2010. وسجّل العام الماضي دخول 6.5 مليون سائح، بنمو نسبته 12 في المئة في قطاع السياحة. وكانت تلك التطورات الدافع الرئيسي للحكومة من جهة، وكل الجهات الأجنبية والمحليّة الخاصة من جهة أخرى، لزيادة الاستثمارات السياحية. وتبلغ القيمة الإجمالية الحالية للاستثمارات الأجنبية في المغرب 5 بلايين دولار، يتوقع ان تصل إلى 20 بليوناً خلال السنوات الخمس المقبلة.