تونس والسياحة البيئية والطبيعة
06/06/2008

السياحة الإسلامية02 يونيو/ حزيران2008

ورد تعريف للسياحة البيئية من قبل الصندوق العالمي للبيئة: السفر إلى مناطق طبيعية لم يلحق بها التلوث ولم يتعرض توازنها الطبيعي إلى الخلل، وذلك للاستمتاع بمناظرها ونباتاتها وحيواناتها البرية وحضاراتها في الماضي والحاضر. وتعنى السياحة البيئية بمفهومها العام الخروج من نسق العمل اليومي إلى الراحة والاستجمام والاستمتاع، وقد تكون في أبسط صورها رحلة إلى البر أو ارتياد الصحراء للتمتع بجمالها وطبيعتها بما فيها من حياة فطرية نباتية وحيوانية وممارسة كافة الأنشطة المعتادة فيها، أو للسياحة في المدن الساحلية والمناطق الأثرية أو المناطق الجبلية لجمال طبيعتها ولبرودة طقسها واعتدال مناخها، وقد تكون السياحة في البحر للنزهة والاستمتاع بالصيد وللكشف عما في أعماقه من كائنات بحرية فريدة وشعاب وأحجار مرجانية نادرة قلّما توجد في بحار أخرى.

وقد عملت تونس على إدراج هذا المفهوم الجديد ضمن استراتجيتها السياحية خصوصا وأنها تزخر بتنوع المواقع الطبيعية والمكونات البيئية التي جعلت منها نقطة جذب رئيسية يؤمها أكثر من ستة ملايين سائح سنوي، وهذا الجمال الذي يستهوى أفئدة زوار تونس يوازيه ثراء متعدد آخر في تاريخها وثقافتها وتراثها، وتمثل السياحة البيئية والإيكولوجية في تونس رافدا أساسيا لتنمية المنتوج السياحي وتنويعه دون إضرار بالبيئة أو مسّ بالتوازنات الإيكولوجية بالمناطق المرشحة لاحتضان هذا الصنف من الأنشطة السياحية.

وقد نظم الصندوق العالمي للبيئة "مكتب تونس" يوما إعلاميا وزيارة ميدانية لمنطقة الفايجة "على بعد 195 كلم شمال غرب تونس العاصمة"، وهى منطقة جبلية تمتدّ على ارتفاع يتراوح بين 500 م و1150 م، كما أنها محمية طبيعية تأسست سنة 1965 بهدف حماية الأيل الأطلسي الذي كان يُوشك على الاندثار، وحماية النباتات التي كانت مهددة بالانقراض والعمل على تكاثرها، إضافة إلى المحافظة على التنوع البيولوجى للأنواع الحيوانية والنباتية وتدعيم الحسّ البيئي لدى الزائرين وتنمية السياحة الإيكولوجية.

تغطى الثروة النباتية بالحديقة مساحة 2632 هكتارا وتتنوع بتنوع عواملها المناخية والجيولوجية ونوعية الأرض، وتعتبر الفايجة أهم منطقة في سلسلة جبال خمير ـ التي تمتد من الحدود الجزائرية شمال غار الدماء إلى غاية الساحل الغربي لمدينة بنزرت، وتتكون هذه الجبال من طيات معقدة تكونت في أواخر الزمن الثالث وهى تشرف على سهول منخفضة مغطاة بغابات كثيفة وأودية عميقة ضيقة ومنحدرة الجوانب ـ من حيث تنوّع النبات ووفرته.