مهرجان يحتفي بطائر الصقر ويدعم السياحة البيئية في تونس
27/06/2008

أونلاين:20يونيو/حزيران 2008

 Ø§Ø³ØªØ¶Ø§ÙØª الهوارية شرق العاصمة تونس على مدى خمسة أيام مهرجان الصيد بطائر الصقر تحت شعار "معا من أجل محيط أفضل وتنمية مستديمة" الذي يلقي رواجا كبيرا بين الجمهور منذ أكثر من أربعين عاما،

وقد أضحى هذا المهرجان الذي تحتفي فيه الهوارية بطائر الساف الملقب بأمير السماء لسرعته وحدة بصره موعدا قارا يستقطب آلاف الزوار من تونس ومن الخارج ونقطة إشعاع جعلت من هذه البلدة التي تقع على بعد 80 كلم شرق العاصمة محطة لآلاف السياح من أوروبا ومن الخليج العربي، وأوضح محمد بلكحلة السكرتير العام لجمعية المهرجان الذي تنفرد بتنظيمه هذه البلدة الصغيرة "إن التظاهرة هذا العام شكلت مناسبة للوقوف على الانعكاسات السلبية لما بات يعرف بالانحباس الحراري على البيئة ولاسيما على الطيور المهاجرة التي تتنقل وفق طبيعة الرياح والموجات الحرارية. وقال الشاذلي الجليدي مدير المهرجان من جانبه إن التظاهرة تهدف إلى الحفاظ على "فن البيزرة" "تربية الصقور" بالهوارية والمساهمة في تطوير السياحة البيئية حيث أصبح طائر الصقر رمز المدينة. ونظرا للمكانة التي تحتلها الجوارح في الهوارية عقدت خلال المهرجان الذي أقيم بين الثاني عشر من حزيران/يونيو والسادس عشر منه ندوات فكرية للمناسبة حول "التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية على الطيور المهاجرة" و"تطبيقات العلاج الطبيعي والبيوتكنولوجيي في الهوارية" التي يعيرها آلاف الطيور في كل موسم. وقد حذر بيل هير الخبير السابق في منظمة غرينبيس لشؤون المناخ من مخاطر الاضطرابات المناخية التي يشهدها العالم، وقال هير إن ارتفاع الحرارة سيؤدى إلى انقراض أنواع حيوانية ونباتية كثيرة.

وواكب فعاليات الدورة الثانية والأربعين للمهرجان الذي تنظمه سنويا "جمعية مهرجان الساف" "من فصيلة الصقور" بالتعاون مع "الجمعية الجهوية للباز" عدد كبير من التونسيين والسياح العرب والأجانب الذين أتوا خصيصا إلى الهوارية للتعرف على خصائص هذا الفن الذي يشتهر به الخليجيون وعلى المواقع الأثرية الزاخرة في المنطقة التي كان يطلق عليها قديما اسم "اكوالاريا" أو بلاد الصقر. ولقيت عروض الصيد التي شارك فيها هذا العام نحو 75 صيادا تراوحت أعمارهم بين 18 وتسعين عاما للفوز بأرفع جوائز المهرجان "الكأس الممتازة" اهتمام الحضور الذي غصت به المدرجات غير المغطاة غير مكترثين بحرارة الطقس التي تجتاح تونس هذه الأيام. وانبهر المتفرجون بسرعة انقضاض الصقر على فريسته التي نادرا ما تفلت من براثنه فتتعالى من فوق المدارج صيحات الإعجاب والتصفيق، واستمتع الحضور كذلك بالعروض الفولكلورية ولوحات الفروسية وركوب الخيل التي زينت بستائر ملونة. وأقيم خلال المهرجان معرض وثائقي يعرف بتاريخ البيزرة في هذه المدينة الساحلية التي يخضع سكانها لقانون صارم لصيد الجوارح ينظم موسم صيدها والصيد بها، حسبما أفاد بلكحلة.

وتتميز الهوارية بكثرة الكهوف والمغارات التي تعود إلى الفترة القرطجنية "814-146 قبل الميلاد" التي تشكل المكان المناسب للكواسر من الصقور ومثيلاتها التي تعيرها خلال شهر آذار/مارس من كل سنة في رحلتها من جنوب إفريقيا إلى أوروبا.