متحف نادر للآثار في قطاع غزة المحاصر
10/10/2008

العرب أونلاين:06 أكتوبر/تشرين الأول2008

بالقرب من شاطيء البحر في مدينة غزة ومخيم اللاجئين الذي يقيم فيه رئيس الوزراء الفلسطيني السابق إسماعيل هنية، يقف متحف الآثار الوحيد في قطاع غزة أو حتى المتحف الوحيد في القطاع الفقير الذي تحاصره إسرائيل. ويعتبر المتحف من نواح عديدة مفارقة غريبة وإضافة طال انتظارها للحياة في غزة، مفارقة لأنه في القطاع الذي مزقه الصراع ويعيش فيه 1.5 مليون فلسطيني ويعانى من حصار لا يسمح إلا بدخول الضروريات الأساسية، فآخر ما يمكن توقعه هو وجود متحف جديد تماما. ويضم هذا المتحف مجموعة صغيرة لكنها ثرية ترجع إلى عدة عصور منها قدور من العصر البرونزي المبكر بين 4000 و5000 عام قبل الميلاد وأعمدة رائعة من العصر البيزنطي وقراميد عليها نقوش تشير بوضوح إلى انتمائها إلى الفن الإسلامي. ويناسب وجود متحف للآثار في غزة التاريخ الثرى لهذا القطاع الساحلي الضيق. فقد كانت غزة تقع في مفترق طرق التجارة القديمة بين الشرق والغرب وميناء استراتيجيا له أهمية كبيرة، حتى أنه سجل على خريطة للعالم مرسومة على أرضية من الفسيفساء من القرن السادس عثر عليها في مدينة مأدبا الأردنية. كما حاربت الجيوش المصرية والإغريقية والآشورية والبيزنطية والإسلامية والعثمانية والصليبية على مر العصور في غزة،

والمتحف مشروع فردى لرجل الأعمال الفلسطيني المحلى الثرى جودت الخضري الذي يهوى جمع التحف والآثار والذي يسعى لتعريف سكان غزة بتاريخهم. وقال فضل العطل مدير المتحف "شيء جيد جدا. أول مرة في تاريخ غزة بصير عنا "عندنا" متحف بهذا الشكل واحنا "نحن" عاملينه بشكل صغير مبتدئين يعنى وإن شاء الله سيتطور أحسن.

وتشمل المجموعة التي يضمها المتحف آلاف القطع التي ترجع إلى آلاف السنين، وأقدم ما اكتشف منها في غزة يعود إلى منتصف الألفية الرابعة قبل الميلاد. وبنيت القاعة التي تضم معروضات المتحف بحجارة مأخوذة من منازل قديمة وأخشاب من سكك حديدية عتيقة كما استخدمت في البناء أجزاء من أعمدة أثرية اكتشفت في غزة. وتشير تقديرات الخضري إلى أن زهاء 200 زائر تردد على المتحف يوميا منذ افتتاحه في 18 أغسطس/ آب الماضي.