مؤسسة النبأ للثقاÙØ© والإعلام/ Ù…Øمد Øميد الصوا٠/كربلاء/ 4أكتوبر/تشرين الأول2008
تتبلور أمامنا العديد من مقومات Ø§Ù„Ù†Ø¬Ø§Ø ÙÙŠ تأسيس مرتكزات بنيوية كدولة ومجتمع، قادرة على الارتقاء بنا إلى مصا٠الدول المستقرة اقتصاديا واجتماعيا ÙÙŠ المنطقة ككل. خصوصا ونØÙ† على أعتاب مرØلة الاستقرار (الأمني Ù€ الاقتصادي) الذي يشهده العراق، Ùضلا عن الانÙØªØ§Ø Ø§Ù„ØªØ¯Ø±ÙŠØ¬ÙŠ للمجتمع الدولي على عراق (ما بعد الØرب).
Ùالعراق Ø§ØµØ¨Ø ÙŠØ¹ØªÙ…Ø¯ بشكل اساسي ووØيد على صادراته النÙطية ÙÙŠ الوقت الØالي، بعد ان اندثرت بÙعل الظرو٠التي صاØبت الØقبة الماضية الكثير من الصناعات التجارية التي كان العراق يعتمد عليها كردي٠للنÙØ· ÙÙŠ مداخيلة النقدية، كالزراعة والثروة الØيوانية، والتي يقتضي الكثير من الوقت والجهد والاموال لاعادة ترميمها.
وهذا يدÙعنا للبØØ« عن المزيد من الخيارات واستقطاب الÙرص الاستثمارية الاخرى، كالسياØØ© مثلا، كراÙد غني آخر لعصب الاقتصاد العراقي إذا Ø§ØªÙŠØ Ø§ØºØªÙ†Ø§Ù…Ù‡ بسبل مدروسة وعلمية تؤدي بنا الى تطوير هذا المرÙÙ‚ واستثماره بشكل Ùاعل.
ÙالسياØØ© أو الصناعة غير المنظورة Øسب ما يطلقه عليها خبراء الاقتصاد، Ø£Øد أهم عوامل الازدهار الاقتصادي للبلدان، لما تدره السياØØ© من أموال معتبرة على مداخيل تلك الدول، بالإضاÙØ© إلى أثرها الÙاعل ÙÙŠ التنمية الاقتصادية.
Øيث تستقطب هذه الظاهرة الرائجة ÙÙŠ عدد Ù…Øدود من الدول السياØية التصنيÙØŒ عديد الواÙدين والزوار السياØØŒ وهواة الترØال والترÙيه من مختل٠أرجاء المعمورة.
كما تعد السياØØ© من أكثر الصناعات نمواً ÙÙŠ العالم، كونها قطاع إنتاجي يلعب دوراً مهماً ÙÙŠ زيادة الدخل القومي وتØسين ميزان المدÙوعات، ومصدراً للعملات الصعبة، ÙˆÙرصة لتشغيل الأيدي العاملة، وهدÙاً لتØقيق برامج التنمية، مما Øدي بالعديد من الدول التي تÙتقر للبيئة السياØية إلى إنشاء وتأسيس مشاريع سياØية اصطناعية كعامل جذب استثماري للسياØ.
ÙˆØسب منظمة السياØØ© الدولية تسهم عائدات السياØØ© بنسبة 11% من مجموع الإنتاج العالمي، Ùيما ØªØªÙŠØ Ù†ØÙˆ 200 مليون Ùرصة عمل، أي ما يوازي 8% من مجموع Ùرص العمل ÙÙŠ العالم، كما تتصدر المنتجات السياØية الترتيب الأول ÙÙŠ التجارة الدولية، تعقبها بالدرجة الثانية صناعة المركبات.
مما يجعل من السياØØ© وسيلة للمساهمة ÙÙŠ النمو الاقتصادي للبلدان النامية، تتباين مساهمة Ù†Ùقات السياØØ© ÙÙŠ الناتج المØلي الإجمالي تباينا واسعا من بلد إلى آخر، Øسب Øجم الاقتصاد ومستوى الإنÙاق.
ووÙÙ‚ دراسة أجريت Ù„Øساب (أمريكان اكسبريس تراÙÙ„) استأثرت أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية وأوروبا الشرقية وشرق آسيا والمØيط الهادئ على امتداد العقدين الماضيين بالجانب الأكبر من واردات السÙر والسياØØ©ØŒ بينما استأثر إقليم البØر المتوسط بمتوسط مقداره 36 ÙÙŠ المائة من Øجم السياØØ© الدولية.
Ùقد استطاع الشرق الأوسط أن يكون وجهة لـ46 مليون Ø³Ø§Ø¦Ø ÙÙŠ العام الماضي، بالرغم من Øالة عدم الاستقرار السياسي الذي Ø§Ø¬ØªØ§Ø Ø§Ù„Ù…Ù†Ø·Ù‚Ø©.
من منظور آخر، Ùإن السياØØ© هي Øركة ديناميكية ترتبط بالجوانب الثقاÙية والØضارية للإنسان، بمعنى أنها رسالة Øضارية وجسر للتواصل بين الثقاÙات والمعار٠الإنسانية للأمم والشعوب، ومØصلة طبيعية لتطور المجتمعات السياØية وارتÙاع مستوى معيشة الÙرد.
Ùهي عامل إثراء ثقاÙÙŠ للسكان المØليين، لما تتيØÙ‡ من Ùضاءات رØبة ÙÙŠ الاختلاط والاطلاع على ثقاÙات الشعوب وإتقان لغاتها المنوعة.
Øيث غدت السياØØ© منهجاً وأسلوباً تقوم عليه العديد من المؤسسات السياØية العالمية، وعلى غير ما يعتقد الكثير Ùإن تطبيق Ù…Ùهوم السياØØ© لا يعد مكلÙاً من الناØية المالية، Ùله عائده المعنوي والمادي، ويعود Ø¨Ø§Ù„Ø±Ø¨Ø ÙˆØ§Ù„Ùائدة على المؤسسات السياØية.
يرى الكاتب الأمريكي (كامبردج بوك ريÙيوز) ÙÙŠ كتابه "السياØØ© ÙÙŠ مجتمع معولم" Øول العلاقة بين السياØØ© والØداثة مع التركيز على أثر السياØØ© على العلاقات الإنسانية والاجتماعية (Øتى يشعر مجتمع معين بخصوصيته لا بد من أن يجد مجتمعات أخرى يقارن Ù†Ùسه بها، أو ما يعر٠ÙÙŠ الدراسات بـ "الآخر" والاختلاط Ø¨Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§Ø ÙˆØ§Ù„Ø£Ø¬Ø§Ù†Ø¨ يعطي Ùرصة مهمة لإجراء هذه المقارنات).
والعراق اØد البلدان القلائل الذي تتواÙر Ùيه مقومات السياØØ© الناجØØ© كونه يتمتع بعوامل جذب واستقطاب الزوار من مختل٠ارجاء الامم والشعوب، نظرا لرصيده الكبير ÙÙŠ الخزين الاثري والثقاÙÙŠ والديني.
Ùضلا عن كونه يتمتع ايضا بتضاريس ومناخات بيئية متباينة ÙÙŠ الشمال والوسط والجنوب، مما تعد ØواÙز مغرية لاستقطاب اكبر عدد من Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§Ø ÙÙŠ مختل٠المواسم السنوية، مما يؤشر لضرورة تطوير هذا القطاع وتÙعيله.
ويرى المختصون ÙÙŠ هذا المضمار ان Ù†Ø¬Ø§Ø Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§ØØ© يأتي عبر اهمية ادراك Ù…Ùهوم السياØØ© ومعرÙØ© مكوناتها وتØويلها الى منتج قابل للتصدير، عبر معرÙØ© اهم عناصرها كمنتج اقتصادي هام، وهي:
1- السائØون: وهى الطاقة البشرية التى تستوعبها الدولة المضيÙØ© صاØبة المعالم السياØية ÙˆÙقاً لمتطلبات كل سائØ.
2- العارضون: وهى الدول التى تقدم خدمة السياØØ© لسائØيها بعرض كل ما لديها من إمكانات ÙÙ‰ هذا المجال تتناسب مع طلبات السائØين من أجل خلق بيئة سياØية ناجØØ©.
3- (المعالم السياØية): باختلا٠أنواعها والتى تتمثل ÙÙ‰ أنواع السياØØ© وتقديم التعريÙات المختلÙØ© لها Ùنجد منها: السياØØ© الدينية، السياØØ© البيئية، السياØØ© العلاجية، السياØØ© الرياضية، السياØØ© الاجتماعية، سياØØ© التسوق، سياØØ© المغامرات، سياØØ© الشواطىء، السياØØ© الÙضائية، سياØØ© الآثار... الخ.
ثلاثة ابعاد هامة للنهوض بمشروع وطني شامل للسياØØ©
أولا: العائد المادي لأصØاب المشاريع السياØية.
ثانياً: البعد الاجتماعي، على اعتبار أن هذه المؤسسات هي جزء من المجتمع المØلي وعليها الاستÙادة من الخبرات والكÙاءات المØلية ما أمكن، بالإضاÙØ© إلى إشراك المجتمع المØلي والأخذ برأيه.
أما البعد الثالث: Ùهو البيئة Øيث تعامل هذه المؤسسات على أنها جزء من البيئة، وبالتالي يجب عليها المØاÙظة على الموارد الطبيعية من ماء وطاقة ونباتات وأØياء طبيعية لدرء أي خطر من مشاكل التلوث والتدهور.
لذا تجدر الاشارة بعض النقاط والمقترØات لوضع آلية لتÙعيل وديمومة السياØØ© بشكل اكبر:
. إعداد وتأهيل السكان المØيطين بالمناطق السياØية ثقاÙياً ومهنيا وتعريÙÙ… باهم السلوكيات والاخلاقيات الناجØØ© ÙÙŠ استقطاب Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§Ø ÙˆØ¬Ø°Ø¨Ù‡Ù….
. وضع السبل الكÙيلة لتØسين الوضع البيئي وتجميل المناطق المØيطة بالمواقع السياØية وتوÙير الخدمات الضرورية Ùيها وإنشاء الطرق التي تسهل الوصول إليها.
. تأهيل كوادر وشركات سياØية Ù…Øلية قادرة على تنظيم سÙرات منتظمة، Ù„Ù„Ø³ÙˆØ§Ø ÙˆØ§Ù„Ø²ÙˆØ§Ø± والمواطنين بواسطة ØاÙلات مكيÙØ© إلى المعالم الأثرية والØضارية والسياØية مع إعداد برامج منوعة وترÙيهية لهم.
. تشجيع المنتوجات الصناعية والزراعية المØلية ومصنوعات الØر٠التقليدية أو الشعبية لتقديمها أو بيعها إلى السياØ.
. تÙعيل دور الإعلام المرئي والمكتوب ÙÙŠ الترويج للسياØØ© المØلية.
|