الشرق الأوسط: 14أبريل/ نيسان2009
مدينة طنجة ÙÙŠ شمال المملكة المغربية وعمرانها المخضرم، الناتج عن خضوعها للإنتداب الدولي لمدة تزيد على نص٠قرن Ùˆ الذي يؤرخ مرØلة مهمة من تاريخها الغني. Ùطنجة مدينة لا يمكن أبدا الØديث عن Øاضرها من دون الØديث عن ماضيها المثير، ماض يجمع ما بين الغرق ÙÙŠ عمق ما قبل التاريخ مع أساطير هرقل وأطلس، وما بين تاريخها العربي الإسلامي الزاهر، وإØدى أهم مراØله الوردية عبور جيوش المسلمين Ù†ØÙˆ الأراضي الإيبيرية، ونشر الإسلام الذي استمر هناك ÙÙŠ دولة الأندلس مدة ثمانية قرون. ثم المرØلة الدولية التي خضعت Ùيه طنجة لوصاية متعددة الأجناس. الوصول إلى المدينة العتيقة يتم عبر عدة طرق، أهمها شارع الØرية، Øيث يوجد Ùندق «Ø§Ù„منزه» الشهير، الذي بناه اللورد بيت ÙÙŠ عقد الثلاثينات من القرن الماضي، وهو اليوم الÙندق الذي يستقبل مشاهير السياسة والÙÙ† والثقاÙØ©ØŒ وضيوÙا وسياØا متميزين من المغرب وخارجه. ÙÙŠ شارع الØرية تتجاور الذكريات مع المعالم السياØية. هناك القنصلية الÙرنسية التي لا Ù…Ùر لأي زائر للمدينة من زيارتها، إنها تØÙØ© معمارية لا يمكن العثور على نماذج كثيرة منها ÙÙŠ العالم. ÙˆØول قصر القنصلية Øديقة هي أشبه بالغابة العذراء مع أشجار نادرة وموغلة ÙÙŠ الزمن، ÙˆÙÙŠ هذه القنصلية جرت الكثير من Ø£Øداث التاريخ. قبالة قصر القنصلية توجد تلك المقهى الأسطورة، وهي مقهى «Ø¨Ø§Ø±ÙŠØ³»ØŒ التي عاشت من الØكايات مع الÙنانين والمشاهير أكثر مما عاشتها أية مقهى أخرى ÙÙŠ المغرب كله.
مقهى باريس ظهر مع ظهور أولى تباشير المدينة الجديدة التي شيدها النظام الدولي خارج المدينة العتيقة، ثم تØول مع مرور السنوات إلى مزار لضيو٠طنجة من الÙنانين والسياسيين والكتاب والبوهيميين، وأيضا من الجواسيس والأÙاقين القادمين من كل أصقاع العالم. ÙÙŠ هذا المقهى جلس الكاتب الأميركي تنيسي وليامز مع ابن جلدته بول بولز، ومعهما الÙرنسي جان جينيه، الكاتب المتمرد إلى آخر Øياته، ومعهم Ù…Øمد شكري، الذي أرخ لهذه المرØلة ÙÙŠ كتب كثيرة Ù†Øت Ù†ØÙˆ طابع السرد الذاتي والشخصي. قرب مقهى باريس ساØØ© لا تزال إلى اليوم ملتقى لكل القادمين Ù†ØÙˆ طنجة، والتي يسميها السكان «Ø³ÙˆØ± المعكازين»ØŒ أي «Ø³ÙˆØ± الكسالى»ØŒ لأنها كانت Ù…Øطة استراØØ© للمساÙرين من وإلى طنجة ÙÙŠ كل الأزمنة.ØŒ هذه الساØØ© لا تزال إلى اليوم Ù…Øطة استقبال زوار طنجة، Ùيما يتأمل الناس تلك الجبال القريبة الرابضة Øل٠مضيق جبل طارق، إنها جبال الجنوب الإسباني الذي لا يزال يغري الكثيرين بالرØيل Ù†Øوه Øتى ولو ركبوا الأخطار ÙÙŠ سبيل ذلك. المرور عبر شارع الØرية يؤدي رأسا إلى ساØØ© السوق البراني، المعروÙØ© باسم «Ø§Ù„سوق دبرّا». هذه الساØØ© كانت على مر الزمن سوقا كبيرا لسكان المدينة وزوارها، وإليها ÙŠØج المتبضعون كل أسبوع، وهي بالإضاÙØ© إلى ذلك، وبعد أن تØولت من سوق إلى ساØØ© عامة، تتميز بوجود الكثير من المعالم التاريخية، أهمها دار المندوبية، وهي البناية التي كانت تØتضن مقر الØاكم الدولي لطنجة، ولا تزال هذه البناية إلى اليوم واØدة من المعالم التاريخية والسياØية الأكثر شهرة، خصوصا بوجود أشجار ضخمة وعملاقة داخل Øديقتها، والتي يقدر عمرها بمئات السنين. إنها أشجار تØكي لوØدها تاريخ هذه المدينة المثير.
|