اكتشاف أقدم حلي في العالم، بضواحي مدينة بركان المغربية
22/05/2009

السياحة الإسلامية: 14مايو/أيار2009

أعلنت وزارة الثقافة للملكة المغربية Ùˆ في إطار برنامج الأبحاث الأركيولوجية بمغارة الحمام بقرية تافوغالت التي تبعد بـ20كلم عن مدينة بركان المغربية، والذي يسهر عليه المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث بالعصمة الرباط، وبتعاون مع جامعة أكسفورد. أنه عثر فريق مغربي- بريطاني على 47 قوقعة بحرية بمغارة الحمام بتافوغالت استعملت كحلي وتم طلاء البعض منها بالمغرة الحمراء بمستويات أركيولوجية تعود إلى عصر العطيري (الإنسان العاقل بشمال إفريقيا).  Ùˆ حسب آخر المعطيات Ùˆ التي ستنشر نتائجها مستقبلا بطريقة علمية، فإن تاريخ العطيري يعود على الأقل إلى حوالي 110 ألف سنة. ومن ناحية أخرى فإن هذا العدد الجديد  من التحف المكتشفة يفوق الـ 41 قطعة التي تم العثور عليها بجنوب إفريقيا والتي يعود تاريخها إلى حوالي75 ألف سنة. Ùˆ استنادا على هذه المعطيات العلمية الجديدة أصبحت المملكة المغربية تتوفر على أكبر مجموعة من حلي ما قبل التاريخ، والتي تعد أيضا الأقدم في العالم على الإطلاق حسب آخر الإكتشافات، حيث يفوق تاريخها بكثير 82 ألف سنة إلى حد الآن. وحسب السيد عبد الجليل بوزوكار، أستاذ باحث بالمعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، والمسؤول عن الفريق العلمي الذي اكتشف هذه التحف، فإن الإطار الستراتيغرافي والكرونولوجي لهذه اللقى الجديدة، يظهر بوضوح أن صناعة واستعمال الحلي بموقع مغارة الحمام بقرية تافوغالت هما تقليد دام لعدة قرون ولم ينحصر في مدة معينة ØŒ Ùˆ على الأرجح فعمرها أكثر من 100 ألف سنة. وتندرج مسألة استعمال القواقع البحرية من نوع (ناساريوس جيبوسيلوس) كحلي في إطار إشكالية علمية يطرحها الباحثون حول الإستعمالات الأولى للرموز، حيث يظن العديد من الدارسين أن القواقع البحرية التي استعملت كحلي تكون الدليل على وجود فكر رمزي وبروز التجمعات الإثنية. ويظل المغرب البلد الوحيد في العالم الذي تم العثور به مؤخرا على هذا النوع من اللقى في  العديد من مواقع ما قبل التاريخ كمغارة (الغفص) بناحية مدينة وجدة، وكهف (بيزمون) بجبل الحديد بنواحي مدينة الصويرة. وإلى عهد قريب، اعتبرت مغارة (بلومبوس) بجنوب إفريقيا كالموقع الوحيد في العالم الذي تم الكشف فيه عن عدد من اللقى والتي وصل عددها إلى 41 قطعة. بينما العدد الذي تم العثور عليه بمغارة الحمام بقرية تافوغالت يصل إلى 47 قطعة والتي يفوق تأريخها ما أسفرت عنه تنقيبات (بلومبوس). وحسب السيد نيك بارطون، أستاذ باحث بمعهد الآثار بجامعة أكسفورد وعضو الفريق العلمي، فإن هذه الإكتشافات الجديدة بالغة الأهمية، لأنها توضح أن صناعة هذه الحلي بالقارة كانت بمثابة نشاط قديم جدا وعرف على الأرجح إلى حد الآن بنقطتين متباعدتين من إفريقيا على الأرجح منذ 110 ألف سنة. وكشفت الحفريات الأثرية التي أجريت بمغارة الحمام بقرية تافوغالت ما بين 20 مارس/آذار Ùˆ 21 أبريل/نيسان 2009ØŒ عن وجود المزيد من الهياكل العظمية التي يعود تاريخها حسب آخر المعطيات إلى حوالي 12500 سنة، وهي فترة توازي العصر الحجري القديم الأعلى. ومنذ انطلاق الأبحاث بهذا الموقع خلال سنوات الأربعينات من القرن الماضي، فقد تم العثور إلى حد الآن على حوالي 200 هيكل عظمي، لتعد بذلك مغارة الحمام بقرية تافوغالت من بين أهم مدافن العصر الحجري القديم الأعلى بشمال إفريقيا. ويجب التذكير أن الأبحاث الأثرية بمغارة الحمام بقرية تافوغالت تستفيد من دعم المركز الوطني للبحث العلمي والتقني بالمملكة المغربية في إطار البرنامج الموضوعاتي لدعم البحث العلمي PROTARS    P32/09بتعاون مع معهد الآثار بجامعة أكسفورد، ومتحف التاريخ الطبيعي بلندن ومختبر مصادر المعادن والهيدروجيولوجيا والبيئة بكلية العلوم بمدينة وجدة، والمتحف الأثري بماينس وبدعم جمعية أصدقاء قرية تافوغالت.