فندق (المامونية) بمراكش، نزل فيه ديغول وتشرشل وروزفلت Ù
26/06/2009

جريدة الشرق الاوسط: 16 يونيو/حزيران 2009

قبل أيام احتضنت مدينة مراكش بالمملكة المغربية مزادا علنيا، تم خلاله عرض 5000 قطعة أثاث قديم للبيع، خاصة بفندق (المامونية) الشهير، في انتظار تنظيم مزاد آخر، بعد أيام، يتم خلاله عرض نفس العدد تقريبا من قطع الأثاث، أمام من يحنّون إلى الأوقات الجميلة التي أمضوها في هذا الفندق الشهير، الذي تحول اسمه إلى ماركة مسجلة وعلامة تميُّز عبر العالم، ليس لطابعه المعماري، بل أيضا للذكريات التي تؤرخ لحكايته، من خلال كل تلك الأسماء المشهورة التي نزلت فيه على مدى عقود.

وفي مراكش، يقولون إن فرادة فندق (المامونية) هي من جمال وسحر المدينة الحمراء، بنخيلها ولون بناياتها، حمراء اللون. وأن يصير (لون المامونية) عنوانا للون مراكش «Ø§Ù„حمراء»ØŒ فذلك يعني أنها تحولت إلى إحدى علامات هذه المدينة الساحرة. ويردد البعض أن (المامونية) يستمد اسمه من حدائقه، التي عُرفت بعرصة (حديقة) المامون.

وفي عام 1923، صمم المهندسان هنري بروست وأنتوان مارشيسيو فندق (المأمونية)، وعملا على أن يجمع بين الهندسة المغربية التقليدية وآخر مبتكرات طراز فن الديكور. واستقبل هذا الفندق، منذ أن فتح أبوابه، عددا كبيرا من مشاهير العالم، أمثال رئيس الوزراء البريطاني الشهير وينستون تشرشل، الذي كان يمضي فيه عطلته الشتوية ويمارس هواية الرسم، حيث قام برسم العديد من اللوحات التي اكتسبت أهمية تاريخية، وبيع العديد منها في الفترة الأخيرة، كانت آخرها (لوحة مراكش)، التي أهداها (الوزير الرسام) إلى مارغريت ابنة الرئيس الأميركي السابق هاري ترومان عام 1951. وهي لوحة مرسومة بالألوان الزيتية تصور مشهدا لجبال الأطلس، كخلفية لأحد أبواب المدينة.كما استُخدم الفندق لتصوير أفلام عالمية شهيرة، مثل فيلم (مروكو) من بطولة الممثلة مارلين ديتريش، وفيلم (ذي مان هو نيو تو ماتش) للمخرج الشهير ألفريد هيتشكوك. ونزل بـ(المامونية) الفنان الشهير شارلي شابلن عام 1955، علاوة على أن هذا الفندق الشهير ظل يستقبل على مدى السنوات مشاهير ونجوم العالم، أمثال كلود لولوش، ومارتن سكورسيزي، ونيكول كيدمان، وسيلفستر ستالون، وريشار جير، وسوزان ساراندون، وتوم كروز، وشارون ستون، وكيت وينستلي، وشارل أزنافور، وجون بول بلموندو، وكاترين دونوف، وآلان دولون، وكلوديا كاردينالي، وصوفي مارصو، وكيرك دوغلاس، وعمر الشريف، وإيف سان لوران، وإديت بياف، وغيرهم ممن حملتهم رغبة ال،ستمتاع بهدوء الفندق وفخامته وسحر المدينة وفرادة طقسها.

ويُحكى أن شارل ديغول قضى بفندق (المامونية) ليلة واحدة، وذلك خلال زيارة للمغرب، وتردد أن مدير الفندق كان مضطرا وقتها إلى توفير سرير على مقاس الرئيس الفرنسي الشهير، الذي عُرف بطول قامته. وإلى نجوم الفن والسينما، استقبل الفندق رؤساء وملوك العالم، أمثال تيودور روزفلت، ورونالد ريغان، ونلسون مانديلا، وفاليري جيسكار ديستان، وكوفي عنان، والملكة إليزابيث الثانية، وجاك شيراك، وهيلموت كول، وحسني مبارك.