إسلام أونلاين
Ù…Øمد خاطر
ضانا مشروع Ùريد من نوعه ÙÙŠ جنوب الأردن، تجربة رائدة جمعت بين إنشاء المØمية الطبيعية وبين تنمية المناطق المØيطة بالمØمية اقتصاديًّا واجتماعيًّا، والربط بين الأمرين بØيث يعتمد كل منهما على الآخر، ومن هنا كانت ولادة مشروع وادي ضانا، Øيث اعتمدت المØمية على المهارات المتوÙرة لدى السكان المØليين وقدراتهم، ممزوجةً برؤية٠لأÙكار جديدة، لجنْي الدخل لهؤلاء السكان دون تدمير المØمية، بل أصبØت المØمية هي التي تبيض لهم ذهباً.
Ùأشجار الÙواكه التي كانت مهملة Øول المØمية، أصبØت مصدر دخل للسكان بعدما بدأت عمليات تجÙÙŠÙها وتسويقها، وتم تصنيع المربَّى والأعشاب الطبية المجÙÙØ©ØŒ وتمَّ تطوير المØاولات الأولى ÙÙŠ إنتاج الØليّ إلى صناعة أشكال جميلة مستمدة من نباتات ÙˆØيوانات المØمية.
وازدهرت صناعة الأواني الÙخارية المعتمدة على الطين، والتي تمت بتصميم Ù…ØلّÙÙŠ من أهل القرية، هذه المØاولات التي قدّمت دخلاً جيداً لأهل القرية المØمية، قد Øملت ÙلسÙØ© المØمية ومبادئ المØاÙظة على الطبيعة.
ضانا.. عالم غني
أنشئت Ù…Øمية ضانا الطبيعية عام 1990Ù…ØŒ وتبلغ مساØتها 320 كم2ØŒ وتمتد من مرتÙعات جبال الشراه عبر الوديان والصخور شديدة الانØدار إلى الكثبان الرملية والتلال الصØراوية ÙÙŠ منطقة وادي عربة، وتغطيّ أكثر المناطق الجبلية جمالاً ÙÙŠ جنوب الأردن.
تداخل ÙÙŠ الأقاليم.. وتنوع نباتي هائل
وعلى الرغم من أن مساØØ© المØمية لا تتجاوز 0.003% من مساØØ© الأردن Ùقد Øباها الله تداخلاً كبيراً عجيباً ÙÙŠ الأقاليم الجغراÙية النباتية مع بعضها البعض، Ùعلى رقعة واسعة تتÙاوت ارتÙاعاتها من Øوالي 1600 متر Ùوق Ø³Ø·Ø Ø§Ù„Ø¨Øر إلى أخÙض نقطة ÙÙŠ الأرض قرب البØر الميت تمتد أربعة أقاليم مختلÙØ© وهي: إقليم Øوض البØر الأبيض المتوسط والإقليم الإيراني – الطوراني، والإقليم الصØراوي، والإقليم السوداني؛ ولذلك Ùإن المØمية تتميّز بتنوع Øيوي نباتي هائل ضمن جبالها وسهولها وصØرائها وأوديتها، Ùقد تم ÙÙŠ هذه المØمية تسجيل عدد من الأنواع النباتية بلغ 687 نوعاً نباتيًّا.
إن التباين ÙÙŠ الارتÙاع، ونسب هطول الأمطار، ودرجات الØرارة Ùيها، ووجود الأودية والينابيع الدائمة، واختلا٠جيولوجية المنطقة تربةً وصخوراً، أدى إلى المساهمة ÙÙŠ هذا التنوع النباتي الذي راÙقه تنوع متواجدٌ للÙقاريات واللاÙقاريات أيضاً.
إنّ العديد من الأنواع النباتية المسجلة ÙÙŠ المØمية كنا نظنّÙها أنواعاً أكثر تطرÙاً Ù†ØÙˆ الشمال والغرب Ù†ØÙˆ مناطق أكثر رخاءً بالمطر والبرودة، لكن الأسباب الآنÙØ© الذكر ÙˆÙرّت لها ظروÙاً ملائمة للنمو.
وإنه لمن الغريب Øقًّا ما يمكن مشاهدته ÙÙŠ ضانا، ÙÙيها نرى أشجاراً عملاقة من السرو دائم الاخضرار ذات الانتماء المتوسطي الرطب، ودونها نرى شجيرات صغيرة من Ø§Ù„Ø´ÙŠØ Ø°ÙŠ الانتماء للهضبة الإيرانية الطورانية الأكثر Øاجة لدرجات الØرارة والأقل طلباً للماء، ÙˆÙيها نرى أيضاً أشجاراً من البلّÙوط والعرعر ودونها شجيرات من الرتم والصبر، مما يشكل هذا التمازج الÙني بين مختل٠المناطق الجغراÙية النباتية، Ùوجود غابات العرعر ÙÙŠ منطقة ضانا هو أقصى توزيع شمالي ÙÙŠ العالم لهذا النوع، بينما لم يبق من غابات السرو الطبيعي سوى ألÙيْ شجرة، مع أن هذه الأشجار كانت موزعة بشكل جيد قبل أل٠عام وكانت تصدر أخشابه إلى كاÙØ© أقطار الدولة الرومانية والبيزنطية لتستعمل ÙÙŠ صناعة السÙÙ†.
إضاÙØ© لكل ما سبق، Ùقد وجدت ÙÙŠ المنطقة ثلاثة أنواع نباتية سجّلت لأول مرة ÙÙŠ تاريخ العلم ÙÙŠ عام 1996Ù…ØŒ وهذه النباتات باتت تØمل اسم ضانا ضمن اسمها العلمي تخليداً لها. هذه النباتات التي تكتسب صÙØ© الندرة والاستيطان عالميًّا يمكن استخدام Ø¥Øداها كعقار طبّي طبيعي لآلام المعدة والأمعاء؛ نظراً لما يتمتّع به الجنس الذي ينتمي إليه هذا النبات بهذه الخصوصية.
Øيوانات المØمية وبعض الإØصائيات
تم تسجيل ما بين (200 - 300) نوع من الØيوانات اللاÙقارية، ونوعين من البرمائيات، Ùˆ39 نوعاً من الزواØÙØŒ منها أربعة أنواع مهددة بالانقراض كالØرباء والضب والورل والسلØÙاة اليونانية. ÙˆÙŠØªØ±Ø§ÙˆØ Ø¹Ø¯Ø¯ الطيور ÙÙŠ الأردن عمومًا ما بين 400 Ùˆ430 نوعاً تتبع 20 رتبة Ùˆ55 عائلة معظمها مهاجرة، وتمَّ تسجيل 209 طيور ÙÙŠ ضانا Ùقط منها 33 نوعًا لها أهمية عالمية مهددة بالانقراض وسجلت بكثاÙØ© عددية عالية ÙÙŠ المØمية منها:
العويسق، والنهار السوري، وعقاب أسÙع، والنسر الأسمر، وعقاب ذهبي، وبومة نسارية، والØبارى، وهازجة الشجر، وعصÙور وردي سيناوي.
أمّا الثدييّات Ùقد تم تسجيل 37 نوعاً منها 12 نوعًا مهددًا بالانقراض وهي:
الذئب، والنمر، والوشق، والقط البري، والثعلب الأÙغاني، والقط الصØراوي، والثعلب الÙينيقي، والثعلب الرملي، والضبع المخطط، والبدن، والوبر الصخري، والغزال الصخري.
وادي Ùينان Wadi Faynan
بالإضاÙØ© إلى كل ما Ø°ÙÙƒÙر، Ùإن Ù…Øمية ضانا وموقعها الØالي من أهم المناطق الغنية بالتراث الأردني، Øيث إن أكبر وأكثر المواقع الأثرية أهمية تتواجد ÙÙŠ وادي ضانا، كما ÙŠØتوي موقع خربة Ùينان دليلاً على أن الإنسان كان قد سكن Ùيها منذ القرن السابع قبل الميلاد ولغاية هذه الÙترة؛ إذ ÙŠØتوي الوادي على العديد من المظاهر المتعلقة بنشاطات الإنسان مثل استخراج النØاس، Øيث يشاهد الزائر Ø¨ÙˆØ¶ÙˆØ Ø§Ù„Ø±Ù‚Ø¹ القاتمة من خبث المعدن والتي تغطي الموقع.
وكذلك الأنظمة الزراعية المتمثلة ÙÙŠ الجدران الكبيرة التي أقيمت لتكون Øقولاً وتØتÙظ بالتربة، وأخيراً Ùإن Ùينان Faynan بذاتها كانت عبارة عن مجمع لمستوطنة مدنية تشتمل على بنايات كبيرة متعددة، وأنظمة للشوارع وشبكات المياه من قنوات صناعية وخزانات.
ويعود ذكر هذا الموقع إلى القرن الثالث عشر قبل الميلاد، Øيث يشير نص صادر عن رمسيس الثاني Ùرعون مصر عن منطقة Ùنيان باسم “Pwnw†كإØدى المناطق التي سكنها البدو. وأمّا الاسم الØديث لخربة Ùينان Ùإن أول ذكر لها قد تم عام 1807Ù… من قبل مكتش٠كان قد سمع عن الموقع من قبل القرويين ÙÙŠ مدينة الشوبك القريبة من المØمية.
ضانا: جمال طبيعي ونسيج معماري نقي
ومن ضمن جهود المØمية ÙÙŠ إعادة إعمار القرية بØجارتها الأصلية وعلى طريقة بنائها القديمة من أجل المØاÙظة على طابعها وتراثها، تم بناء خمسة وستين بيتاً ÙÙŠ القرية، ورص٠الشارع الرئيسي للقرية بالØجارة، وتم بناء مسجد القرية بنÙس الطريقة ليØاكي النمط القديم، وبناء عين الماء البارد والعذب التي تنÙجر من الجهة الشرعية للوادي والتي تزود أهل القرية بما يلزمهم منها. |