اللاذقية: التراث الدمشقي و منتجع "أفاميا – روتانا"
23/11/2009

السياحة الإسلامية: عن (الشرق الاوسط) 24 نونبر / تشرين الثاني2009

الوصول إلى «Ù…نتجع أفاميا Ù€ روتانا» في اللاذقية على الساحل الشمالي لسورية، ينسي المسافر عناء الطريق وعناء عبور الحدود اللبنانية - السورية الذي قد يستغرق ساعات وساعات، لا سيما إذا كان المسافرون من الصحافة العربية والأجنبية! لحظة الوصول والإطلالة على تلك الزرقة لبحر تتمايل مياهه الشفافة على إيقاع نسيم أكتوبر (تشرين الأول) العليل، كفيلة ببث النشاط في الأجسام المرهقة، وإزالة كل الضغط الحياتي المتراكم. ودخول ردهة الفندق الفسيحة والفخمة، يشعر الزائر بالراحة والألفة في آن واحد. واللافت أن التراث السوري وتحديدا الدمشقي يطبع الديكور العام لقاعات الفندق وأروقته بنفحات شرقية غير متكلفة، وبذوق رفيع، واضح أنه أجاد الدمج بين الوجهين العصري الحداثي من جهة والتقليدي من جهة أخرى. فأُبرز البناء المعماري التقطيع الحديث والبسيط، لتتولى الهندسة الداخلية بث النفس السوري. والأهم أن البناء، على حداثته، لم يأت شاهقا، فلم تتعد طبقاته أربع طبقات. كما امتدت أجزاؤه على مساحة 70 ألف متر، تقطعها «Ø¨Ù‚ع» خضراء من أشجار النخيل والأزهار والشتول. وبتوسطها أجزاء الفندق بدت هذه البقع أشبه بـ«Ø±Ø¦Ø§Øª» المنتجع. كما أنها أتت محاطة بسياج دائري من قناطر منتظمة تحاكي الأسلوب الإسباني الذي يفرد جزءا من سطوحه للبناء القرميدي. أما الغرف فتطل أبوابها على هذه المساحات ومن خلف القناطر البيضاء، ما «ÙŠØ­Ø±Ø±» الأروقة الدائرية ويفتحها على الهواء الطلق. وفي الأسفل، بإمكان الزائر أن يستريح في «Ù„وبيات» ثانوية إضافة إلى اللوبي الرئيسي للفندق، حيث تتدلى المصابيح الذهبية اللون وتكسو الجدران مرايا كبيرة ذات إطارات محفورة وفق الطراز الدمشقي. وإحدى هذه الاستراحات وأجملها، تلك التي تتوسطها بركة ونافورة دمشقية وكأن الزائر في قصر حاكم أو وآل عثماني من أولئك الذين تذكرهم كتب التاريخ التي تؤرشف حقبة الحكم العثماني لدول المنطقة. وهنا ليس غريبا مصادفة بعض العدسات التي تسرح وقتا ليس قصيرا لالتقاط صور تذكارية إما إلى جانب هذه النافورة وإما جلوسا على ذاك الكرسي «Ø§Ù„مطعّم»ØŒ وإما إلى جانب تلك المنضدة أو تلك الخلفية الخشبية المزخرفة وفقا للأسلوب الدمشقي. في الجو كثير من عبق التراث وكثير من النفس العصري. وكأن المهندسين حرصوا على الإتيان بذاك الزمن الغابر إلى عصرنا، وليس إعادة عصرنا إلى ذاك الزمن! هذه المساحة تؤدي إلى باقة من المطاعم التي تقدم مطابخ متنوعة. المطعم الرئيسي هو «Ù…طعم المنارة» الذي يمتاز بمأكولاته الشرقية والآسيوية وبالـ«Ø¨ÙˆÙÙŠÙ‡» الغني الذي يقدمه لنزلائه وزواره. ولمحبي الاستمتاع بجلسة مسائية هادئة وسط أنوار خافتة والإستماع إلى نغمات البيانو «Ù…ودز» هو العنوان، حيث بإمكان الزائر تذوق مروحة واسعة من المشروبات المنعشة والعصائر بالإضافة إلى قائمة من المأكولات الخفيفة. وفي الهواء الطلق، يمكن الاختيار بين «Ø¨Ø±ÙŠØ²» الذي يشكل المكان الأمثل للوجبات الخفيف. وفي الخارج أيضا هناك حوضان للسباحة بمساحة 1400 متر مربع. والمنتجع المتصل كله بشبكة الإنترنت، يتضمن 246 غرفة وفيلا دوبلكس، تتوزع على فئات مختلفة وتتدرج بالمساحات، إنما كلها ومن دون استثناء تطل على شاطئ رملي خلاب يصل طوله إلى 500 متر.