مهرجان الأندلس . . ودور الإسلام في الازدهار‏ ‏الثقافيâ€
28/05/2004

البوابة 17/05/2004

اعتبر العالم في الشؤون الإسلامية عثمان بن بكار ‏ أن القرنين 11 و12 من الوجود الإسلامي في أسبانيا شكلا العصر الذهبي للإسلام الذي‏ ‏ازدهر خلال هذا العصر وحقق إنجازات عدة وصلت إلى أوروبا المسيحية وباتت جزءا من ‏ ‏ارث الغرب الفكري.‏ ‏

وكان بكار وهو عالم إسلامي متخصص بالرياضيات يتحدث عن هذه الحقبة في منتدى حول ‏ أسبانيا الإسلامية أقيم في جامعة جورج تاون في إطار مهرجان الأندلس الذي تنظمه ‏ ‏وترعاه مؤسسة (موزاييك) في العاصمة الأمريكية واشنطن هذا الشهر.‏ ‏

وقال بكار، حسب وكالة الأنباء الكويتية، أن الأندلس كانت الجناح الغربي للعالم الإسلامي في القرنين 11 و12 ‏ ‏وشهدت نشاطات علمية وتحقيق إنجازات عدة ضمن محيط فكري شارك فيه المفكرون ‏والفلاسفة من مختلف الأديان والطوائف.‏ ‏

واعتبر أن روح الفكر الإسلامي في ذلك الحين ساهمت في تطوير عمل الفيزيائيين ‏وعلماء الرياضيات والمخترعين والعلماء كما أدت إلى تنمية علوم الجبر والمثلثات ‏ ‏والهندسة والفلك والموسيقى والكيمياء.‏ ‏

وقال أن وحدها منطقة قرطبة كانت تضم 50 مستشفى وان المستشفيات في الأندلس ‏تميزت بأعلى المعايير في القرون الوسطى وهي كانت اقرب إلى الجامعات التي تدرس‏ ‏الطب.‏ ‏

وكشف عن أن هذا العصر شهد ترجمة المعايير والمقاييس الجديدة لعلم الرياضيات من ‏ ‏اللغة العربية إلى اللغة اللاتينية التي كانت لغة التدريس الأساسية في أوروبا.‏ ‏ وأضاف أن عددا من المترجمين اليهود الذين يتكلمون اللغات العربية واللاتينية‏ والأسبانية الأدبية المعروفة بالقشطالية قاموا بنشر المعرفة الإسلامية في المناطق ‏ ‏المسيحية الواقعة في شمالي أسبانيا. ‏

بدوره قال الأستاذ المدرس في شؤون القرون الوسطى البريطاني ريتشارد ‏فلتشر، حسب كونا، أن الفتح العربي لأسبانيا في أوائل القرن الثامن أدى للمرة الأولى في ‏ أوروبا إلى تقريب المجتمعات الثلاثة الأكبر في العالم وهي الإسلامية والمسيحية ‏ ‏واليهودية.‏ ‏

وأضاف أن العلاقة الثقافية التي تلت هذا الفتح ساهمت بشكل استثنائي في تنمية ‏ ‏التاريخ الفكري والفني في أوروبا والعالم.‏ ‏ وقال فلتشر إن النبيل القشطالي الأسباني المعروف باسم (ايل سيد) والذي ينظر‏ إليه الغرب على انه منقذ أسبانيا المسيحية كان في الواقع أحد الفرسان الموهوبين ‏ ‏الذي خدم كقائد عسكري للحكام الإسلاميين والمسيحيين على السواء وفي حقبات متفاوتة.‏ ‏

وحول العلاقات الاجتماعية في تلك الحقبة أكد فلتشر أنها تميزت بتعدد الثقافات‏ ‏والانفتاح وان الحكام الإسلاميين والمسيحيين على السواء استعانوا بمستشارين‏ ‏مفكرين من الأديان الثلاثة الإسلامية والمسيحية واليهودية مما ساهم في تعميم جو ‏ ‏من التسامح.‏ ‏

من جهتها تحدثت كل من أستاذة اللغتين الأسبانية والبرتغالية في جامعة (يال)‏ ‏ماريا روزا مينوكال وأستاذة التاريخ الهندسي في جامعة نيويورك جيري لين دودز في ‏اعتبار إن حقبة القرون الوسطى في أسبانيا كانت حقبة توحيدية وشهدت قبولا كبيرا من ‏ ‏كل الأطراف لثقافة الأطراف الأخرى.‏ ‏

واستشهدتا بصور لجوامع إسلامية وكنائس وأديرة مسيحية ومعابد يهودية كل منها ‏ ‏استخدم في هندسته أفكارا من الأديان الأخرى وأكدتا أن الحكام المسيحيين تعاونوا ‏ ‏مع فنانين ومفكرين مسلمين واعتمدوا عليهم في المحاكم الخاصة بهم قبل العام 1492 ‏ ‏الذي شهد رحيل الإسلام عن أسبانيا وبعد هذا العام.‏ ‏

يذكر أن مؤسسة موزاييك التي تنظم مهرجان الأندلس قد تأسست في العام 1998 بجهود ‏ ‏زوجات 17 سفيرا عربيا في الولايات المتحدة وهي تهتم بجمع التبرعات وتقديم معونات ‏ ‏ومنح خيرية لتحسين حياة العديد من النساء والأطفال بالإضافة إلى تأمين تقارب ‏ ‏وتفاهم أفضل بين المجتمعين العربي والأمريكي.‏ ‏

ويتضمن المهرجان نشاطات عدة منها عرض نحو 90 قطعة فنية تظهر الفن والتأثير ‏ ‏اللذين تميزت بهما أسبانيا الإسلامية وأمسية فنية في السفارة الأردنية تشتمل على‏ ‏لوحات موسيقية وراقصة ملهمة عن الحقبة التي حكم فيها الإسلام أسبانيا بين القرنين ‏ ‏الثامن والـ15.‏ ‏