بغداد مدينة الفنادق والمدن الترفيهية
16/06/2010

السياحة الإسلامية: عن " صوت العراق " 16 يونيو/ حزيران 2010

بغداد وحسب المادة 124 من الدستور تعتبر عاصمة العراق، والعاصمة كما في كل بلدان العالم يكون لها وضعية خاصة من حيث الخدمات تتميز بها عن سائر المدن الأخرى في البلاد، وذلك كونها تمثل مركز الثقل السياسي والإقتصادي لأي بلد كان. هذه الخصوصية للعواصم ماذا يتوفر منها في بغداد؟ هذا التساؤل محور أحاديث المواطنين، التي تقارن بين ما هو موجود على أرض الواقع وبين تصريحات السادة المسؤولين في أمانة بغداد التي تستمر بدون انقطاع من حيث قيام المشاريع الضخمة التي ستقام في العاصمة، من حيث فنادق 5 نجوم والمدن الترفيهية والحدائق والمتنزهات وغيرها. إذا كانت التوجهات بعدم تسييس العديد من الملفات يجب أن تكون بغداد في أولوية الملفات هذه وعدم تسييس الخدمات فيها والنهوض بها لتعود إلى سابق عهدها لأنها للجميع وليس لجهة دون أخرى. بغداد اليوم تعيش واقعا خدميا مؤلما حيث تعاني من الأزمة السرمدية للكهرباء ونقص حاد في مياه الشرب والقمامة في كل مكان والأسواق بعيدة عن كل المظاهر الحضارية من حيث الفوضى وغياب الرقابة، والأخطر من كل ذلك أن مياه المجاري طفحت داخل الدور السكنية للمواطنين لانسداد مجاريها الرئيسية لافتقارها غالى أبسط أعمال الصيانة بل وغيابها نهائيا، وأما الحديث عن خطوط المواصلات له أول دون أن يكون له نهاية، حيث لا يمكن السير في العاصمة على شوارع مبلطة بل العكس السير فيها أصعب من السير بأحدث السيارات في الجبال والوديان، هذه هي العاصمة التي ستكون عاصمة للسياحة والثقافة والحضارة والتاريخ، ربما السادة المسؤولين في أمانة بغداد لا تردهم الصور الحقيقية عن العاصمة، وزيارة ميدانية لأي من أحياء العاصمة ستكشف الكثير من الحقائق قد تؤدي إلى تغيير في تصريحات المسؤولين عن أمانة بغداد. الجميع يتمنى بغداد جميلة وزاهية وما يكتب في الإعلام ما هو سوى دعما لجهود أمانة بغداد التي تتحمل مسؤولية إرث مأساوي كبير وجهودها مشكورة في أوجه متعددة، ولكن السلبيات الكبيرة تطغى دوما على الإيجابيات القليلة، وكما قال احد المواطنين هل يمكن بناء فندق 5 نجوم وبأحدث المواصفات العالمية وخلفها تلة من القمامة؟ أو بناء مدينة ترفيهية بدون ماء أو كهرباء أو شوارع مكسوة بأحدث الطرق الفنية؟ إنها مفارقات كبيرة عسى أن تجد مشاكل العاصمة لها حلولا في أقرب فرصة لتصبح أجمل مدينة على مستوى المعيشة في العالم، لتفنيد ما ورد في تقرير "مير سر"ØŒ العمل بحاجة إلى جهود المؤسسات المعنية وبالتعاون مع المواطنيين لجمالية العاصمة ولكن بعد توفير الخدمات لهم على أقل تقدير.