مدينة االنخيل، مدينة الفخامة تشهد ازدهاراً في الصيف
16/07/2010

السياحة الإسلامية: عن " الرايـة " 16 يوليوز/ تموز 2010

تمتاز مدينة مراكش منذ القدم بالثراء والفخامة عبر تاريخها الممتد لآلاف السنين. ويرجع ثرائها إلى كونها نقطة النهاية لسيارات الكارافان القادمة من مدينة تمبكتو المالية وإفريقيا الوسطى فيما مضى، أما فخامتها فتتبدئ في قصورها ذات الطابع الموريسكي التي تنطق بالأبهة. وبعدما انطفأ وهجها في العصر الحديث، بدأت "درة الجنوب" منذ بضع سنوات في الازدهار مجدداً واستعادة بريقها. وبهبوب رياح استعادة أمجاد الماضي مع برنامج الإستثمار تسير المدينة بخطى ثابتة في طريقها لتكون العاصمة الفنية والثقافية للمغرب بلا منازع. ويوماً بعد يوم يشعر السياح من صغار السن والموسرين بانجذاب شديد إلى مدينة مراكش المزدهرة. ويُعد فندق "المامونية" الفاخر مثالاً حياً على ذلك، حيث استجاب الفندق لحركة الإزدهار التي تشهدها البلاد وأجرى أعمال تطوير وتجديد على مدار ثلاث سنوات من أجل مواءمة أحدث سبل الراحة ذات التقنيات الحديثة مع فنون الأرابيسك السكنية البديعة. ففي إطار برنامج لتشجيع الإستثمارات يُقدر بالمليارات يهدف إلى تحديث البلاد يتيح المغرب الفرصة للمستثمرين الأجانب لشراء الأراضي بأسعار مناسبة. وقد ساهمت فرص الإستثمار الواعدة في إحداث ازدهار عمراني كبير، حيث تم إنشاء الكثير من الفيلات الراقية والفنادق الفاخرة . ويأتي الممولون الأجانب من فرنسا والهند والسعودية وروسيا وموناكو. وفي الوقت الحالي تجري أعمال إنشاء مجموعة أخرى من فنادق الخمس نجوم والوحدات السكنية الفخمة المخصصة للمليونيرات على قدم وساق. وسيشهد أيضاً فندق "بالميراي" مراكش أعمال توسعة ليضم المزيد من المنتجعات السياحية الجديدة وملاعب الغولف. وقد تم افتتاح فندق "رويال منصور" الجديد مطلع يونيو الماضي والذي يصل سعر الجناح فيه إلى 2200 يورو "ما يوازي نحو 2700 دولار أمريكي" في الليلة الواحدة. ويرى ديديه بيكو المدير العام لفندق "المامونية" أن التنافس بين الكثير من الفنادق يُعد أمراً جيداً. وبالنظر إلى الإدهار الحالي لا يستبعد بيكو ألا تناطح أشجار النخيل السماء في مراكش أيضاً على المدى الطويل، وأن تكون هناك طاقات تشغيلية زائدة عن الحاجة في قطاع الفنادق الفاخرة أيضاً في غضون عدة سنوات. ويقول المدير الفرنسي الجنسية : ليس السؤال فقط هو كيف يتم شغل فنادق الخمس نجوم بالكامل، بل أيضاً يتم طرح التساؤل من أين يمكن الإتيان بالأيدي العاملة. ويشير ديديه إلى أن حركة السياحة الوافدة إلى مراكش سجلت في العام الماضي انخفاضاً كبيراً في عدد السياح مقارنة بعام 2008، ويعزي ديديه السبب في ذلك إلى الأزمة الاقتصادية العالمية. وأضاف: إن هذه الأزمة المالية تسببت في عرض بعض الفنادق الصغيرة في المدينة للبيع. وصحيح أنه تم تشييد طرق سريعة جديدة، كما تم إنشاء مطار جديد بمراكش، غير أن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: هل حقاً مراكش مستعدة جيداً لاستقبال السياحة على نطاق جماهيري واسع والتي يرى ديديه أن فندق فاخر مثل "المامونية" لا يكون بالطبع هو المكان المناسب لها؟ فحينئذ تكون صورة الحركة السياحية وكذلك صورة المدينة ككل على المحك. وفي ثوبه الجديد يشتهر فندق "المامونية" الذي يعود تاريخ بنائه إلى الثلاثينيات من القرن الماضي بأنه "فندق المشاهير رقم واحد" وموقع تصوير الأفلام السينمائية