مهرجان جرش للثقافة والفنون تواصل مع التاريخ في المدينة
08/07/2004

عمان – سميرة عوض

يستهل مهرجان جرش الثالث والعشرون للثقافة والفنون للعام 2004 أعماله بحفل يشارك فيه الشاعر محمود درويش وذلك في 21  تموز (يوليو) الجاري على مسرح قصر الثقافة في العاصمة الأردنية، عمان.

ويستضيف مهرجان جرش لهذا العام الذي يستمر حتى التاسع من آب (أغسطس) نخبة من الفنانين العرب، كما سيستضيف العديد من الفرق الفنية المحلية والعربية والعالمية من بينها فرقة جلنار السورية، والفرقة الشرقية للفلوكلور المصرية، وفرقة اكسوريو الأسبانية وفرقة فرنسية وأخرى يابانية وغيرها. كما أن المهرجان يقدم جملة من النشاطات الموجهة للطفل العربي.

وكان قد عقد في مهرجان جرش 2003 ملتقى العود الأول من نوعه على المستوى العالمي، وفي هذا العام يعقد ملتقى القانون وهي آلة موسيقية عربية بامتياز.

ويشمل البرنامج الثقافي للمهرجان على قراءات شعرية مميزة بمشاركة شعراء عالميين وعرب ومنهم الفرنسي ديفيد دوسوتير، والأسبانية كلارا خانس، وشنيد موريس من ايرلندا، وعاليم جاليباي من كازاخستان، ومورتسوكوكي من ايطاليا. ومن العرب محمود درويش وغسان زقطان من فلسطين وميسون صقر القاسمي من الإمارات وشوقي بزيع من لبنان وفوزي الدليمي من العراق ومحمد عفيفي وأحمد الشهاوي من مصر، ومن الاردن الشعراء حيدر محمود، أمجد ناصر وجريس سماوي، مدير عام مهرجان جرش، وغيرهم. وإلى ذلك تقام الحلقة النقدية ومحورها "صورة الآخر في القصيدة العربية المعاصرة" بمشاركة نقاد عرب وأردنيين.

ويذكر أن مهرجان جرش للثقافة والفنون انطلق في العام 1981 برعاية الملكة نور الحسين رئيسة اللجنة الوطنية العليا، وشكل المهرجان عبر سنواته الثلاث والعشرين ملتقى للعديد من الحلقات الثقافية التي انطوت على الشعر والأدب والنقد والفن والموسيقى والمسرح.

مدينة جرش

وتأتى أهمية المهرجان من إقامته في مدينة جرش الأثرية السياحية، وإن كانت فعاليات هذا العام متوزعة في أكثر من مدينة ومعلم أردني منها الكرك والبحر الميت وغيرهما.

وجرش هي مدينة الألف عمود وتدعى "جراسيا" وهي على مسافة نصف ساعة من الزمن إلى الشمال من العاصمة الأردنية عمان، وتعود تسميتها القديمة إلى العصر اليوناني والروماني، ويطلق عليها أيضا اسم "بومبي الشرق" لأنها لا تزال تحتفظ إلى يومنا هذا بمعالمها الأثرية الرائعة, وتطالع الزائر لهذه المدينة بوابتها العظيمة ذات الأقواس الثلاث التي بنيت على شرف الإمبراطور الروماني هدريان عند زيارته لها في العام 129 للميلاد.

وجرش هي واحدة من مدن الديكابوليس، وهو اتحاد عشر مدن رومانية تعود للقرن الأول قبل الميلاد، ولكنها المدينة الوحيدة من بين تلك المدن التي بقيت أثارها شاهدة على عظمتها السابقة. ويستطيع الزائر لمدينة الألف عمود التجول بين مسارحها وحماماتها وشوارعها المبلطة.

ومع كل صيف تستعيد جرش أمجادها عبر امتزاج الماضي بالحاضر من خلال مهرجان جرش للثقافة والفنون.

فأهلا وسهلا بكم في الأردن ضيوفا أعزاء وأصحاب بيت.