رحلات سياحية إلى حقول رماية بالمدفعية والصواريخ
21/07/2004

الحياة 16/07/2004   

موسكو - رائد جبر    

إذا كان اختيار زوار الفضاء يمر بإجراءات معقدة، يخضع الراغبون خلالها إلى عمليات إعداد دقيقة تمتد شهوراً ولا يجتازها إلا قلة من القادرين، فإن متطلبات الاستمتاع بالسياحة الجديدة لا تبدو صعبة. فهي مفتوحة أمام جميع الراغبين،

وليس عليهم سوى الاستعداد لدفع فاتورة في نهاية الرحلة، قد تصل قيمتها إلى عشرات الألوف من الدولارات. ولا يبدو هذا الرقم مفزعاً إذا قورن بمبلغ عشرين مليوناً هي قيمة الرحلة إلى الفضاء، ما جعل منظمي البرنامج السياحي الجديد واثقين بأن ابتكارهم سيلقى قبولاً وانتشاراً واسعين.

يهدف البرنامج الجديد إلى تطوير أساليب الدعاية للصناعات العسكرية في روسيا، وجذب موارد مالية جديدة تدعم معرض الأسلحة الذي ينظم سنوياً في مدينة نيجني تاغيل، في قلب منطقة الأورال، حيث تنتظر أفواج السياحة العسكرية برامج مبتكرة. إذ سيتاح لهم التجول في حقل رماية داخل . . . دبابة، أو اعتلاء واحد من أحدث نماذج المدفعية الروسية، وخوض تجربة إطلاق القذائف والصواريخ.

فاليري رودينكو أحد المسؤولين عن برامج السياحة الجديدة قال إنهم سينظمون رحلات تتراوح مدتها بين ثلاثة وخمسة أيام. وهي تقدم بديلاً مثيراً لمن ملّ الوسائل التقليدية للسياحة، وينتظر القائمون على البرنامج ان تكون الدفعة الأولى من زبائنهم رجال أعمال، يبحثون عن أساليب مبتكرة لتمضية عطلتهم، أو بعض هواة الرحلات الخطرة من القادرين على تغطية نفقاتها.

ولن يقتصر المجال على خوض "معركة حربية" باستخدام الأسلحة الثقيلة كالمدرعات والدبابات، إذ سيتمكن "المحاربون الهواة" من استخدام التقنيات العسكرية التابعة لسلاح المشاة، بدءاً من الرشاشات وانتهاء بأكثر أنواع الأسلحة تعقيداً. وامتنع رودينكو عن تحديد تكاليف هذه الرحلة، مشيراً إلى أن ثمن قذيفة المدفعية يراوح بين 8 و16 ألف روبل (300 - 600 دولار) بحسب نوعها، كما أن سعر الصاروخ الموجه الذي سيطلقه السياح من الدبابات يتجاوز 160 ألف روبل، ما يعني إن منظمي هذه السياحة سيلجأون إلى حساب فاتورة كل زبون على حدة، بحسب كمية القذائف التي استهلكها هواة الألعاب النارية الحقيقية. الأكيد أن المسؤولين عن البرنامج لن يبخلوا في تأمين الأسلحة التي يطلبها زبائنهم. والطريف إن الفكرة المبتكرة ظهرت مصادفة. إذ نظمت إدارة معرض الأسلحة الروسية في نيجني تاغيل رحلة ترفيهية إلى ساحة رماية، دعي إليها رجال أعمال وشخصيات ساهمت في تمويل المعرض أخيراً وإنجاحه. وهناك أعجِب المدعوون بتجربة إطلاق النار من كل أنواع الأسلحة التي شاركت في العرض، خصوصاً التقنيات الثقيلة، ما دعا المنظمين إلى التفكير في إطلاق برنامج ربحي، بعدما أثبتت التجربة أن رجال الأعمال والمال "يجدون متعة إضافية في اللعب بالنار"، كما قال أحد مهندسي الفكرة.