منتجع القموعة بـ "جرود عكار اللبنانية"
14/02/2011

السياحة الإسلامية: عن " الشرق الأوسط " 14 فبراير /شباط 2011

لا يمكن لزائر "عكار" في شمال لبنان إلا أن يتجه في قلب الجبال المكتسية بالاخضرار نحو «Ø§Ù„قموعة». هناك تتناثر أشجار «Ø§Ù„لزاب» والشوح والسنديان بين سهل أخضر فسيح. تشعر أنك خرجت من ضوضاء الأمكنة Ùˆ انعزلت في قمة مليئة بروعة لا توصف. لا مكان في لبنان يشبه القموعة بجمالها واتساعها، التي تشكل مساحة لممارسة هواية ركوب الخيل ومكانا مناسبا للتنزه والجلسات العائلية صيفا. وفي الشتاء تكون مرتعا لهواة التزلج والتخييم، حيث تتحول إلى بحيرة جليدية واسعة وتكون جبالها وغابتها مزينة ببياض الثلج. في الطريق إليها مغامرة «Ø­Ù„وة» لا يمكن أن تختصر سريعا. تجد مشاهد جذابة لأناس طيبين. يستقبلونك بلهفة وحب وكرم. نقف قليلا في بلدة مشمش حيث نتناول رقاقات من الخبز على «Ø§Ù„تنور» وتودعنا نظرات الأطفال بكثير من العفوية. فيما نشرب القهوة المرّة في أحد منازل بلدة فنيدق المتوجة بجمال باهر، والموزعة فيها بيوت الصوفيين القدماء ومساجدهم ومصلياتهم الصغيرة. يرافقنا في الجولة أحد الأصدقاء، حيث يحلو له أن يردد أغنية لزكي ناصيف. فيما تنشغل صديقتنا زينة بتجهيز «ÙƒØ§Ù…يرتها» الصغيرة لتلتقط ما أخبروها عنه هناك. أشجار وحيوانات لا يمكن أن تشاهدها إلا في تلك المنطقة. نقطع بلدة فنيدق لنصل إلى القموعة. في «Ø§Ù„سهلة» المليئة بمياه الثلوج التي ذابت سريعا في ذاك الصباح البارد، التقطنا صورا لنا واتفقنا أن نضعها على «ÙÙŠØ³ بوك». فيما الصقيع يمتد في أجسادنا رغم ثيابنا الشتوية التي ارتديناها تحسبا لطقس بارد. نجلس في مقهى صغير، حيث يسكن رجل وزوجته في بيت ملاصق للمقهى. نجلس قرب «Ø³ÙˆØ¨ÙŠØ©» حطب تبث حرارة خارجة عن المكان المليء بالبرد. نتلقف الحرارة بشغف. ثم نخرج ونمضي بالمشي على طريق أسفلتي مهمل. فيما ازدحم الطريق بقطيع من الماعز استغل صاحبها اعتدال الطقس وحرارة الشمس ليخرجها للرعي بين الأشجار. يؤكد ربيع خضر الذي التقينا به قرب نبع ماء، كان يقوم بملء «ØºØ§Ù„ونات» بلاستيكية من مائه للشرب أن «Ø§Ù„قموعة أجمل ما يمكن لأحد أن يرى». وأضاف أن الناس تأتي إليها من كل بلدان العالم لرؤية «Ø§Ù„جنة» على الأرض. يقول عبد الرحمن صلاح الدين، صحافي من بلدة فنيدق، «Ø¥Ù† القموعة سميت بذلك لارتفاع قممها ووفرة مياهها، وهذا ما يلائم واقع المنطقة الجغرافي والطبيعي». وأوضح أنها «ØªØ¨Ø¹Ø¯ 36 كيلومترا عن حلبا مركز القضاء، Ùˆ61 كيلومترا عن طرابلس، Ùˆ146 كيلومترا عن العاصمة بيروت. ويمكن الوصول إليها عبر طريق بيروت - طرابلس - برقايل - القموعة. كما تتصل بعكار عبر رحبة وعكار العتيقة والشقدوف وتاشع والقبيات. وتعمل بلديتا فنيدق والقبيات على استقطاب عروض لتحويل القموعة إلى منطقة سياحية عالميا، من خلال إنشاء مجمع سياحي ضخم، يضم فنادق ومطاعم ومراكز تزلج وأماكن تخييم وتحويل السهلة وغابة «Ø§Ù„عزر» المجاورة لها إلى متنزه بيئي للمشي والسياحة البيئية. وقد قدمت عروض من قبل جهات فرنسية لتحويل القموعة إلى مكان شبيه بجبال الألب. وقد زار وفد عكاري ضم النائب خالد زهرمان ورؤساء بلديات فنيدق والقبيات وعكار العتيقة السنة الماضية، بعض المناطق الجبلية في فرنسا، وذلك بهدف عرض مشروع «Ø¨Ø§Ø±Ùƒ القموعة» البيئي على المعنيين في الدولة الفرنسية، كما تضمنت الزيارة تفقد «Ø§Ù„باركات» في جبال الألب والاطلاع على سير العمل فيها وطرق بنائها وتنظيمها.