ترنجانو: جوهرة لم يكتشفها السياح العرب‏
29/07/2004

ميدل ايست اونلاين 24/07/2004

ترنجانو (ماليزيا) – من طلال الغنام 

عشاق السلاحف سيجدون في ترنجانو المكان الأمثل لرؤية وضع البيض، والراغبين في شواطئ نقية سيجدون ضآلتهم.

تمتاز ولاية ترنجانو وهي إحدى ولايات ‏ ‏شمالي ماليزيا وتقع على الساحل الشرقي من شبه جزيرة ماليزيا بموقعها وغاباتها ‏ ‏الاستوائية الساحرة وشواطئها التي تعد من أجمل وأنقى الشواطئ في العالم لبقاء ‏ ‏مياهها بعيدة عن التلوث المائي الذي أصاب أكثر بحار العالم.

وتتمتع هذه الولاية بجمال طبيعتها الخلابة وحدائقها الساحرة الخضراء وغناها بأشكال متنوعة من الفواكه المحلية كما أنها تمتاز بشواطئ رملية نقية ونظيفة وجزر ‏ ‏سياحية رائعة ومتنوعة مثل جزيرة بيرهينتيان وجزيرة ريدنغ وبيدونغ وكاباس التي ‏ ‏تعني باللغة المالاوية القطن إضافة إلى جزيرة تينغول.

ويقصد السياح الأوروبيون شواطئ مدينة كوالا ترنجانو عاصمة الولاية عند الفجر ‏ ‏لمشاهدة ظاهرة جذابة والاستمتاع برؤية السلاحف البحرية العملاقة التي تخرج من ‏ ‏البحر إلى الشواطئ بالعشرات لتضع بيضها بالآلاف في حفر تصنعها في موسم التكاثر.

وبوسع السائح أن يشاهد في بعض المواسم حيوان قنديل البحر الصندوقي قريبا من ‏ ‏شواطئ منطقة"بوكيت كلوانغ" وهي مناطق مطلة على البحر في مدينة بسوت وإحدى مدن ‏ ‏الولاية.

ويستطيع الزائر رؤية ذلك الحيوان الهلامي ذو الأرجل السامة بشكل أوضح وبأعداد ‏ ‏كبيرة إذا صعد على إحدى المرتفعات الصخرية الموجودة على جانب الشاطئ.

ومن أبرز المعالم السياحية في ترنجانو شاطئ رانتاو ابانج ‏ ‏حيث يعتبر هذا الشاطئ من المعالم السياحية الرائعة ويعد عشا لبيض السلاحف البحرية كما أنه يعد إحدى المناطق الستة الوحيدة في العالم التي تقصدها تلك الكائنات ‏ ‏جلدية الظهر في الفترة ما بين شهر مايو وسبتمبر.

ولكي يشاهد السياح عملية وضع البيض التي تقوم بها تلك السلاحف الضخمة فإنهم ‏ ‏يستلقون على الرمال بهدوء من منتصف الليل حتى الفجر وينتظرون بفارغ الصبر قدوم ‏ ‏السلاحف التي تزحف ببطء على الرمال البيضاء قادمة من أعماق البحر.

وجزيرة دويونغ أو جزيرة حورية البحر باللغة المالاوية تعتبر من أشهر المناطق ‏ ‏في ترنجانو في صناعة السفن والمراكب البحرية إلا إن تلك الجزيرة لا يوجد فيها ذلك ‏ ‏الكائن الخرافي.

ويمكن للزائر رؤية الكيفية التي تصنع بها القوارب بأيدي عمال مهرة توارثوا هذه ‏ ‏المهنة جيلا عن جيل. ‏ وصناعة السفن في ترنجانو مهنة فريدة من نوعها ومتميزة وتعتمد على خبرة الصناع ‏ ‏وذاكرتهم دون الاحتياج إلى أي مصانع أو آلات ضخمة أو خطة معينة.

وجزيرة دويونغ مشهورة بتجفيف وتمليح الأسماك ويمكن الوصول إليها بسهولة عن ‏ ‏طريق جسر السلطان محمود، وفي مقدور الذين يهوون الحصول على متعة أكبر استخدام المواصلات المائية كركوب ‏ ‏قارب من الواجهة المائية لمدينة كوالا ترنجانو.

وجزيرة بيرهينتيان وتعني (جزيرة التوقف) باللغة الماليزية والتي تبعد 21 كيلو ‏ ‏مترا عن شواطىء ترنجانو تتألف من جزيرتين هما جزيرة بيرهينتيان الكبرى وجزيرة ‏ ‏بيرهينتيان الصغرى.‏ ‏‏

والقيام برحلة إلى أحد قسمي هذه الجزيرة الخضراء الاستوائية ‏ ‏يعتبر الأجمل لعشاق الطبيعة وأيضا يعد مكانا مناسبا لهواة رياضة الغوص والسباحة ‏ ‏بالاستعانة بأدوات التنفس تحت الماء واصطياد الأسماك كما إن أمواج الجزيرة مناسبة ‏ ‏تماما لهواة ركوب الأمواج والقوارب الشراعية.

والجزيرة محاطة بغابات استوائية عذراء وستجذب أنظار الزوار حتما أشجار النخيل ‏ ‏المتمايلة مع الرياح ورمال الشواطئ البيضاء والمياه الزرقاء الدافئة، كما أن السائح سيندهش حتما بحدائق المرجان النابضة بالحياة متعددة الألوان.

وجزيرة بيرهينتيان معروفة بأنها من إحدى جنان ماليزيا البحرية إضافة إلى أنها ‏ ‏تعتبر جزءا من الحدائق البحرية الوطنية.

أما جزيرة كاباس أو جزيرة (القطن) فتشتهر ‏ ‏بمياهها "الزمردية" دلالة على شدة صفائها ونقائها كما إن شواطئها تمتاز برمالها ‏ ‏الناعمة البيضاء وأشجار النخيل العالية التي تتمايل مع أنسام الرياح اللطيفة.

وجزيرة كاباس تمتلئ بأعشاش طيور السنونو في تجاويف الكهوف ‏ ‏ومن الطرائف ان الصينيين يحبون أكل أعشاش طيور السنونو التي يصنعها ذلك الطائر ‏ ‏بلعابه ويعتبر هذا الطعام من أشهى المأكولات لديهم وثمنه غال بسبب التكلفة ‏ ‏المرتفعة لعمل مزارع خاصة لتلك الطيور المهاجرة.

ومن المعالم السياحية البارزة الأخرى التي يتعين على السائح زيارتها مجمع متحف ‏ ‏ولاية ترنجانو الذي يتكون من المتحف الرئيسي والمتحف البحري ومتحف صيادي الأسماك ‏ ‏ومتحف المنازل التقليدية ومزارع الأعشاب الطبية والبهارات.

وبني هذا المتحف المشهور على 16 عامودا بشكل متناسق ومتجانس مع فن العمارة ‏ ‏التقليدية في ترنجانو. ولا يفوت السائح أيضا زيارة السوق المركزي والذي يعرف محليا باسم (باسار ‏ ‏بايانغ) ويقع على نهر كوالا ترنجانو وتمت اعادة بنائه على النمط الحديث ويعتبر ‏ ‏هذا السوق أشهر مكان في العاصمة كوالاترنجانو بالنسبة للسواح وهو مجهز برواق ‏ ‏للتسوق وموقف للسيارات.

ويعرض السوق تشكيلة واسعة من التحف والمشغولات اليدوية مثل قماشة الباتيك ‏(ازار خاص بالمرأة) والبيلاكات (ازار رجالي) والسونكيت وهي قماشه مقصبة غالية ‏ ‏الثمن شبيهة بالازار تلبس فوق البنطال في المناسبات الرسمية والأعياد وحفلات ‏ ‏الزواج والسونكوق أي القلنسوة المالاوي.(كونا)